حصار مخيم مخمور يخلق أزمة إنسانية وينتهك حقوق الإنسان

مركز الأخبار

تتواصل محاولات الجيش العراقي لمحاصرة مخيم مخمور، وفي مواجهة هذه المحاولات، تلتزم الأمم المتحدة والبرلمان العراقي ومنظمات حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين الصمت حتى الآن، ولم يظهروا أي موقف حول القضية ولم يقدموا أي إجابات، وقال نائب عراقي في هذا الشأن إن “لاجئي مخيم مخمور يواجهون وضعاً سيئاً وخطيراً من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية”.

في 20 أيار / مايو، أراد الجيش العراقي إحاطة مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) بالسياج، وفي مساء يوم 20 مايو/ أيار هاجمت القوات العراقية أهالي مخيم مخمور بالسلاح، ورد أهالي مخيم مخمور بالحجارة، ونتيجة إطلاق الجيش العراقي النيران، أصيب شاب يدعى أحمد أمير مجيني ونقل إلى المستشفى، وتتواصل منذ 20 أيار مقاومة أهالي المخيم ضد مساعي تطويق الجيش العراقي دون انقطاع وبعزم.

خلال الـ 15 يوما الماضية من الهجمات ومحاولات الحصار من قبل الجيش العراقي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في العراق وإقليم كردستان، وكذلك لجان حقوق الإنسان في برلمان العراق وبرلمان إقليم كردستان، لم يبدوا أي موقف أو رد فعل تجاه الجيش العراقي واختاروا الصمت، بالإضافة إلى عدم إظهار موقف، تلتزم هذه المؤسسات والمنظمات الصمت، متجاهلة الوضع الذي يحدث في مخمور.

تواصلت روج نيوز مع أعضاء لجنة حقوق الإنسان في برلمان إقليم كردستان ولجنة حقوق الإنسان لإقليم كردستان، لكن بما أن مخيم مخمور يقع خارج حدود إدارة إقليم كردستان ويخضع لسيطرة الحكومة العراقية، فلا يمكنهم إبداء أي مواقف والإدلاء بتصريحات حول وضع مخيم مخمور.

وتواصلت وكالة روج نيوز مع ممثلين عن الامم المتحدة في العراق عبر الهاتف والبريد الالكتروني بشأن محاولات محاصرة مخيم مخمور لكنهم لم يردوا ولم يتحدثوا عن الموضوع.

بالإضافة إلى التسييج والتطويق، يحاول الجيش العراقي قطع مياه الشرب عن أهالي مخمور، وهذا هو أول انتهاك لحقوق الإنسان في الحياة، في مسعى منهم لإجبار أهالي مخمور على قبول الحصار وتنفيذ القرار. لكن أهالي مخيم مخمور وقفوا بقوة وحزم ضد هذه المحاولات التي يبذلها الجيش العراقي ولم يسمحوا بقطع مياه الشرب عنهم.

هبة القس

وتحدث عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي والناشطة الحقوقية هبة قيس لروج نيوز حول هذه القضية وقالت: “حالة مخيم مخمور تثير تساؤلات في رؤوس الناس، لماذا يريدون محاصرة أهل مخمور والضغط عليهم في هذا الوضع الخاص؟ إن محاولات منع مرور المساعدات الإنسانية إلى مخيم مخمور هي عمل غير إنساني وانتهاك لحقوق الإنسان، لأن وضع اللاجئين بشكل عام في البلاد يمر بظروف صعبة وصعبة للغاية”.

وأضافت هبة، إن أهالي قضاء مخمور اليوم في وسط مخطط خطير، وقالت: “تؤكد تقارير حقوق الإنسان على الوضع المقلق الذي قاده الحزب الديمقراطي الكردستاني وبعض الأحزاب المناهضة للاجئين في مخيم مخمور ووضع هذه الخطة القذرة موضع التنفيذ.”

وتحدث الناشط الحقوقي مصطفى علي لـروج نيوز عن الوضع الحالي في مخيم مخمور ومحاولات فرض حصار على المخيم، وأوضح علي أن مشكلة مخيم مخمور هي مشكلة سياسية وإنسانية مرتبطة مباشرة بالأمم المتحدة ثم بالحكومة العراقية، “لذلك من الضروري أن تجتمع الأمم المتحدة والحكومة العراقية وتتناقش وتجد حلا جيدًا للمشكلة، لا تفرضوا من جانب واحد حالة الطوارئ على أهالي مخمور”.

وأشار علي إلى استقلال مخيم مخمور عن المخيمات الأخرى في العراق، وواصل قائلاً: “وضع اللاجئين في مخيم مخمور يختلف عن مخيمات أخرى، لأن أهل مخمور شعب مدني ولا يحب العنف، إنهم يقضون حياتهم كلاجئين في العراق منذ سنوات وحتى الآن، لم تكن هناك أعمال غير عادية ضد العراق أو أي دولة أخرى حتى يفرضوا الحصار على هذا الشعب.”

وانتقد مصطفى علي بشدة حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية العراقية تنفيذهما لأوامر الدولة التركية بهدف محاصرة مخيم مخمور، وأضاف “أفكر كثيراً بصمت منظمات حقوق الإنسان في العراق وإقليم كردستان، التي لم تقل أو تظهر أي كلمات أو مواقف تتعلق بتصرفات الجيش العراقي حيال مخيم مخمور”.

وأردف “من بين جميع المنظمات الحقوقية في العراق، فقط الاتحاد العراقي للاجئين اتخذ موقفاً من حصار مخيم مخمور”، داعياً الحكومة العراقية إلى وقف حصار مخيم مخمور، ودعا أيضاً الأمم المتحدة للتدخل في مخمور.

جدير بالذكر أن مخيم الشهيد رستم جودي عام 1998 بُني أمام جبل قرجوخ ويعيش فيه 12 ألف مدني، وهم من الكرد في شمال كردستان، وقد تهجروا قسراً نتيجة حرق قراهم واعتقالهم وقتلهم واختطافهم من قبل الدولة التركية، التي نفذتها جماعة جيتيم وحزب الله (الآن هدى بارا)، حرموا من منازلهم وممتلكاتهم وأقاربهم، وغادروا وطنهم لمئات السنين وفي عام 1994 أجبروا على الهجرة إلى إقليم كردستان.

ويعد القاطنون في المخيم من اللاجئين الكرد بلا هوية ومحرومين من جميع حقوق الإنسان، أحرقت قراهم في شمال كردستان وقتلوا واعتقلوا واختفوا. حتى الآن، هم يعيشون تحت حصار وحظر الحزب الديمقراطي الكردستاني، تحت هجمات الطائرات المسيرة لدولة الاحتلال التركي، وحتى اليوم يواجه هجوما من الجيش العراقي الذي يحاول محاصرة هذا الشعب بأسوار وأبراج مراقبة.