لماذا يصر الحزب الديمقراطي الكردستاني على تنفيذ إتفاقية 9 أكتوبر؟

مركز الأخبار

يحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الحكومة المركزية في العراق تهميش أبناء المجتمع الإيزيدي في شنكال وكسر شوكتهم من خلال الإتفاقيات والتواطؤ مع الأعداء، وذلك عبر إبرام إتفاقية من دون الرجوع إلى المجتمع الإيزيدي وهذا ما يسمها الإيزيديين بإبادة أخرى عن طريق القانون.

في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وقع الحزب الديمقراطي الكردستاني “PDK” إتفاقاً مع رئيس وزراء العراق آنذاك، مصطفى الكاظمي وبالتنسيق مع الدولة التركية المحتلة، لإنهاء نظام الإدارة الذاتية في شنكال، أطلقوا على الإتفاقية اسم “إتفاقية شنكال الأمنية والإدارية” ووضع الجانبان شنكال والإيزيديين أمام مصيدة داعش.

بدأ الإتفاق بالفعل في نفس تاريخ المؤامرة الدولية ضد قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في 9 أكتوبر 1998، كما احتلت الدولة التركية المحتلة في 9 تشرين الأول سري كانيه في شمال وشرق سوريا، وكانت هذه أيضاً علامة على أن المتآمرين الذين كانوا يحاولون تكرار نفس المؤامرة ضد الإيزيديين أيضاً.

لايزال الإيزيديون وأهالي شنكال في نضال مستمر ضد هذه الإتفاقية الموقعة لمنع تنفيذ بنودها بأي شكل من الأشكال، حاول الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة العراق أكثر من مرة السيطرة على شنكال، لكن أهالي شنكال لم يسمحوا بذلك وأحبطوا جهودهم وكل محاولاتهم.

دور الدولة التركية المحتلة في هذا الإتفاق بين حزب “PDK” و شنكال أمام مرأى الجميع، حيث يستهدفون قادة الإيزيديين عن طريق الجو.

يتم تنفيذ هذه الهجمات من قبل الدولة التركية بالتعاون مع عملاء الحزب الديمقراطي الكردستاني، على الرغم من إتفاق الطرفين على إدارة شنكال، إلا أنهما لم يتوصلا إلى أي نتيجة بشأن القائمة التي قدموها لإدارة شنكال.

في 1 نيسان/ أبريل 2021، هدد الجيش العراقي بدخول شنكال وأراد تسليم القوات الأمنية “أسايش إيزيدخان” نفسها، لكن أهالي شنكال وقفوا في وجه هذه المحاولات ولم يسمحوا لهم بتنفيذ هذا الهجوم.

بعد فشل الطرفين في التوصل إلى إتفاق، أرادوا الوصول إلى نتيجة من خلال خلق الصراعات داخل المجتمع الإيزيدي، وخاصة في الشؤون الدينية للإيزيديين.

في 2 أكتوبر 2021، أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني دخول شنكال عبر مزار شرف الدين، وهو ثاني مزار مقدس للإيزيديين، لكن أهالي شنكال لم يسمحوا بذلك.

منذ توقيع الإتفاقية وحتى الآن، كانت هناك العديد من الهجمات العسكرية على شنكال من قبل دولة الاحتلال التركي والعراق والحزب الديمقراطي الكردستاني “PDK” من أجل نسف الإدارة الذاتية لشنكال ومع ذلك، فقد تم إحباط هجماتهم حتى الآن ولم يتمكنوا من كسر إرادة شعب شنكال.

في 8 كانون الثاني/ يناير 2023، قام وفد من جميع أنحاء شنكال بزيارة بغداد والتقى الوفد بالرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، وطالب الوفد خلال الإجتماع بإلغاء هذه الاتفاقية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والكاظمي وعودة النازحين الإيزيديين.

كان هذا هو السبب الذي دفع حكومة تركيا وخاصة أردوغان إلى التحرك الفوري والتوصل مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عبر الهاتف.

وبعد هذه الزيارة توجه رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى بغداد وطالب السوداني بتنفيذ بنود الإتفاقية.

يقوم “PDK” بذلك لمصالحه الخاصة لثلاثة أغراض رئيسية، الأول، تعزيز وجوده في المنطقة، والثاني، العمل من أجل الدولة التركية ونقلها إلى أراضي العراق، وثالثًا، الإتفاق على عدة قضايا إقليمية مع الحكومة المركزية في العراق، لمجرد عودة حزب “PDK” إلى شنكال.