مركز الأخبار
يقاوم أهالي مخيم مخمور الذين هاجروا بسبب ظلم وقمع دولة الاحتلال التركي، كل أنواع الهجمات منذ يوم هجرتهم وحتى الآن، حيث قُتل خلال رحلة الهجرة هذه العشرات من مواطني مخمور في هجمات مختلفة شنها الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية، وتستمر مقاومة أهالي مخمور حتى يومنا هذا، مخمور التي دافعت عن هولير في الأمس تواجه الآن تهديدات وهجمات دولة الاحتلال التركي التركية.
يقع مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) على سفح جبل قره جوخ الواقع في حدود قضاء مخمور بمحافظة الموصل، وقد حدثت موجة الهجرة الكبيرة في عام 1994، حيث يعيش في المخيم قرابة 12 ألف مواطن من شمال كردستان، أجبروا على الانتقال إلى إقليم كردستان عام 1994 بسبب قمع الدولة التركية لهم، ويحاصر حزب الديمقراطي الكردستاني مخيم مخمور منذ 4 سنوات في ظل استمرار هجمات الدولة التركية على المخيم.
“هجرة بسبب الاضطهاد”
بدأت موجة الهجرة الكبرى في عام 1994 واستقر بعض المواطنين في ريف ناحية زاخو التابعة لدهوك واستقر البعض الآخر في شرانش وبيهيرى التابعتين لمنطقة هفتانين، وبقي المواطنون في هذه المنطقة لمدة شهرين تقريبًا.
كانت هذه هي الخطوة الأولى لـ اللجوء، بعد ذلك وفي عام 1995، أعيد توطين اللاجئين في منطقة أتروش وفي نفس العام استقر جزء من المواطنين في وادي القيامة، وفي عام 1995، فرض حزب الديمقراطي الكردستاني حظراً على المخيمات، ولم يسمح بدخول المواد الأساسية إلى المخيمات، كما منع الدخول والخروج من المخيم، وفي العام نفسه هاجمت القوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني المخيمين بدعم وطلب من الدولة التركية.
وفي عام 1997، وبسبب مخططات دولة الاحتلال التركي ضد حركة الحرية الكردية وبالتعاون مع حزب الديمقراطي الكردستاني اضطر اللاجئون للاستقرار في منطقة نينوى.
وبسبب شدة الهجمات على المخيم انتقل الأهالي إلى مخيم نهدران في نفس العام، وبعد شهرين من الهجمات المستمرة من قبل الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، خرج الأهالي من المخيم مرة أخرى.
بهذا وصلت رحلة أهالي بوطان المليئة بالألم والمعاناة والانتفاضة والمقاومة إلى أن حطت رحالها في مخمور عام 1998، واستقر الأهالي في صحراء في مخمور.
“مخمور.. بعد 7 مخيمات”
استقر سكان المخيم في مخمور بعد رحلة طويلة مليئة بالهجمات المستمرة والمصاعب والمعاناة، بعد أن عاشوا في مخيمات بهيرى وشرانش وبرسيفه ووادي القيامة وأتروش ونينوى ونهدران بالترتيب منذ عام 1994، في هذه المخيمات وبالإضافة إلى المعاناة الشديدة للأهالي، فقد العديد من الأطفال وكبار السن والنساء حياتهم وواجه اللاجئون أيضًا العديد من الهجمات، وقتل العديد من المواطنين فيها، كما واجهوا الحصار في مخيمات أتروش ووادي القيامة ونينوى.
“حياة جديدة”
ونتيجة لهذه الرحلة الصعبة، استقر المهاجرون من شمال كردستان في سفوح جبل قره جوخ في منطقة مخمور عام 1998. في السنوات الأولى، واجهوا صعوبات كثيرة وكان من الصعب العثور على مياه الشرب والصرف الصحي ولم يكن هناك مورد لهم، وفقد العشرات من الناس لحياتهم لوجود العقارب في تلك المناطق.
وعلى الرغم من كل المصاعب التي اعترضت طريق المهاجرين إلا أنهم أسسوا في مخمور لحياة جديدة، وتم بناء المنازل والمؤسسات الإدارية والبلديات ومراكز التعليم والصحة والحماية.. إلخ. وفي نفس العام (1998)، تم قبول المخيم رسميًا كمخيم لـ اللاجئين من قبل الأمم المتحدة (UN).
“مخمور التي دافعت عن هولير تواجه اليوم خطر الهجمات التركية”
خلال هجمات عصابات تنظيم الدولة الإسلامية على سوريا والعراق تم اتخاذ إجراءات لمواجهة هجوم محتمل على مخيم مخمور لـ اللاجئين وكجزء من هذه الإجراءات قامت قوات حماية المخيم بإخراج الأهالي من المخيم، وفي 7 آب/ أغسطس هاجمت العصابات المخيم، وفي هذا الصدد أبدت قوات حماية المخيم ومقاتلي الكريلاHPG، الذين أتوا إلى المنطقة بعد الهجوم الذي وقع على شنكال لحماية الأهالي، مقاومة كبيرة ونتيجة للمقاومة التي استمرت 3 أيام تم تطهير المخيم من العصابات في 10 آب/ أغسطس.
وبهذه الطريقة هُزمت عصابات داعش لأول مرة وكسرت شوكتهم، كما تم تحرير قضاء مخمور، وفي ذلك الوقت انضمت البيشمركة أيضًا إلى هذه المقاومة فنشأ تهديد على هولير أيضاً، وتوجه رئيس إقليم كردستان في ذلك الوقت مسعود بارزاني إلى مخمور وشكر الكريلا وأهالي المخيم الذين هزموا داعش لكن المسؤولين التابعين للبارزاني لم يروا ذلك، وبعد 2014 بدأوا بحياكة خطط جديدة ضد المخيم.
“حصار”
في 17 تموز/ يوليو 2019، فرضت إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني حظراً على المخيم ولم تسمح لأي شخص من المخيم بدخول هولير، وبسبب الحصار لم يتمكن عشرات المرضى الذين كانوا في حالة خطرة من التوجه إلى هولير، بعد ذلك بيوم واحد أي في 18 تموز/ يوليو 2019 قصفت الطائرات الحربية التابعة لجيش الدولة التركية المخيم، وأسفر القصف عن إصابة 2 من سكان المخيم.
وبعد أن أغلقت الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني الطريق أمام أهالي مخمور، حاولوا إخلاء المخيم، وقد أرادوا بذلك الحصار تفريغ المخيم وكسر إرادة الأهالي بعدة طرق مختلفة إلا أن أبناء مخمور قاوموا مقاومة شديدة، وما زالوا يقاومون مخططات ومؤامرات الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية حتى يومنا هذا.
“محاولات تطويق المخيم بالأسلاك”
في 27 كانون 2021، وفي ساعات الصباح الأولى أرادت القوات العراقية فجأة دخول مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور)، كما أرادت القوات العراقية تسييج وتطويق المخيم بأكمله إلا أن أهالي مخمور وقفوا ضد ذلك، ولم يسمحوا للعراق بتسييج مخيمهم.
ومنذ اليوم الذي لجأ فيه الأهالي إلى مخمور وحتى الآن يتعرض المخيم للهجوم بشتى الطرق، سواء كانت غارات جوية أو عن طريق أشكال مختلفة من الحصار، وتسعى الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني بهذه الوسائل إفراغ المخيم من ساكنيها.
“تطويق المخيم بالأسلاك”
وفي صباح اليوم قام جنود عراقيون بمحاولة اقتحام المخيم وتطويقه بالأسلاك، وقابل ذلك حراك شعبي من قبل أهالي المخيم لمنع محاولات تطويق المخيم، وتستمر هذه المحاولات في ظل مقاومة كبيرة من قبل الأهالي.
“الهجمات مستمرة”
في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017 قصفت طائرات الجيش التركي مخمور، واستشهد في الهجوم 5 مواطنين من المخيم، هم كل من باجر بوران وبوتان آمد وجكدار ماوا ودوران ماردين وباز دجوار.
وفي 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018، قصفت الطائرات الحربية التركية مخيم اللاجئين في مخمور، واستشهدت على إثرها كل من آسيا علي محمد 73 عاماً، وابنتها نارنج فرحان قاسم 26 عاماً، وحفيدتها أفين كاوا محمود ذات الـ 14 عاماً، وإيلام محمد عمر 23 عاماً.
وفي 18 تموز/ يوليو 2019، قصفت طائرات الجيش التركي المخيم؛ مما أدى إلى إصابة 2 من سكان المخيم بجروح طفيفة.
وفي 15 نيسان/ أبريل 2020، قصفت طائرات مسيرة مسلحة تابعة لدولة الاحتلال التركي المخيم، مما أسفر عن استشهاد 3 فتيات في هذا الهجوم.
وفي 15 حزيران/ يونيو 2020، قصفت الطائرات الحربية التابعة للدولة التركية بشكل مكثف محيط المخيم وجبل قره جوخ ومناطق مشتنور.
وفي 5 أيار/ مايو 2021، هاجمت الدولة التركية بطائرات مسيرة مخيم اللاجئين.
وقصفت طائرة صغيرة بدون طيار تابعة لدولة الاحتلال التركي منزلاً في مخيم الشهيد رستم جودي لـ اللاجئين (مخمور) في 5 حزيران/ يونيو الساعة 12:15، وألحق القصف عدة إصابات وأضراراً مادية بالمواطنين.
وفي 3 أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، قصفت دولة الاحتلال التركي مركز مخيم مخمور بطائرات مسيرة، وأصيبت أم وطفلها خلال الهجوم.
وفي 1 شباط 2022، قصفت الطائرات الحربية التابعة لدولة الاحتلال التركي مرة أخرى مخيم مخمور، واستهدفت قوات الدفاع الجوهري التابعة لمخمور، وأسفر الهجوم عن استشهاد عنصرين من قوات الدفاع الجوهري، وإصابة العشرات من المواطنين، الذين كانوا يساعدون أقاربهم أثناء القصف.
وفي 21 أيار/ مايو 2022، فقد مواطن يُدعى حاجي ميرزا علي حياته؛ نتيجة لهجوم بطائرة بدون طيار تابعة لدولة الاحتلال التركي.
“الهجوم الأخير”
وفي 29 آب/ أغسطس 2022، قصفت طائرة مسلحة بدون طيار تابعة لدولة الاحتلال التركي منزلاً في مخيم الشهيد رستم جودي لـ اللاجئين (مخمور) واستشهد نتيجة القصف مواطن يدعى أبو زيد عبد الله ديرهيني، وهو أب لستة أطفال.