بغداد
إحتضن مسرح مركز الفنون الأرثوذوكسية بغداد/ حي الكرادة الحفل الأول لخريجي الدفعة الأولى من بيت العود/ بغداد لهذهِ السنة بإشراف الموسيقار سفير اليونسكو للسلام (نصير شمه) وبالتعاون مع الفنان بسمان عتيشا.
وقد إفتتح الحفل الفنان آندي خالد أحد تلاميذ الفنان عتيشا بالموسيقى الكلاسيكية حيث عزف مقطوعتين الأولى موسيقى رومانس من التراث الكلاسيكي وهي مجهولة المؤلف رغم إنتشارها الكبير بين الناس والمقطوعة الثانية هي مقطوعة روما لمؤلفها بوتينتي أميگو وقد شاركه عزف المقطوعة الثانية عازف العود الفنان كرم ثامر وعازفي الآلات الإيقاعية محمد عمار على آلة الرق والفنان خليل درامز على آلة الكاخون.
بعدها قدّم الأساتيذ الفنانين خريجي بيت العود المتألقين (كرم ثامر، رحمن الماجد ورعد رياض) مع أستاذهم المباشر الفنان محمد العطار مدير بيت العود العربي في بغداد برنامجهم الموسيقي بعد كلمة تعريفية مختصرة من الفنان بسمان عتيشا عن بيت العود وقد قدموا ضمن منهاجهم للأمسية الموسيقية مقطوعة گارسيا لوركا للدكتور نصير شمه.
عزفوا أغنية أول مرة تحب يا قلبي للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ، بعدها سولو بعيد عنك للفنان كرم ثامر وهي على مقام البيات ومن ثَـمَّ إستقبلوا أصغر عازف في بيت العود الموهوب جداً محمد دريد ذي الـ (10-11) عاماً والذي عزف مقطوعة رقصة الفرس للموسيقار نصير شمه وهي مقطوعة مصنّـفة من أصعب القطع كمؤلَّـف موسيقي استطاع الطفل محمد بحرصه وإجتهاده أنْ يقدمها بصورة رائعة.
كما وعزفوا أغنيتي غني لي شوية شوي وألف ليلة وليلة لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم كقطعة واحدة بتعشيق موسيقي مدروس. ومقطوعة الطريق إلى شقلاوة وشكت للموسيقار نصير شمه بمشاركة الفنان بسمان عتيشا- على آلة الگيتار.
بعدها وخارج المنهج أيضاً قدم الفنان رحمن الماجد مقطوعة حب العصافير للفنان نصير شمة كذلك والتي حسب ما وصفها العطار بأنها من أصعب القطع الموسيقية وحتى تدوينها في النوتة صعب جداً، كما أضاف الأستاذ بسمان بأنَّ الفنان نصير شمه قد دون هذهِ المقطوعة بعد رؤيته للعصافير تلعب وتلاحق بعضها البعض مما أوحى له بترجمة ذلك إلى عمل موسيقي مما يدعو المستمع أو المُـتلقي إلى سماع الموسيقى أبعد من الأذن متغلغلةً إلى الروح.
كما قدم الفنان رعد رياض خارج المنهج أيضاً عزف قدود حلبية على العود من بلاد الشام متضمناً عزف أغنيتي يا مال الشام وآه يا حلو للفنان الكبير صباح فخري، وقد أشار العطار أن خريجي بيت العود في بغداد هم إمتداد للمدرسة العراقية الحديثة للعود التي أسسها الشريف محي الدين حيدر وتلاميذه جميل بشير، سلمان شكر، غانم حداد، منير بشير وسالم عبد الكريم.
وقبل ختام الحفل قدم الفنان بسمان عتيشا برفقة تلميذه آندي خالد ثلاث قطع متداخلة عن طريق عمل مكس: القطعة الأولى أوستوريوس والقطعة الثانية كونشيرتو آرانخوير لخواكين رودريغو المعروفة خطأً بكونشيرتو مونامور والتي ألفها رودريغو هدية لزوجته المتوفاة والعمل الثالث إنتر دوس زاگوس للموسيقار پاكو دي لوسيا وزاگوس معناه بينَ شيئين ويعني كسر خط التلاشي الذي يربط بداية البحر المتوسط.
ثم أُختُـمم الحفل الموسيقي بعزف مقطوعة إشراق للموسيقار نصير شمه عزف مشترك بين عازفي بيت العود وبسمان وآندي مع عزف تقاسيم كرد للفنان كرم ثامر.
وقد إختتم نهاية الحفل التي الأب يونان ألفريد بكلمته التي إبتدأت بالثناء على جهود العازفين جميعاً لما قدموه من موسيقى أمتعت الحضور الذينَ شكرهم بدوره كونهم مساندين وداعمين من خلال حضورهم للأمسيات المقامة في مركز الفنون الأرثوذكسي وأضافَ أنَّ أحد طرق مقاومة ظروف الحياة هو وجود شباب من أمثال العازفين البارعين الذينَ أحيوا الحفل كما أكد الأب ألفريد على وجود المزيد من الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية القادمة، وأضاف الفنان عتيشا أنَّ الأب ألفريد هو صاحب فكرة إنشاء مركز الفنون الأرثوذكسي في كنيسة الروم الأرثوذكس ليكون منبراً ثقافياً يحتضن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والندوات في مختلف المجالات والإختصاصات.
ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ خريجي بيت العود الثلاث قد تخرجوا أساتيذ على آلة العود بدرجة صوليست في العاشر من الشهر الجاري بعدَ أنْ إجتازوا إختبار اللجنة المشرفة في قاعة الرباط بحضور نخبة من الفنانيين والموسيقيين.
أدناه بعض من صور الحفل.