بغداد/ علي الدفاعي
تستعد القوى المدنية المسمى “تشرين” إلى الاستعداد بالخروج في تظاهرات احتجاجية كبرى في الأول من تشرين الأول المقبل، وهو الذكرى السنوية لاندلاع ثورتهم في العام 2019 ضد نظام الحكم التي أفضت إلى استقالة رئيس الوزراء حينها عادل عبد المهدي.
ومع استمرار أزمة تشكيل الحكومة في العراق وانتهاء هدنة الزيارة الأربعينية، تتجدد المخاوف من تصاعد الأحداث وانضمام أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الاحتجاجات المرتقبة.
ويؤكد الناشط المدني سيف قادر وجود تحشيد للاحتجاجات التي ستنطلق في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل تحت مسميات “الذكرى السنوية” أو “الفرصة الأخيرة” وعناوين كثيرة منتشرة هنا وهناك.
ويرجح خلال تصريحه لوكالة Rojnews، أنه “سيتم استغلال تلك الاحتجاجات لتمرير بعض الأهداف السياسية، خاصة من التيار الصدري، حيث سيحاولون الزج بأتباعهم فيها ونصرتها لرفع شعاراتهم وغاياتهم باسم الورقة التي دائما تكون رابحة نسبيا وهي “احتجاجات تشرين”.
ويضيف بأنه “في حال حصلت اشتباكات مسلحة وسقط فيها ضحايا -وذلك متوقع وفق مراقبين- فستكون فرصة للصدريين لإحراج الحكومة والمجتمع الدولي وإرضاخهم لتلبية مطالبهم من خلال “ثورة تشرين” التي تحظى بتعاطف محلي ودولي”.
ويشير قادر إلى أن “مشاهد الرعب والاشتباكات المسلحة التي حصلت الشهر الماضي في بغداد والبصرة، ما هي إلا نموذج مبسط عن شكل مآلات الوضع العراقي في حال تأزمت الأمور، وهو الأمر الذي لا أحد يتمناه، لأن العراقيين هم الخاسر الوحيد”.

من جهته قال الامين العام لكتلة امتداد النيابية علاء الركابي، إن “الاجتماعات ستكون في الأيام القادمة في محافظات مختلفة، وكلنا نؤمن بمبدأ المواطنة”، مبينا أنه “تمت خلال الاجتماع مناقشة القرارات في الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب”.
وأضاف، أنه “على الرغم من الازمات السياسية فإن تحالفنا باق وخلال الايام القادمة سيكون فاعلا بحل الازمات السياسية وما تمر بها البلاد”.
بدورهِ.. كشف رئيس تحالف من أجل الشعب، شاسوار عبد الواحد، عن نتائج اجتماع تحالفه الأخير وموقفه من التظاهرات.
وقال عبد الواحد، في مؤتمر صحفي عقده في بغداد وحضرته Rojnews، إن “التحالف اجتمع في بغداد وخلال الأيام المقبلة ستكون لنا عدة اجتماعات أخرى لاتخاذ بعض القرارت التي تخص العراق”، مبيناً أن “تحالفه يؤيد أي تظاهرة شعبية سواء كانت في بغداد أو المحافظات او إقليم كردستان، كما يؤيد تظاهرات 1 تشرين الأول المقبلة”.
فرض الاردات
على ما يبدوا أن تظاهرات تشرين المقبلة لا تروق لأحزاب الإطار التنسيقي الذي يميل لإيران فقد حذر النائب عن كتلة الصادقون، محمد البلداوي, من التظاهرات التي من المقرر انطلاقها في (1 تشرين الأول)، متهما بعض الاطراف بالسعي لـ “ركوب الموجة” والتسلق على السلطة.

وقال البلداوي في حديث لوكالة Rojnews، إن “النواب الذين يدعون تمثيل تشرين فهم ممكن ان يطالبوا بتغيير الدستور وفق الآليات القانونية فلا يمكن تغيير الدستور بألاف التظاهرات وعليه لايمكن فرض الارادات دون موافقة جميع الأطراف من السنة والكرد”.
وبين البلداوي أن “البعض عندما خرجوا سابقا بتظاهرات تشرين 2019 كانوا يريدون إصلاح النظام بالفعل لكن الزخم قل كثيرا لتلك التظاهرات عندما علموا ان هناك جهات تسير التظاهرات وتستغلها”.
وأكد أن “اي تظاهرات مقبلة ممكن ان تخرج وفق السياقات الدستورية لكن من يسيرها قد يكونوا واضحين من خلال تبنيها.
إجراءات أمنية
وبدأت الأجهزة الأمنية في بغداد إجراءات احترازية مبكرة، وأغلقت بعض الطرق بوضع الحواجز الإسمنتية، مع تحصين المنطقة الخضراء التي تضم مقرات حكومية ودولية.

وحول ذلك يقول المستشار العسكري السابق صفاء الأعسم لوكالة Rojnews إن “الجهات المعترضة لديها أذرع سياسية كبيرة داخل الدولة وتمتلك وفرة من المال والرجال والسلاح، مما يؤهلها إلى الاحتجاج بقوة تضاهي المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية العراقية”.
ويرى الأعسم أن “استقرار العراق يتطلب ضرورة جعل السلاح بيد الدولة فقط، لتكون الاحتجاجات سلمية، لأن المواجهة المسلحة تؤدي إلى فوضى كلية وخلل كبير في الأمن”.
وينوه إلى أن “المظاهرات السلمية لا اعتراض عليها، ولكن في حال تجددت محاولة اختراق المنطقة الخضراء والتجاوز على الهيئة التشريعية والتنفيذية والقضائية، فهذا سيدفع الحكومة لاتخاذ إجراءات عالية جدا لمنع مثل هكذا مظاهرات قبل أن تتحول إلى معركة بالأسلحة المتوسطة كما حصل سابقا”.
ويبرر الأعسم “مشاركة الحشد الشعبي في تأمين المنطقة الخضراء باعتباره من المؤسسات الأمنية التابعة إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، منوها إلى وجوب خلو المؤسسة العسكرية من أي انتماءات غير الدولة”.