رغم تهديدات داعش وطائرات الاحتلال التركي.. أهالي مخمور يواصلون تربية المواشي

مخمور/ أرمانج هركول

يربي أهالي مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) مواشيهم على الرغم من تهديدات مرتزقة داعش والطائرات المسيّرة التابعة لجيش الاحتلال التركي، وذلك لتأمين قوتهم ورزقهم.

يرعى أهالي مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) مواشيهم في جبل قرجوغ، تحت تهديد مرتزقة داعش وهجمات طائرات الدولة التركية، وذلك لكسب قوتهم ولقمة عيشهم.

“ثلاث عائلات تربي مواشيها سوياً”

وتحدث المواطن، محمود بيراني، الذي يعمل في تربية المواشي منذ عقود، فيما يتعلق بمشقة وصعوبات تربية المواشي، لـروج نيوز، وأفاد أنه يتعين عليهم القيام بهذا العمل من أجل رزقهم، وقال: “عندما كنا في الشمال، اعتدنا على تربية المواشي، هناك الكثير من المصاعب والصعوبات في تربيتها، كان هناك جفاف في العامين الماضيين وعانينا الكثير، لكن الأمطار هطلت هذا العام”.

محمود بيراني

وأضاف “الربيع رائع في جبل قرجوغ وجلبنا المواشي إلى هذه الجبال، لا يوجد رعي، لذا الأمر يكلف الكثير، وإذا تم الاعتناء بالحيوانات جيدا في الشتاء، فستحقق ربحا جيدا في الربيع. لم يكن هناك بيع أو شراء للعشب في العامين الماضيين، لكن هذا العام كان أفضل. يقترب الربيع من نهايته، وحان الوقت الآن لجني المحصول، وسنأخذ حيواناتنا إلى المكان الذي تم فيه حصاد المحاصيل، لا تستطيع الأسرة وحدها رعاية المواشي، ولهذا السبب قامت ثلاث عائلات بتجميع حيواناتها معا ونعتني بها معا.”

“الخطر يحدق بنا”

ولفت بيراني الانتباه إلى المخاطر التي تواجههم، وقال: “نظرًا لأن الحزب الديمقراطي الكردستاني يحاصرنا، فلا يمكننا الخروج كثيرا حول المخيم، هناك الكثير من مرتزقة في منطقة مخمور، ودائماً ما تحلق فوق رؤوسنا طائرات مسيرة للاحتلال التركي، وهناك خطر كبير علينا، لكن علينا أن نحضر حيواناتنا إلى هذه الجبال لكسب قوتنا.”

“الحفاظ على هذه الثقافة”

ودعا محمود بيراني الشباب للاهتمام بثقافة تربية المواشي، وأنهى حديثه قائلاً: “إن ثقافة تربية المواشي هذه من أسلافنا، علينا أن نعتني بها. الحفاظ على الثقافة يبقي الناس غير محتاجين لأحد، فكلما احتاج المرء إلى المال يبيع رأس غنم ويلبي احتياجاته.”

“أصبح كل شيء آلياً”

كما تحدثت، قدرات بيراني، وأفادت أنها تعمل في تربية المواشي منذ الطفولة وقالت: “كنا نعمل في الرعي حتى قبل أن نصبح لاجئين. جئنا إلى المخيم، واصلنا هذه الثقافة هنا، نحلب الحيوانات ونحول حليبها إلى جبن ولبن وما إلى ذلك، قديماً كانت هناك وسائل بدائية في اشتقاق المنتجات من الحليب، وكان طعمها جيدا جدا، لكن الآن أصبح كل شيء آلياً ولم يعد لها ذاك الطعم المعتاد، كانت المنتجات السابقة أفضل من المنتجات الحالية.”

قدرت بيراني

“نربي المواشي في البرية”

وركزت قدرت على الجفاف، وأوضحت أنهم باعوا حيواناتهم العام الماضي بسبب الجفاف، وتابعت حديثها: “أعمل على حلب المواشي من أجل الأطفال وتأمين لقمة العيش، هناك فرق كبير في تربية المواشي في شمال كردستان والمخيم، لا يوجد عشب هنا، فقط الحجارة والأوساخ. لكن شمال كردستان كانت غنية. لقد عشت في جبال بوتان لسنوات عديدة وقمت بهذا العمل. الآن وصلنا إلى صحراء مخمور وما زلنا نفعل ذلك، لا يوجد إنتاج لعدم وجود علف، بالكاد نستطيع صنع اللبن للأطفال. لا يمكننا بيع الحليب، أصبح العلف باهظاً ومن الصعب تربية المواشي”.