انتقادات لوسائل إعلام بسبب مقارباتها السلبية للقضايا المتعلقة بالمرأة

السليمانية

أفاد صحفيون وأساتذة جامعيون بأن بعض الوكالات الإعلامية لا تتعامل مع القضايا والأحداث المتعلقة بالمرأة بمسؤولية، ويؤدي ذلك لتعرض النساء مرارًا وتكرارًا لمواقف وقضايا مشابهة تكون المرأة هي الضحية في كل مرة، وقالوا: “وسائل الإعلام تستخدم كل حادثة تحدث في كل مرة لخدمة وكالاتها، ونتيجة لذلك يتضرر الجميع وبشكل خاص تتضرر الأسرة”.

بعض وسائل الإعلام هي المصادر الأولى التي يحصل منها الناس على الأخبار والتطورات، ومع ذلك فإن وسائل الإعلام تتعرض لانتقادات بسبب نهجها وطريقة الإبلاغ عن بعض الأحداث، خاصة الأحداث المتعلقة بالمرأة، ويقول بعض الأشخاص أنه بسبب هذه الأساليب غير المسؤولة تصبح النساء ضحايا في كل مرة.

وقالت الدكتورة في جامعة السليمانية، كردستان عمر، والصحفية جيا ياسين لـروج نيوز بأن “بعض وسائل الإعلام لا تتعامل مع القضايا والأحداث المتعلقة بالمرأة بمسؤولية، وتصبح النساء ضحايا في كل مرة”.

“اتباع نهج دون التفكير في النتائج “

وأشارت، كردستان عمر، الأستاذة في جامعة السليمانية، إلى أن الإعلام بشكل عام والإعلام الكردي بشكل خاص، صادم وعشوائي للغاية وخاصة وسائل التواصل الرقمي والمتوفرة الآن لجميع الأعمار، وقالت: “المشكلة هي أن وسائل التواصل الاجتماعي قد انتشرت على نطاق واسع ففي حال نشر رسالة مضللة أو مبالغ فيها فإنها تتسبب في العديد من الآثار وردود الفعل في المجتمع”.

وأردفت: “تزداد حالات الطلاق والجرائم يوماً بعد يوم وأحد أسباب ذلك هو الرسائل اللامسؤولة التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وتعريض الناس لصدمة كبيرة”.

كردستان عمر

وأضافت كردستان: “توجد بعض المواضيع الحساسة والتي تستوجب إخفاءها عن وسائل التواصل الاجتماعي ولا تحتاج إلى تضخيمها وعرضها على المشاهدين والمستمعين، دون معرفة كيف سيكون رد فعل المشاهدين والمستمعين تجاه تلك القضية”.

“جذب انتباه المتابعين”

وفي استمرار حديثها أشارت كردستان إلى أن جزء من الإعلام الكردي يتعامل مع المشاكل والقضايا بطريقة غير مسؤولة، خاصة تلك القضايا المتعلقة بالمرأة، وقالت: “تنشر وسائل الإعلام موادها بطرق مختلفة وفي بعض الأحيان يتم استغلال قضايا المرأة لجذب انتباه المشاهدين، وقد كثرت معدلات الطلاق حالياً في محاكم إقليم كردستان وعندما نبحث عن الأسباب نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب في ذلك لأنها عندما تنشر موادها الإعلامية فإنها لا تأخذ بالحسبان وضع المجتمع والحالة النفسية للفرد وبدون التفكير بالنتائج وردات الفعل التي ستحدث إزاء القضية، وتركز فقط على جذب انتباه المشاهدين والمستمعين للموضوع”.

وفي ختام حديثها أوضحت الأستاذة كردستان عمر أنه بالرغم من الطرق غير المسؤولة التي تستخدمها بعض وسائل التواصل الاجتماعي، فإن عدد القنوات قد ازدادت بشكل خارج عن السيطرة وأكدت على أن: “وسائل الإعلام تستخدم كل حادثة تحدث في كل مرة لخدمة وكالاتها، ونتيجة لذلك يتضرر الجميع وبشكل خاص تتضرر الأسرة”.

“إظهار النساء كمذنبات”

جيا ياسين

وتحدثت الصحفية، جيا ياسين، في السياق ذاته، وقالت: “بما أن كردستان جزء من الشرق الأوسط فإن بعض التقاليد تفرض نفسها عليها، منها نظرتهم تجاه المرأة، حيث يرون المرأة في المرتبة الثانية ويضعون عقبات أمام عملها، وفي الحالات والحوادث التي لا تكون فيها المرأة مذنبة يظهرونها أنها هي المذنبة في كل مرة، وقد كانت ردود فعل الناس على حادثة التحرش بامرأة في هوانة وامرأة أخرى في كويجة هي أكبر مثال على حقيقة أنه حتى لو كانت النساء ضحايا فإنهم يعملون على إظهارهن على أنهن مذنبات والمواد الإعلامية ليست محصنة ضد لوم الضحية والتعليقات السلبية وقد شجعت العناوين والتقارير والمنشورات المعادية للمرأة على وسائل التواصل الاجتماعي الناس لمهاجمة هؤلاء النساء واتهامهن”.

“تدني فكري”

كما أشارت، جيا ياسين، إلى أن الإعلام يبحث عن الإعجابات والتعليقات والمشاهدين في متابعة الأحداث التي تعرضها، بغض النظر عن حقيقة أنه بسبب هذا النهج الذي يتبعونه سيصبح الناس إلى الأبد ضحايا لهذا المجتمع ولن يتم قبول الحقيقة.

وختمت جيا ياسين حديثها بقولها: “سقط المجتمع الآن في أيدي أصحاب المستوى الفكري الأدنى ويبدو الأمر كما لو أن الجميع على متن سفينة، ولا يعلمون إلى أين تذهب بهم هذه السفينة ولا من يقودهم وأين ستنقلب بهم والجميع فيها ضحايا”.