“وسائل التواصل الاجتماعي”… أداة خطيرة لإساءة معاملة النساء

هولير

أصبحت شبكات الاتصال أو “الشبكات الاجتماعية” طريقة أخرى للتحرش وإساءة معاملة النساء، كما أنها تُستخدم لتبرير الجرائم ضد المرأة التي ينتهي بها الأمر إلى أن تكون هي فقط الضحية.

إن كتابة كلمات سيئة هي بعيدة عن أخلاقيات المجتمع الكردي، رغم أن هناك محاولات للتعود على هذه المفردات وجر المجتمع أكثر إلى الظلام والجهل، وبعض الظواهر البعيدة عن أخلاق المجتمع تتم كما لو أنها شيء طبيعي، كذلك هناك محاولة لمنح الرجل الحق في إهانة النساء وإساءة معاملتهن.

ويظهر خطر ذلك بوضوح في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنه سهل الوصول وفي متناول اليد وبدون إشراف، وبسبب عدم تطبيق القانون لا يوجد خوف من التعرض للعقاب وتحمل المسؤولية عن الأقوال والدعاية، ولذلك يقومون بالقذف والسب والشتم والتحريض على قتل المرأة والاعتداء عليها بلا رادع.

تشير نساء من إقليم كردستان إلى أن الاعتداء على النساء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هو شكل آخر من أشكال الإساءة والعنف ضد المرأة، بسبب قلة وعي أفراد المجتمع في مواجهة الوضع، هناك الكثير من الناس الذين يعطون أنفسهم الحق في قول كلمات سيئة ضد المرأة.

وفي هذا الصدد، وصفت المحامية والنائبة العراقية السابقة، ريزان شيخ دلير، جميع أنواع الاعتداءات والإهانات التي تتعرض لها المرأة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بأنها غير قانونية وتعد جرائم بحق المرأة، وقالت: “في الوقت الذي تتعرض فيها المرأة للتحرش والإهانة على يد الرجل دون أخذ وضع الضحية وحالتها النفسية بعين الاعتبار، فإن اللوم كله يقع على عاتق المرأة وبدلاً من دعم المرأة ومعاقبة المتهم، فإنهم يحاولون جعل المرأة سبب الجريمة التي ارتكبها الرجل بحقها”.

وفي استمرار حديثها أكدت ريزان على أن: “هذه الأنواع من الاعتداءات والإهانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار التي يتم تداولها هي نوع آخر من العنف ضد المرأة، كما تؤدي هذه الأمور إلى تدهور الصحة النفسية للنسوة الضحايا، والسماح للعديد من العائلات باحتجاز بناتهن وإعاقة حريتهن حتى لا يواجهن مثل هذه الحوادث”.

بدورها قالت الناشطة ديرين خضر: “يسيطر على مجتمعنا الذهنية الذكورية، وعندما نسمع أخباراً عن التحرش بفتاة أو امرأة فإننا نرى المرأة هي المتهمة بلا سبب، ويرتبط هذا بنقص وعي الأفراد في المجتمع والرجال هم الجناة الرئيسيون”.

وأفادت ديرين: بأن “الاعتداء على النساء عبر شبكات التواصل الاجتماعي هو شكل من أشكال التحرش”، وقالت: إن “الهجوم على النساء عبر شبكات التواصل الاجتماعي غالبًا ما يجعلهن ضحايا ويؤدي إلى كوارث كبيرة”.

واختتمت الناشطة ديرين خضر حديثها بالقول: “في الماضي لم يكن هناك حديث عن النساء بأي شكل من الأشكال في المجتمع الكردي وكان يعرف بالخط الأحمر، لكن الآن الكثير من الناس يكتبون آرائهم ويحكمون على شخصية المرأة على شبكات التواصل الاجتماعي، وإن هيمنة الأفكار الدينية المتطرفة وإساءة استخدام شبكات التواصل هي بعض الأسباب الأخرى لذلك”.