الحمى النزفية .. فيروس يضع العراقيين على حافة الموت

بغداد

من جديد تواصل الحمى النزفية الارتفاع لتصيب هذه المرة الإنسان حتى الموت بعد أن فتكت بالحيوانات البرية وغير البرية في السابق، حيث تتصدر محافظات البصرة وذي قار وميسان بإحصائيات الإصابات بتلك الحمى القاتلة.

وبحسب ما تشخصه منظمة الأمم المتحدة فأن الحمَّى النزفية الفيروسية هي أمراض مُعدية يمكن أن تتسبب في الإصابة بعلة شديدة تهدد الحياة. ويمكن أن تتسبب في تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، ما يجعلها تسرِّب، ويمكن أن تعوق قدرة الدم على التجلط. وعادةً لا يكون النَّزيف الداخلي الذي ينتج عن هذه الحالة مهددًا للحياة، لكن الأمراض نفسها يمكن أن تعرِّض الحياة للخطر.

يذكر أن وزارة الزراعة، في 30 نيسان/ أبريل الماضي، قررت تشكيل فرق بيطرية في المحافظات كافة عدا إقليم كردستان، لرش الأبقار والجاموس وتغطيس الأغنام والماعز، وتبليغ جميع المحافظات والجهات الأمنية والبلديات بمنع ظاهرة الجزر العشوائي وفق المادة 22 لسنة 1972 والمادة 105 لسنة 1989 الخاصتين بذبح الحيوانات.

وشهد البلد العام الماضي، ارتفاعا كبيرا بإصابات الحمى النزفية شملت أغلب المحافظات، وسجلت وزارة الصحة قرابة 300 إصابة في حينها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن انتقال حمى القرم-الكونغو النزفية إلى البشر يحدث “إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة”.

وكانت وزارة الداخلية أطلقت العام الماضي، حملات لإزالة حظائر تربية الحيوانات داخل الأحياء السكنية ببغداد، كونها تشكل خطرا بيئيا وصحيا في ظل وجود فيروس الحمى النزفية.

جدير بالذكر، أن ظاهرة الرعي العشوائي للأغنام والأبقار، تنتشر بشكل واسع في بغداد والمحافظات الجنوبية، وغالبا ما تكون في المناطق السكنية، كما أن عمليات الذبح غالبا ما تكون في الطرقات والمنازل، وليس في مجازر خاصة ووفق الشروط الصحية.

أسباب الانتشار

رياض الحلفي

وعن كيفية انتشار المرض، يحدثنا بها الدكتور رياض الحلفي مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة العراقية قائلاً إن “الفيروس ينتقل عبر الحيوانات، ووفقا للمعطيات الموجودة فإن هناك تغيّرا في سلوك حشرة القراد أو الكائن الحي الذي ينقل هذا المرض للحيوان والإنسان على حد سواء إذ أن هناك سرعة وزيادة في الإصابات”.

وقال الحلفي في تصريح لوكالة “روج نيوز”: إن “الكثير من الإحصائيات تؤشر أن ربات البيوت تتصدر ضحايا الإصابة، على اعتبار أن النساء يتعاملن مع اللحوم الطازجة والدماء الطازجة التي من الممكن أن تنقل الفيروس بسرعة، ومن بعد ربات البيوت يأتي القصابون، ثم البقية”.

ولفت المدير العام إلى أن “من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة أعداد الإصابات بهذا المرض هي عدم تغطية المناطق التي تسجل بها الحالات من قبل دائرة الزراعة بمكافحة الحشرات، لكون هذه الجهات مسؤولة عن رش المناطق التي تحتوي الحيوانات الناقلة للمرض، كما أنها المسؤولة عن رش الحظائر التي تتواجد بها هذه الحيوانات كما أن البلدية أو دوائر الحكومة المحلية الأخرى مسؤولة عن توفير مجازر صحيّة وسليمة وفق المعايير الطبية”.

وفي الحديث عن الأسباب أيضاً، يؤشر رياض “عدم منع انتقال الحيوانات الموجودة في المناطق التي سجلت فيها حالات إصابات إلى المناطق الأخرى السليمة، وكذلك حالات الجزر العشوائي التي تحدث في المدن في الشوارع وعلى الأرصفة ومخلفات هذا الجزر، تنتقل إلى المجاري ثم إلى الأنهر التي تصبح مصدرا لمياه الشرب في ما بعد، علما أن المرض ينتقل من سوائل الحيوان إلى الإنسان مباشرة”.

أعراض الحمى النزفية

سند الاعرجي

ويشخص الاخصائي الطبي الدكتور سند الاعرجي عدة أعراض للحمى النزفية أثناء إصابة الإنسان بها حيث تختلف مؤشرات الحمى النزفية الفيروسية وأعراضها حسب المرض. وبشكل عام، يمكن أن تتضمن المؤشرات والأعراض المبكرة”.

ويتحدث الأعرجي لوكالة “روج نيوز” عن تلك الأعراض بالقول تسبب الحمى والتعب أو الضعف أو الشعور العام بالتوعك وآلام العضلات أو العظام أو المفاصل والغثيان والقيء والإسهال.

فيما شخص الأعرجي أعراضاً أخرى تصبح مهددة للحياة تشمل نزيف تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من الفم أو العينين أو الأذنين والهذيان والفشل الكلوي والفشل التنفسي والفشل الكبدي وخلل وظيفي في الجهاز العصبي يؤدي إلى الغيبوبة والموت.

د. سيف البدر: النظام الصحي في العراق يعاني من مشاكل نتيجة عقود من الحروب ورغم ذلك الوباء تحت السيطرة - مقابلة

بدوره يؤكد المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر أن “المؤسسات الصحية الحكومية قادرة على استيعاب أعداد الإصابات أيا كانت، وأن الفرق الصحية مازالت مستمرة في توعية المواطنين”.

وقال البدر في تصريح لوكالة “روج نيوز”: إن “المواطن عليه الالتزام بالإجراءات الوقائية وخاصة في ما يتعلق بالقصابين أو ممن يتعاملون مع الحيوانات، لأنها قد تكون مصابة، وبالتالي سوف تنتقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان ومنه إلى إنسان آخر، ولذلك من المهم جدا ارتداء القفازات خلال التعامل مع لحوم الحيوانات”.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن “دور الإعلام مهم في الوقت الحالي من خلال نشر التوعية وطرق الوقاية من هذا المرض من خلال القنوات الفضائية وبقية الوسائل، ففي حالة التزام المواطن بهذه الإجراءات الوقائية فبالتأكيد سوف يقلل من أعداد الإصابات وبالتالي نتمكن من السيطرة على المرض ونمنع انتشاره”.