المكون الشبكي.. سنوات من القتل والخطف والإبادة

مركز الأخبار

تعرض المكون الشبكي خلال فترة 2005 ولغاية 2015 الى حملات التطهير العرقي والمذهبي من قبل مجاميع إرهابية فضلاً عن السياسات التي اتبعتها القوى العراقية تجاه الشبك، ونتيجة هذه السياسات والعمليات فقد الآلاف من أبناء المكون الشبكي لحياتهم، فضلاً عن اختطاف العديد منهم.

الشَبَك هم إحدى القوميات الأصيلة التي تعيش في العراق منذ مئات السنين، حيث يتمركزون في الجانب الشرقي والشمالي لمحافظة الموصل (405 كلم شمال بغداد) وينقسمون مذهبياً بين السنة والشيعة، وقومياً بين الشبكية والكردية.

وبحسب الإحصائيات التي أعلنتها الأمم المتحدة فإن تعدادهم يبلغ حوالي 350 ألف نسمة يعيشون في أكثر من 72 قرية ومجمعاً تقع في أقضية الحمدانية وبعشيقة وبرطلة أو ما يسمى بسهل نينوى.

عندما نقارن حجم هول الكارثة التي حل عليهم وأعداد الذين تم تصفيتهم وقتلهم ظلماً مع عدد نفوسهم في العراق نتوصل إلى نتيجة أن “المكون الشبكي من أكثر المكونات تعرضاً الى الاستهداف والبطش والتنكيل”، وهذا ما أكدته إحدى تقارير وزارة حقوق الانسان العراقية وبالتالي فانه يمكن تصنيفهم دولياً ضمن القوميات التي تعرضت إلى عمليات إبادة جماعية (الجينوسايد).

فالذين تم تصفيتهم وبشتى الأساليب خلال أعوام اشتداد العنف الطائفي في العراق ما بين الأعوام (2005 ولغاية صفحة داعش عام 2014) وتجاوز أعدادهم عن (1450 ضحية )، وأثناء احتلال داعش للموصل ولسهل نينوى تجاوز أعداد المخطوفين (250) شبكي قسم منهم تم خطفه من داخل عدد من القرى كقرية عمركان وبازوايا وطبرق زيارة والسلامية وآخرون وقعوا تحت يد داعش أثناء احتلالهم لمناطق سهل نينوى، فضلاً عن التهجير القسري ونهب للممتلكات وتجريف للمراقد والمقامات الدينية المقدسة والمساجد والحسينيات ودور وعقارات المواطنين وحرق المتبقي منها.

في فترة العنف الطائفي بعد تفجيرات قبتي الإمامين العسكريين في سامراء بدأت اشرس عملية استهداف للشبك في الموصل، حيث بدأت عمليات تصفية على الأساس المذهبي وبدأت عمليات التهجير القسري التي طالت أبناء المكون الشبكي، فقد هجر قسراً أكثر من ثمانية آلاف عائلة من داخل مدينة الموصل إلى أطرافها في مناطق سهل نينوى، بعدها تم تفجير قسم من منازل المهجرين في داخل مدينة الموصل وكتب عليها (لا يباع ولا يشترى ملك دولة العراق الإسلامية).

وقد اضطر أغلب المهجرين إلى بيع دورهم وعقاراتهم بأبخس الأثمان بالإضافة إلى تركهم لأعمالهم ووظائفهم ومصادر رزقهم وعندما سكنوا في مناطق سهل نينوى سكنوا في منازل تفتقر إلى أبسط مقومات العيش، لم يقف الإرهاب عند هذا الحد بل إن عملياتهم وملاحقاتهم وصلت إلى المساجد والحسينيات وأماكن العبادة ومجمعات المهجرين بعجلات مفخخة تحمل أطناناً من المتفجرات وهذه المفخخات لا تبيد العوائل بأكملها فحسب، بل تزيل المباني من على وجه الأرض حيث لا يبقى سوى الخراب والدمار فقد وصلت أعداد الاستهدافات إلى أكثر من 25 عملية استهداف سواء عن طريق شاحنات او عجلات مفخخة يقودها انتحاريين او عن طريق اشخاص انتحاريين او عن طريق العبوات الناسفة، بالإضافة إلى الاغتيالات الشخصية التي تعرض لها أبناء المكون الشبكي.

وقد كانت أولى الأعمال الإجرامية هي التي طالت مجلس عزاء في جامع الشهيدين الصدرين في حي التأميم داخل مدينة الموصل في الشهر الثالث من عام 2005 حيث قام انتحاري بتفجير حزام ناسف داخل المسجد وراح ضحيته 47 شخص وأكثر من 80 جريح.

وثم توالت الاستهدافات وكان أعنفها تفجيرات قرية “خزنة تبة” التابعة لناحية برطلة حيث قام الإرهابيين بتفجير شاحنتين كبيرتين نوع (قلاب) في أن واحد فجر يوم الاثنين 10/8/2009 أدت إلى كارثة إنسانية لحقت بأهالي القرية وخلف عشرات الضحايا ومئات الجرحى ودمار كامل لأغلب دور المواطنين.

كما تم تفجير عجلة داخل قرية السادة التابعة لقضاء “تل كيف” حيث قام الإرهابيين باستهداف مسجد القرية وقد خلف الاستهداف العشرات من الضحايا والجرحى.

وبتاريخ 16/1/2012 قامت مجاميع إرهابية باستهداف مجمع الغدير للمهجرين الشبك بعجلتين مفخختين انفجرت إحداها وتم إبطال الثانية وخلفت ثمانية ضحايا وعشرات الجرحى.

وبتاريخ 10/8/2012 قام أحد الإرهابيين الإنتحاريين بتفجير العجلة التي كان يقودها على مسجد الموفقية وأثناء تأدية صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان خلف عشرات الضحايا والجرحى.

وفي صبيحة اليوم الأول والثاني من عيد الأضحى 27-28/10/2012 تم استهداف أكثر من عشرة عوائل خلال يوم واحد وتفجير سيارتين مفخختين في قرى أورطة، خراب، تيسخراب، عبر عبوات ناسفة على مقابر قرية الموفقية وشيخ أمير إضافة إلى قيام مجاميع إرهابية باقتحام منزلين أحدهما في حي سومر والآخر في الكفاءات وقاموا بإطلاق النار على جميع من كانوا في المنزلين من النساء والأطفال الذين لم تبلغ أعمارهم السنتين وخلفت خمسة ضحايا وأربعة جرحى.

وبتاريخ 17/ديسمبر/2012 وقبيل صلاة الفجر انفجرت عجلة نوع كيا كانت مركونة بين منازل المواطنين الشبك في مجمع النور للمهجرين التابع لقرية الموفقية مما خلف 8 ضحيا وأكثر من 15 جريح جلهم من النساء والأطفال وفي نفس الوقت تم إبطال عجلة مفخخة نوع كيا قرب ثانوية خزنة تبة وانفجار عدد من العبوات كانت مزروعة بالقرب من نفس المكان.

وبتاريخ 24/12/2013 فجر الإرهابيون عبوة ناسفة على طريق زوار أربعينية الإمام الحسين (ع) في قرية علي رش ذهب ضحيتها العشرات من الضحايا والجرحى.

وبتاريخ 24/8/2013 هاجمت مجاميع إرهابية أحد سرايا فوج الشبك والذي تم تشكيله في حينه وكان من المفترض أن يتولى حماية مناطق الشبك ولكن حدثت مشاكل أثناء تولي أثيل النجيفي منصب محافظ نينوى، فتم نقلهم إلى منطقة باشمايا التابعة للكيارة والتي تعتبر بؤرة الإرهاب حيث تم مباغتتهم في ساعة متأخرة من الليل والهجوم بمختلف أنواع الأسلحة وبعد مقاومة لمدة تزيد عن الساعتين وعندما نفذ ما لديهم من ذخيرة ولم يتم نجدتهم و إسنادهم بالإمدادات على الرغم من نداءات الإستغاثة التي تلقاها مقر الفوج مما أدى الى استشهاد جميع أفراد النقطة .

وبتاريخ 14/9/2013 فجّر انتحاري نفسه داخل مجلس عزاء لمواطن شبكي في قرية أورطة خراب التابعة لناحية بعشيقة وخلف العشرات من الضحايا والعشرات من الجرحى.

وعاود الإرهاب مرة أخرى استهداف قرية الموفقية فجر اليوم الأول لعيد الأضحى المصادف 17/10/2013 بشاحنة نوع قلاب داخل البيوت الآمنة وقتلت منهم 12 شخص وعشرات الجرحى بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ.

وبتاريخ 23 /4 / 2014 قامت المجاميع الإرهابية باستهداف قرية بايبوخت الشبكية التابعة لناحية بعشيقة بشاحنة نوع قلاب يقوده انتحاري مما خلف عشرات الشهداء وعشرات الجرحى.

بتاريخ 6 /6 / 2014 وخلال تفجير مزدوج بعجلتين يقودهما انتحاريين على الأمنيين داخل قرية الموفقية وأدى هذا العمل الإرهابي إلى مقتل 5 مواطنين وجرح أكثر من 50 شخص من أبناء القرية.

إضافة إلى هذه الاستهدافات التي لحقت بالمواطنين فإن الشخصيات الشبكية سواء السياسية او الأكاديمية لم يسلموا من عمليات الاغتيال والتصفية في داخل مدينة الموصل فقد طالت يد الإرهاب الشخصيات الشبكية التالية (عضو مجلس محافظة نينوى عارف يوسف الآغا، ممثل المنظمات الدولية في مجلس المحافظة حميد زينل، عضو مجلس النواب العراقي فارس ناصر، القيادي في تجمع الشبك الديمقراطي ملا عباس كاظم، الكاتب والصحفي ورئيس جريدة بلا اتجاه أحمد شوكت، مدير دائرة هجرة الحمدانية علي شاكر خليل، مدير ثانوية المسعودي زكريا يحيى، مدير المركز الصحي في باب جديد الدكتور ماجد، عميد المرور عبدالمحسن حسن محمد، الدكتور سيد يوسف، مقدم شؤون الشرطة دريد عباس، مفوض المرور حيدر سعيد) وغيرهم المئات من الضحايا الذين تم اغتيالهم.

وقامت مرتزقة داعش ولكي يكمل إجهازه على المكون الشبكي، أثناء قيامه باحتلال مدينة الموصل وقبيل اجتياحه لمناطق سهل نينوى بعمليات خطف لأبناء المكون الشبكي سواء للذين لم يستطيعوا مغادرة مدينة الموصل او في مناطق وقرى وقعت تحت سيطرتهم مثل قرية عمركان (خطف 31 مواطن) وقرية بازوايا (7 أشخاص) قرية طبرق زيارة (2 مواطن تم خطفهم ومن ثم تم قتلهم) (3 أشخاص من داخل سجن بادوش).