حكيم عبد الكريم: بضغوط تركية.. العراق يحاصر مخيم مخمور

السليمانية/ بروا أسعد

تحدث المراقب السياسي د.حكيم عبد الكريم حول محاولات الحكومة العراقية على مخيم مخمور لـ اللاجئين بقوله: “تركيا تضغط على العراق لمحاصرة مخيم مخمور وتستخدم المخيم كورقة اقتصادية وسياسية”. مشيراً إلى صمت حكومة الإقليم بقوله: “لماذا سلطات إقليم كردستان صامتة؟ كان عليهم أن يتخذوا موقفاً أخلاقياً يسردونه للأجيال التي تليهم”.

يحاول الجيش العراقي منذ 8 أيام على التوالي وبضغوط من دولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني تطويق مخيم مخمور بالأسلاك الشائكة وبناء الأبراج ووضع كاميرات مراقبة حول المخيم.

وعاود الجيش العراقي، أمس الجمعة، مرة أخرى، وضع الأسلاك الشائكة وبناء الأبراج، لكن أهالي مخمور من النساء والأطفال والشيوخ وقفوا ضد محاولات الجيش العراقي لمحاصرة المخيم.

وتوجه الأهالي صوب الآليات العسكرية التابعة للجيش العراقي الذي يحاول حفر الخنادق، وقاموا بردم الخنادق بالأيادي والأدوات البسيطة.

هذا وتستمر مقاومة أهالي المخيم في يومها الثامن على التوالي أمام محاولات الجيش العراقي لمحاصرة مخيم مخمور.

وفي مساء يوم 20 مايو/ أيار هاجمت القوات العراقية أهالي مخيم مخمور بالأسلحة، ورد الأهالي على القصف بالحجارة ونتيجة إطلاق النار من قبل الجيش العراقي، أصيب شاب يدعى أحمد عمر مجيني، ورغم الاعتداءات والضغوطات فإن أهالي مخمور قاموا بمقاومة لا مثيل لها لمدة 8 أيام.

وحول هجمات وضغوط الجيش العراقي الذي يستهدف تسييج محيط مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) تحدث المراقب السياسي د.حكيم عبد الكريم إلى روج نيوز.

وفي بداية حديثه تحدث الدكتور حكيم عبد الكريم حول أوضاع اللاجئين في مخيم مخمور: وقال: “لقد شهدنا الهجرة في إقليم كردستان وكل مهاجر لديه قيادة سياسية ووصول الثوار الكرد من الشمال إلى الإقليم لم تكن هجرة مباشرة لمخيم مخمور ففي بداية التسعينيات عندما قرر رئيس الدولة التركية آنذاك قتل الشعب الكردي وإبادتهم حينها هاجر الكرد وتم توطين اللاجئين السياسيين القادمين من شمال كردستان في البداية في مخيمات في منطقة بهدينان وبسبب ضغوط الدولة التركية وحكومة إقليم كردستان انتقلوا إلى مخيم مخمور واستقروا فيه، ويقال أن الأمهات كن يحملن أطفالهن دائمًا بين ذراعيهن حتى لا تصل العقارب في تلك البرية لأطفالهن”.

وفي استمرار حديثه أكد دكتور حكيم عبد الكريم على جهود ونضال أهالي المخيم تحت كل الضغوط والاعتداءات وقال: “لاجئو مخيم مخمور لهم نظام إدارة ذاتية وتنظيم مستقل يمكننا القول أنهم بنوا دولة جديدة ليكملوا حياتهم وأصبحوا درساً عظيماً في العالم”.

وتابع: “عندما يجبر الناس على الهجرة من أماكنهم ومناطقهم عليهم ألا يتعرضوا للدعاية والاستسلام ويوجد في مخيم مخمور جميع المجالات الثقافية والمعيشية، وكما تقول الأمم المتحدة إنه منذ إنشائها يعد المخيم الأسهل إدارة وخالية من المشاكل لأن أهالي المخيم لديهم نظام إدارة ذاتية”.

وأوضح عبد الكريم أسباب الهجوم على مخيم مخمور وعدائهم له وصرح بأنه يتم تأسيس أفراد ذوي إرادة في هذا المخيم، وقال: “يوجد في المخيم متحف كبير يضم صور جميع الشهداء الذين نشأوا وماتوا في المخيم وهدف العدو هزيمة هذه الشخصيات لكن كرد شمال كردستان لم يهزموا أمام كل الضغوطات”.

وأضاف: “أصبح مخيم مخمور ضحية للأجندات السياسية والصراعات بين الدول العالمية والإقليمية والمحلية وهذه الأسباب الثلاثة أثرت في المواقف الخاطئة لدى الناس تجاه لاجئي مخيم الشهيد رستم جودي”.

وحول مساعي الجيش العراقي لتسييج المنطقة المحيطة بالمخيم قال الدكتور حكيم: “أخبرني أهالي المخيم أن الجيش العراقي لا يخفي بأنه يحاصر المخيم بناء على طلب الدولة التركية التي ستعيد للعراق حصته من المياه مقابل ذلك وهذا خروج كامل عن القواعد الأخلاقية للدولة، وهنا يتم الكشف عن التعريف الكلاسيكي للدولة – القومية بالكامل”.

وتابع: “تضغط الحكومة التركية على العراق لتطويق مخيم مخمور مستخدمة ذلك كورقة سياسية واقتصادية ويتساءل أهالي مخمور عما إذا كان هدف العراق هو حمايتهم فهم موافقون لكن لماذا لم يأت أحد لمساعدتهم خلال هجوم عصابات داعش وكان عليهم الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم؟”

وتوجه الدكتور حكيم عبد الكريم في نهاية حديثه إلى سلطات إقليم كردستان واختتم بقوله: “لماذا سلطات إقليم كردستان صامتة؟ هل نسيت الأيام التي كانت فيها في مخيمات؟ كان عليهم أن يتخذوا موقفاً أخلاقياً يسردونه للأجيال التي تليهم”.

الجدير بالذكر أن مخيم الشهيد رستم جودي لـ اللاجئين (مخمور) يقع على سفح جبل قره جوخ ضمن حدود قضاء مخمور بمحافظة الموصل وحدثت موجة الهجرة الكبيرة في عام 1994، ويعيش في المخيم قرابة 12 ألف مواطن من شمال كردستان أجبروا على الانتقال إلى إقليم كردستان عام 1994 بسبب قمع الدولة التركية، يحاصر الحزب الديمقراطي الكردستاني مخيم مخمور منذ 4 سنوات وسط استمرار هجمات الدولة التركية.

كما إن جهود الحكومة العراقية لمحاصرة مخيم الشهيد رستم جودي ليست بجديدة، حيث في 27 كانون الأول 2021، أرادت القوات العراقية فجأة دخول مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) في ساعة مبكرة لتسييج وتطويق المخيم بأكمله لكن أهالي مخمور وقفوا ضد ذلك ولم يسمحوا للعراق بتسييج حول المخيم.