بغداد
نظم مجموعة من الشباب في العاصمة بغداد، وقفة تضامنية مع سكان الاهوار الذين يعانون من جفاف قاتل نتيجة الممارسات السياسية المائية من قبل تركيا وايران.
وقد اختفت مساحات مائية واسعة جداً من اهوار جنوب العراق التي تعد مقصداً سياحياً وتحولت هذه المستنقعات أرضاً جافة متشققة خرجت بينها شجيرات صفراء.
وقال احد المنظمين في الوقفة، عقيل خريف، “نحن مجموعة شبابية تضم مختلف المحافظات العراقية نعمل على تسليط الضوء ونقل مشكلة الجفاف التي تعاني من اهوار البلاد نتيجة ممارسات تركيا المائية العدائية ضد العراق”.
واضاف خريف ان “تركيا تتعمد على تدمير العراق سياحيا، تقصف المناطق السياحية في اقليم كردستان تارة وتمارس سياسة تقليل المياه بهدف تجفيف الاهوار تارة اخرى”.
وطالب “الحكومة العراقية ووزارة الخارجية والجهات المعنية الاخرى بضرورة التحرك نحو هذه المشكلة”، لافتا خريف ان “هذه الوقفة التي شهدتها الكرادة في بغداد الليلة الماضية سنكررها يوميا وحتى في محافظات اخرى”.
ويعود السبب الحقيقي للجفاف هو غياب شبه تام للأمطار خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لكن كذلك انخفاض مستوى المياه المتدفقة من الأنهار التي تنبع من دولتي الجوار إيران وتركيا، ما أرغم بغداد على تقنين استخدام احتياطاتها.
وحول تداعيات أزمة نقص المياه التي تضرب العراق، يقول عبد الزهرة الجنابي في كتابه “جغرافية العراق الإقليمية”- إن لها انعكاسات خطيرة على الزراعة والأنشطة الاقتصادية والاستيطان والأحوال الاجتماعية والبيئة وغيرها.
ففي الجانب الزراعي، تراجعت المساحات المزروعة من 33 مليون دونم إلى أقل من 10 ملايين دونم حاليا، وفي خطة هذا العام للموسم الشتوي ستخفض بنسبة 30- 40%، حسب الجنابي.
ويتابع أن المساحات المزروعة بالقمح تراجعت من 10 ملايين دونم إلى 4 ملايين دونم، والمزروعة بالأرز من نصف مليون دونم إلى ربع مليون وخفضت هذا العام إلى أقل من الثلث، أي لا تزيد على 100 ألف، ومثل هذا الانخفاض حصل في الذرة الصفراء والخضروات.
وينبه أستاذ الجغرافيا إلى أن ذلك أدى إلى تراجع حاد في الاكتفاء الذاتي وقلة الإنتاجية وازدياد نسبة الفقر بين سكان المناطق الريفية.
ويلفت إلى انعكاسات أزمة الجفاف على الصناعات التي تحتاج كميات كبيرة من المياه، وتراجع السياحة الداخلية المرتبطة بالمجاري المائية وتدهور الطاقة الكهربائية، وموجات النزوح والمشاكل الاجتماعية التي تحصل بين المزارعين والصيادين بسبب نقص المياه.
ويضيف الجنابي أن هناك تداعيات بيئية لتراجع مناسيب المياه، من خلال ازدياد التصحر وتراجع المساحات الخضراء وتزايد العواصف الترابية، وتدهور حالة النبات الطبيعي وغياب الطيور المهاجرة وتردي حالة المناخ وغير ذلك.