ما تأثير ارتفاع اسعار المواد الاساسية في إيران على إقليم كردستان والعراق

مركز الأخبار

ارتفعت أسعار الطحين والزيت والبيض والدجاج في إيران بشكل حاد منذ أسبوع. مما جعل هذا الارتفاع لهذه الضروريات اليومية من المستحيل على بعض المواطنين شرائها. أولئك الذين يستطيعون الشراء أفرغوا الأسواق والمتاجر واشتروا الكثير من البضائع، مما جعل أسعار السلع البضائع في ارتفاع.

اندلعت احتجاجات في العديد من المدن والأحياء في إيران بسبب ارتفاع أسعار الخبز والخضروات. وخوفاً من انتشار الاحتجاجات، انتشرت القوات الأمنية في جميع المدن والأحياء. من المتوقع أن تبدأ الانتفاضات الشعبية في إيران بسبب ارتفاع أسعار المواد.

فيما أكد الناقدون داخل البرلمان والحكومة الإيرانية بأن الحكومة مدت يدها إلى السوق لتعويض النقص في الميزانية الحالية، ووقف المساعدات المالية التي توفر أراض رخيصة.

لماذا ارتفعت أسعار الطحين والزيت والبيض والدجاج؟

ارتفعت قيمة أنواع الطعام الأربعة التي كانت أهم الأطعمة على المائدة الإيرانية. ويشمل ذلك أيضاً الدقيق والدجاج والزبدة والبيض. مقارنة بالشهر الماضي، تضاعف الآن سعر هذه المواد الغذائية.

علي سبيل المثال؛ قبل شهر كان سعر الطحين كل 800 غرام كان يضاهي 8 آلاف ريال إيراني أما الآن يضاهي 25 ألف ريال. علبة زيت قبل شهر كانت تضاهي 15 ألف ريال والآن وصلت 60 ألف ريال. زاد سعر البيضة الواحدة من 1500 إلى 3000 ريال. زاد كيلو الدجاج من 30 ألف ريال إلى 60 ألف ريال.

تحتاج إيران إلى 12 مليون طن من القمح سنوياً. لكن حتى الآن لم يتم استيراد سوى 4 ملايين طن من القمح والدقيق من الداخل والخارج. ويرجع ذلك أيضًا إلى نقص الإنتاج المحلي.

أفادت وكالة الطلاب الإيرانية (ISNA) أن إيران تصدر ما قيمته 470 مليون دولار من البسكويت والحلويات والمعجنات سنوياً التي تُصنع من الدقيق والسمن النباتي والبيض. وبحسب الوكالة، صدرت إيران في عام 2021 ما مجموعه 2 مليون و 274 ألفاً و 872 طناً من المواد الغذائية المكونة من الدقيق والقمح.

أعلن معظم المسؤولين الحكوميين أن سعر الخبز في المخابز العامة لن يرتفع حتى نهاية الشتاء المقبل. لكن الحكومة ألغت أربعة آلاف و 200 ريال من المساعدات المالية التي كانت تقدم لشراء الدقيق وغيره من الضروريات الأساسية. يقال إن الحكومة تريد بالتالي تعويض النقص في الميزانية. لأن الآن قيمة كل دولار في السوق الإيرانية تبلغ نحو 29 ألف ريال.

وبحسب وزير الزراعة الإيراني جواد ساداتي نجاد، فإن إحدى دول الجوار تحتاج إلى ثلاثة ملايين طن من الطحين وتحاول تهريب الدقيق الإيراني إلى بلادها وتلبية احتياجاتها من الدقيق الإيراني.

مع زيادة الأسعار، أصبح جزء من الأسواق فارغاً. لايمكن إيجاد السمن النباتي في بعض الأحيان في الاسواق. كما أغلق بعض أصحاب المستودعات أبوابهم لمنع المزيد من الازدحام. كثير من الناس يشترون أكثر مما يحتاجونه.

تأثير ارتفاع الأسعار في إيران على العراق وإقليم كردستان

وفقًا للخبراء الاقتصاديين، فإن هذه الضروريات التي ارتفعت أسعارها هي المكونات الرئيسية وجزء من الطعام مصنوع من هذه المكونات. لذا فإن الأطعمة المصنوعة من هذه المكونات ستزداد سعرها. مع ارتفاع أسعا  هذه المواد، حتى أصحاب المصانع رفعوا من أسعار منتجاتهم.

تحدث الخبير الاقتصادي آرام قادر، وقال: “لقد زادت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم. والسبب في ذلك هو الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي كانت تلبي 12٪ من احتياجات العالم. كلا البلدين غير قادرين على تصدير المواد الغذائية بسبب الحرب. سبب الخطورة في إيران مرتبط أيضاً بهذا. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت قيمة الريال الإيراني بشكل حاد مقابل الدولار، مما أدى إلى أزمة اقتصادية في البلاد.”

وعن الغلاء في إيران وتأثيرها على العراق وإقليم كردستان قال آرام قادر: “ليس لها مثل هذا التأثير الكبير على أسواق العراق وإقليم كردستان. ومهما ارتفعت الأسعار، فإن قيمة الدينار العراقي أعلى من قيمة الريال الإيراني، لذا لا يمكن أن تزيد الأسعار في أسواق إقليم كردستان والعراق.”

على عكس آراء آرام قادر، تحدث الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي، أوميد قرداغي أنه مع وجود 9 مليارات دولار في التجارة السنوية بين إقليم كردستان وإيران، سيكون للغلاء في إيران تأثير على إقليم كردستان.

وأكد كرداغي أن ما يحدث في إيران وراءه أسباب سياسية. كما أنه حظر من الولايات المتحدة ودول أخرى على إيران. يشمل الحظر في المقام الأول التجارة في الطاقة، وكذلك التجارة في مواد البناء. لا يسمح بدخول هذه المواد إلى إيران  او أن تبيعها إيران أيضاً. التجارة مقيدة. كان لهذا أيضًا تأثير على انخفاض تدهور قيمة الريال.”

وتحدث أوميد قرداغي بشأن تأثير الأزمة على إقليم كردستان، وقال:”سيكون لها تأثير على إقليم كردستان من ناحيتين. بدايةً، سيكون من الممكن لتجارة إقليم كردستان شراء الريال بأقل من دينار أو دولار، الأمر الذي سيؤدي إلى دخول المزيد من البضائع الإيرانية إلى إقليم كردستان. على المدى القصير، سيكون ذلك لصالح شعب إقليم كردستان. في المستقبل، سترتفع أسعار البضائع في إيران وسيكون لذلك تأثير على جنوب كردستان.

إذا حدثت أزمة اقتصادية في إقليم كوردستان، بسبب ضعف الإنتاج المحلي في إقليم كردستان، فلن يتمكن من تلبية 20 في المئة من احتياجاته المحلية. لكن إيران معروفة بكونها قوية في الإنتاج المحلي ويمكنها تلبية 80 في المئة من احتياجات السوق.