الخلافات بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني إلى متى وإلى أين؟

مركز الأخبار

عادت الخلافات السياسية مرةً أخرى إلى الساحة في إقليم كردستان، بسبب سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. كلا الحزبين جعلا من الوضع السياسي والإداري صعباً بسبب المشاكل بينهما. دون وجود أية اجتماعات أو حوارات بينهما لحل المشاكل.

يتهم الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني كل منهما الآخر بخلق المشاكل والعقبات. لكن ما هي المشاكل وعلى من يقع اللوم، إلا أنها تسببت في حالة من التوتر في إقليم كردستان. مما أثر هذا الوضع سلباً على حياة المواطنين والمشاريع الخدمية.

أصدر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، رسالة في الأيام الماضية، انتقد فيها الاتحاد الوطني الكردستاني بشدة على عدة مستويات، وألقى باللوم في معظم مشاكل الحكومة على الاتحاد الوطني ولم يبرز مسؤوليته عن تلك المشاكل. وهذا أيضا في وقت كانت فيه بعض المشاكل التي أشار إليها بارزاني هي نفس المشاكل القائمة في هولير ودهوك.

من خلال إرسال هذه الرسالة، جعل مسرور بارزاني المشاكل الحالية أكثر تعقيداً، وكانت هناك انتقادات شديدة لهذه الرسالة من بارزاني على مستويات مختلفة، حيث كانت هناك محاولة مؤخراً لعقد اجتماع بين الحزبين (PDK-YNK). لكن بهذه الرسالة، تسبب بارزاني في إفشال الجهود لعقد لقاء بين الجانبين.

من ناحية أخرى، ردت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني داخل الحكومة على رسالة بارزاني وقال: “هذه الحكومة هي أسوأ حكومة في تاريخ حكومة إقليم كردستان، بسبب السياسة الاستبدادية، فإنها تحدث فرقا بين مدن وأقضية إقليم كردستان”.

بسبب الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لم يحضر قوباد طالباني بصفته نائب رئيس الوزراء اجتماعات مجلس الوزراء لأكثر من شهرين وقاطعها. في الوقت نفسه، علق برلمان إقليم كردستان، الذي يترأسه عضو المجلس الوطني الكردستاني ريواز فائق، جلسات البرلمان.

يرسل كلاً من الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وفودا مختلفة إلى بغداد ويعقدان اجتماعات. تسببت هذه الصراعات في استخدام بعض القوى الأخرى ضد بعضها البعض.

كان من المتوقع أن يجتمع المكتبان السياسيان لكلا الطرفين على مستوى عالٍ. لكن رسالة مسرور بارزاني تسببت في فشل هذه الجهود.

القضايا الرئيسية بين الطرفين هي قضية الأمن والسلامة. أي بعد حادثة اغتيال هاوكار جاف في هولير وصلت الخلافات بين الطرفين إلى مرحلة حساسة وبدت ملامح اندلاع حرب بينهما.

وتدخل سفراء الدول في إقليم كردستان لحل المشاكل بين الجانبين وعقدوا بعض اللقاءات مع قيادات الحزبين. بل يقال إن دول الحلفاء أعطت الوقت للطرفين لحل المشاكل بينهما. إذا لم يحلوها، فلن يدعموهم كما كان من قبل.

أدت هذه المشاكل إلى ازدياد الخلافات بين الجانبين. كما تسبب في تهديد الاتحاد الوطني الكردستاني لإدارتين وربط نفسه ببغداد كورقة ضغط.

ما هو غير معروف هو متى وكيف سيقرر الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني حل المشكلات. والمثير للجدل أن الطرفين يلتقيان مع كل الأطراف والجهات الأجنبية ويبذلان جهودا لحل المشاكل الداخلية للعراق. لكن لماذا لا يقدمان التنازلات لبغضها ولا يلتقون مع بعضهم؟

الشيء الواضح هو أن كلا الجانبين يشتركان في القضية الاقتصادية ويمكنهما الاتفاق بسهولة. لكن في هذا السياق، يتعرض مواطنو إقليم كردستان للضرر. تسبب هذه الخلافات بين الطرفين، إلى وضع حياة المواطنين في خطر.

يتجه الوضع في إقليم كردستان مرة أخرى نحو عدم الاستقرار بسبب الخلافات بين الطرفين. ترى الدولة التركية وإيران في الصراعات الحالية فرصة لمواصلة هجماتهما وخططهما ضد الاقليم. لكن قد يكون كلا الطرفين مستعدين للتضحية بمستقبل إقليم كردستان بسبب مصالحهما الحزبية الضيقة.