مع قرب الانتخابات المحلية.. تصاعد حدة الصراع السُني – السُني هل يطيح بـ”الحلبوسي”؟

بغداد

مع قرب الانتخابات المحلية في العراق، تزداد حدة الصراع بين القوى السياسية السُنية، وتتجلى أبرز هذه الصراعات بين رئيس مجلس النواب العراقي رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي وبين تحالف العزم برئاسة مثنى السامرائي وتحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر.

الصراع شهد دخول وجوه جديدة كانت في السابق لها مناصب مهمة في الدولة العراقية قبل عام 2014 واليوم تريد العودة لكن والحلبوسي خارج نطاق العملية السياسية، أبرزها وزير المالية الأسبق رافع العيساوي، إضافة إلى محافظ الأنبار الأسبق صهيب الراوي و وزير التخطيط الأسبق سلمان الجميلي والسياسي جمال الكربولي وسياسيين آخرين.

وفي خضم هذه الأحداث، تزداد التساؤلات عن إمكانية منافسة هذا القوى السياسية السنية الأخرى في المحافظات المستعادة من سيطرة داعش الإرهابي عام 2017، مثل تحالف السيادة وحزب تقدم وغيرهما، وفيما إذا كان هذا التحالفات الجديدة تحظى بالدعم الجماهيري والفرصة المواتية لمنافسة الآخرين.

يتحول البيت السني، إلى جبهة مواجهة بين الزعامات السياسية داخله، فعلى الأرض تبرز التصريحات الاعلامية بين التحالفات السياسية السنية بشكل غير مسبوق من حيث تضمينها للعدائية والكراهية، دون أن يكون لمستقبل المكون السني أي اهتمام من قبل مطلقي تلك التصريحات التي باتت تهدد بإشعال حرب سياسية غير مسبوقة خصوصاً بين بين أطراف تحالف السيادة من جهة واطراف داخل تحالف العزم من جهة أخرى، فيما يتقف على التل من بعيد حزب اسامة النجيفي وحلفائه في داخل العراق وخارجه.

ويبرز تخوف داخل المكون السني من تعقيدات سياسية قد تقود لمآسي تعود عليها البيت السني خلال السنوات الماضية، فيما يرى سكنة المناطق المحررة أن هذا الصراع بين الاحزاب السنية قد ينتج ظهور جماعات مسلحة جديدة ما يعيد إلى المشهد ظهور الجماعات المسلحة.

ويشهد المكون السني، صراعات دامية، بين أبرز القيادات لاسيما بعد تشكيل الحكومة الحالية؛ لأسباب تعود لطابع سياسي وشخصي، ما تسبب بحملة كبيرة من الانسحابات والتنقلات من معسكر لأخر.

وعقد رئيس تحالف عزم، خميس الخنجر، في وقت سابق لقاءً مع رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي، بحضور رئيس ديوان الوقف السني، وسط تساؤلات عن طبيعة اللقاء في ظل العداء الكبير بين السامرائي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وهو الحليف الأول للخنجر.

ويحاول رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي التشبث بالقشة قبل غرقه بتهم الفساد والتجاوز على القانون وخرق الدستور ودعمه لتشكيل مجاميع مسلحة والإعلان عن ما يسمى بالاطار التنسيقي السني في محاول يائسة لاستنساخ التجربة الشيعية بإعلان اطارهم.

فيما صنف ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، مراحل القيادات السنية في العملية السياسية وتشكيل الحكومات، فيما وصف الجيل الحالي بـ”تجار سياسة”، مؤكدًا أن خلافات السنة تؤثر على رئاسة البرلمان.

الإطار التنسيقي السني

ويؤكد بهذا رئيس مجلس النواب الأسبق أسامة النجيفي ان “الإطار التنسيقي السني الذي دعا اليه الحلبوسي مصيره الفشل بسبب تضارب الآراء.

وقال النجيفي في حوار متلفز تابعته “روج نيوز”، إن “الصراع بين الحلبوسي والسوداني مازال مستمرا بعد فشل ثلاثة اجتماعات بوساطة سياسية”.

وأضاف ان “الحلبوسي زاد من حجم صلاحياته واخذ مساحات تنفيذية خلال حكومتي عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي وبات يتدخل في تعيين المحافظين والقيادات الأمنية فيما شرع السوداني في انهاء تلك الظاهرة كونها صلاحيات رئيس الجهاز التنفيذي في البلاد”.

عدم الاستقرار

فيصل العيساوي

وفي الأثناء يرى السياسي السني فيصل العيساوي، بأن عدم الاستقرار هو من خصال البيت السني منذ سنوات، مشيراً إلى أن “الكتل السنية تعاني من غياب البرامج الواضحة”.

وفي تصريح لوكالة “روج نيوز” يشير العيساوي إلى أن “الطبقة السياسية السنية تعاني من غموض كبير مع الشركاء”، مبينا ان “غياب المناهج دفع الجميع للبحث عن الزعامة السنية”.

وأضاف العيساوي: “تحالف السيادة سيعلن استقلاله عن تقدم بحسب طرح مؤخرا”، مشيرا الى ان “الوضع السياسي النيابي السني تفرع الى 3 كتل”, مبينا أن “تغيير احدى الرئاسات الثلاث ليس سهلا، واستبدال الحلبوسي يحتاج الى جو وطني وحالة وطنية”، مبينا انه “لا يوجد طرح سني او وطني لتغيير رئيس البرلمان”.

إقالة الحلبوسي!

حيدر الملا

هذا ويؤكد النائب السني السابق والقيادي في تحالف العزم حيدر الملا، جدية سعي البيت السني لاستبدال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بعد إقرار الموازن المالية للعراق لعامم 2023.

ويبرر الملا خلال تصريح لوكالة “روج نيوز” إقالة الحلبوسي إلى أن الأخير مارس دور الحزب الحاكم في المحافظات المحررة وفشل في تقديم نموذج لمشروع سياسي محترم تلتف حوله الجماهير، مع اعتماد هذا الحزب أي “تقدم” على السلطة في تصفية خصومه السياسيين واستعداده لتقديم تنازلات كبيرة مقابل الاحتفاظ بالمنصب، وهو ما يعد عاملا مساعدا لنجاح التحالفات السنية الجديدة في حصد أصوات كبيرة رغم الماكينة الإعلامية والمالية الكبيرة التي يمتلكها الخصوم”.

وأكد الملا، أن “البيت السني عازم على فتح كل الملفات الخاصة بالحلبوسي ورئاسة البرلمان بعد الانتهاء من إقرار الموازنة المالية للعراق”.