مركز الأخبار
يسأل قائد الشعب الكردي عبدالله اوجلان “لماذا هذه العبودية العميقة” ويقول: “السلطة الذكورية داخل حدود المنزل، الذي يعد النموذج المصغر للدولة، تجد أنّ كل أفعالها مشروعة حتى لو تعلق الأمر بالقتل”.
يحلل قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان في دفاعه عن “الحماية المتعددة” تحت عنوان “تحرير الجنسوية الاجتماعية” أسباب عبودية المرأة، ومن ثم الرجل والمجتمع كله وبشكل أوسع، سنتطرق اليوم لتحليل القائد عبدالله أوجلان حول عبودية المرأة والرجل والمجتمع ككل.
في هذا القسم ينتقد القائد عبدالله أوجلان بشدة العلوم الاجتماعية، ويقول: “على الرغم من الدمقرطة، فإن قضية المرأة هي إحدى الحقائق التي يتعين علينا الوقوف عليها، بغض النظر عن مدى ضآلة وتأخر تركيز العلوم الاجتماعية على القضايا المجتمعية والديمقراطية، فقد ظلوا بعيدين عن قضية المرأة، يبدو أن الأحداث التي تحيط بالمرأة وتجاربها ستكون احتياجات طبيعية للغاية وهذا الفهم يتجلى في جميع العلوم ويقبل كمقدمة في المواقف السياسية والأخلاقية”.
“ما يقلق المرء هو أن النساء أنفسهن يرين حالتهن طبيعية!”
يشير القائد عبد الله أوجلان إلى أن الوضع الحالي للمرأة ليس طبيعياً، لكن المؤلم أن النساء أنفسهن يعتبرن هذا الوضع طبيعياً ويقول: “الأمر الأكثر إحباطًا هو أن النساء أنفسهن قد تعلمن أيضًا رؤية هذا النموذج الطبيعي، مثلما تم فرض النماذج على الشعوب منذ آلاف السنين وينظر إليها على أنها طبيعية”.
ويضيف القائد “هذه الحقيقة تُأكد عندما قال هتلر “الشعوب مثل النساء”، عندما نلقي نظرة على موضوع المرأة، نرى أنها عوملت كنسب وعرق وأمة، لتجاوز كونها جنساً بيولوجياً أنها النسب والعرق والأمة الأكثر اضطهاداً، يجب أن يدرك المرء جيدًا أنه لم يتعرض أي جيل أو طبقة أو أمة للعبودية المنهجية مثل النساء.”
“استعباد الذكور يأتي بعد استعباد النساء”
يؤكد القائد أوجلان أن المجتمع جلّه قد استعبد مع استعباد النساء، ويقول: “استعباد الذكور يأتي بعد استعباد الإناث، العبودية بين الجنسين تختلف عن العبودية الطبقية والعرقية، يتم تبرير العبودية الجنسية من خلال الأكاذيب المتصورة على الرغم من الاضطهاد القاسي، يستخدم التنوع البيولوجي كسبب للعبودية.”
“جميع الأعمال التي تقوم بها المرأة يجدونها سهلة”
يقول القائد أوجلان أن المجتمع ينظر إلى المرأة على أنها “الجنس الأضعف”، ويحلل القائد القضية على النحو التالي: “إن دخول المرأة إلى غالبية المجتمع أمر مقبول بالدين والأخلاق، يتم أخذ كل خطوة بعيداً عن الأنشطة الاجتماعية المهمة. وقعت العديد من الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أيدي القوة الذكورية المهيمنة، وهذا ما أحدث ضعف المرأة كمؤسسة. “الجنس الأضعف” يتم تشاركه على أنه معتقد”.
ويشير قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان إلى أنه في الوضع الحالي، تنظر المرأة إلى أيدي الرجال ويلفت الانتباه إلى الوضع السيء للمرأة من خلال الأمثلة التالية: “بعد وقوع جميع الفرص المادية والمعنوية بيد الرجل، تضطر المرأة لترجي الرجل، وأحيانا ينتهك شرفها وتطوي رأسها أمام مصيرها، وفي كثير من الأحيان تغضب ولكن تصمت عن غضبها ولا تتكلم. بعبارة أخرى، يمكن للناس أن يسموها الموتى الأحياء.
ويردف “ويمكننا ملاحظة الحقيقة ببعض الاستعارات، تشبيهنا الأول كطائر في قفص، مثل الكناري تعرف بجمالها أحياناً، في بعض الأحيان تعرف أنها مثل البلبل بصوتها الجميل، كلٌّ يشبهها كما يشاء، وفي الكثير من الأحيان تعرف أنها عصفورة الدوري، تشبيهٌ آخر مثل القطة التي تثير الضجة، وقد تركت لوحدها في قعر البئر، ويرمي صاحبها لها بعض فتات الطعام، قد يكون تشبيهاً فظاً، ولكن لكي نرى عمق هذه العبودية علمياً، نحتاج إلى جهود أدبية ومتعددة الأطراف.”
“يرى الرجل أن التحرش بالنساء أمر بطولي”
وتعليقاً على العقلية الجنسية في المجتمع، قال القائد اوجلان: “لقد تم إنشاء مجتمع كبير متحيز جنسياً، إن الموقف الحقيقي الصارم هنا؛ بينما يلمس الرجل المرأة من جانب واحد ويتم تعريف ذلك على أنه بطولة. بينما يكون الرجل سعيداً وفخوراً بهذا حتى النهاية، بالمقابل تواجه المرأة أيضاً العديد من المواقف القاسية والإجحاف، بما في ذلك الرجم حتى الموت في السجن وعدم قدرتها على الدخول إلى المجتمع مجدداً”.
ويتبع القائد أوجلان “مرة أخرى، والأكثر فظاظةً فإن الرجل يكون فخوراً بعضوه التناسلي، لكنه يرى أعضاء المرأة عيباً وعاراً، دائماً ما تدفع المرأة ثمن ذلك. لم يتوانى أحد عن استثمار أبسط الفوارق الجسدية على حساب المرأة، بل أصبح كونها امرأة موضع حياء وخجل، حتى في الحب والعشق، على الرغم من أنها عاطفة مقدسة ما تعيشه المرأة ليس سوى فرض الرجل نفسه عليها بكل تهور وعمى، وأما الفتيات دائماً ما يعانين الازدراء والاشمئزاز”.
“لماذا هذه العبودية العميقة”
وردًا على سؤال “لماذا كل هذه العبودية العميقة”، أشار القائد أوجلان إلى حقيقة السلطة العميقة بقوله: “الرد على هذا السؤال مرتبط بشكل وثيق بالسلطة، لأن السلطة دائماً تريد من يعبدها، إذا كان نظام السلطة بيد الرجل، وليس فقط جزء من الجنس البشري، فيجب أن يعمل الجنس كله حسب السلطة. كيفا ينظر أصحاب السلطة إلى حدود الدولة على أنها حدود المنزل ويرون كل عمل باسمه عادلاً وشرعياً؟”
“المنزل دولة مصغرة بالنسبة للرجل”
يعرّف قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان المنزل والأسرة على أنها دولة صغيرة يسيطر عليها الذكور ويتطرق إلى القضية على النحو التالي: “السلطة الذكورية داخل حدود المنزل، والذي يعد النموذج المصغر للدولة، تجد أنّ كل أفعالها مشروعة حتى لو تعلق الأمر بالقتل”.
ويتابع القائد أوجلان “إن المرأة المنعكفة في المنزل ملك قديم وغائر، لدرجة أن الرجل يقول فيها “إنها لي” بكل عواطفه الاستملاكية، في حين لا يمكن للمرأة باسم الزواج أن تطالب ولو بمطالبة صغيرة بحق على الرجل. لكن الرجل فحقوقه على المرأة والأطفال لامحدودة، على المرء أن يبحث مرة أخرى عن المصدر الأولي للملكية في المنزل وفي التصرف بكل عبودية على المرأة، حيث تكمن المرأة المستعبدة في مصدر الملكية؛ تنتشر العبودية والملكية في المرأة بسرعة وفي جميع أنحاء المجتمع. وبهذه الطريقة، فإن كل معنى وفكرة من العبودية والملكية جزء لا يتجزأ من حركة وعقلية الفرد والمجتمع”.