مركز الأخبار
وقعت معاهدة قصر شيرين (مدينة تقع في شرق كردستان بمنطقة كرماشان) أو معاهدة (زهاب) باللغة التركية اتفاقاً بين الإمبراطورية الصفوية (إيران) والدولة العثمانية في 17 أيار/ مايو لعام 1639، لتنهي مرحلة الصراعات العثمانية الصفوية التي استمرت حوالي 150 عام.
ويصادف اليوم، 17 أيار، الذكرى السنوية الـ 384 على إبرام اتفاقية قصر شيرين بين الدولة الصفوية والعثمانية؛ ولا يختلف المؤرخون أن أصابع اليد لا تكفي لعدّ المعاهدات والاتفاقات التي أبرمها الغزاة بحق شعوب كردستان، لكن تبقى اتفاقية قصر شيرين هي أولى اتفاقات التجزئة وترسيخ سلطة الغزاة على أرض كردستان.
وتعد معاهدة قصر شيرين أول اتفاقية لتقسيم كردستان في التاريخ إلى جزأين بين الامبراطورية الصفوية (إيران) والدولة العثمانية، بالإضافة إلى إعادة توزيع النفوذ على أراضي أخرى في المنطقة، حيث تم منح يريفان الأرمنية لإيران وجميع بلاد ما بين النهرين بما في ذلك بغداد للعثمانيين.
وفي عام 1635 وخلال حرب أرضروم شن السلطان العثماني مراد الرابع هجوماً على الإمبراطورية الصفوية، وانتهت المعركة باحتلال يريفان، وفي عام 1638 شنت الدولة العثمانية هجوماً على بغداد، وبعد 40 يوماً احتل العثمانيون بغداد بعد ارتكابهم المجازر بحق سكان المنطقة المناوئة لها في تلك الحقبة.
وبعد احتلال بغداد، طلب الشاه الصفوي سيفي من العثمانيين وقف إطلاق النار بين الطرفين، وفي الـ 17 أيار/مايو من عام 1639 وقع الطرفان اتفاقية قصر شيرين في مدينة قصر شيرين الواقعة في منطقة كرمشان بشرق كردستان أو ما تسمى باتفاقية زهاب باللغة التركية.
واستمرت هذه الاتفاقية بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الصفوية 137 عاماً، وفي عام 1776 هاجم الشاه صادق خان زند وهو شقيق كريم خان زند مدينة البصرة وأعادها إلى الإمبراطورية الصفوية، لكن وبحسب الاتفاقيات تم إعادة البصرة إلى حدود الدولة العثمانية وانسحبت قوات صادق خان زند من البصرة.
واستمرت اتفاقية قصر شيرين حتى الحرب العالمية الأولى، وبعد ذلك أعيدت أراضي دول عربية من قبل العثمانيين، وتم رسم حدود العديد من الدول في الشرق الأوسط مرة ثانية بما فيها حدود العراق وإيران.