المرأة الإيزيدية.. من السبي إلى العودة للحياة الحرة

مركز الأخبار/ سهام روج

تم الإعلان عن شبكة دعم المرأة الإيزيدية في شنكال لتحديد هوية النساء الأسيرات وإعادتهن، كما قامت وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا بالكثير من الجهود والمساعي من أجل العودة الآمنة للنساء الأسيرات إلى عائلاتهن، وتمت إدارة الخطط والمشاريع مع مؤسسة المرأة بشكل أكبر.

الإبادة الجماعية:

قُتل 2855 شخصاً معظمهم من النساء، في مجزرة شنكال عام 2014، وتم اختطاف 6417 شخص مرة أخرى، منهم 3548 امرأة و2869 رجلاً وإن 7432 شخصاً معظمهم من النساء ما زالوا في عداد المفقودين، كما تيتم 2166 طفلاً إيزيدياً.

استهدف مرتزقة داعش النساء الإيزيديات بشكل خاص واعتدوا عليهن وأحرقوهن أحياء في أقفاص وقيدوهن في الأسواق وتم تعذيبهن وبيعهن، فإرهاب داعش ضد النساء الإيزيديات إرهاب لم يكن له مثيل، حيث تم اختطاف 3548 امرأة، ولا تزال المشاهد الوحشية التي تعتبر عاراً على جبين الإنسانية؛ جرحاً عميقاً في قلوب الإيزيديين ويحاول المجتمع الإيزيدي تضميده ومداواته.

بعد الإبادة الجماعية:

إن الألم الأكبر والأعمق في قلب المجتمع الإيزيدي هو صور المرأة الإيزيدية، ووقوع آلاف النساء في أيدي المرتزقة كان السبب في غضب المجتمع الإيزيدي حتى يومنا هذا، ومنذ ذلك الحين كانت عيون الآباء والأمهات والإخوة والأخوات يترقبون طريق عودة الأسرى إلى ديارهم.

ولكن كان ذلك الحلم صعباً للغاية، لذلك كان لا بد من البحث والتعرف على الشابات وإخراجهن من بين مخالب داعش، ولا شك أن التنظيم الاجتماعي كان ضرورياً وبالتعاون مع قوات حماية شنكال وغرب كردستان، تم الإعلان عن شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية في شنكال في عام 2019 وهذه المنظمة تابعة لحركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ).

وحسب الإحصائيات الصادرة بمناسبة الذكرى الأليمة للمجزرة في هذا العام، وبفضل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة YPG- YPJ، تم إنقاذ 3568 شخصاً من أيدي تنظيم داعش منهم 1213 امرأة، و339 رجلاً، و1059 طفلة، و957 طفل.

وتم تحرير 150 من النساء ويعشن حالياً في شنكال ويتواجد قسم صغير منهن في مخيمات إقليم كردستان، بينما استقر عدد كبير منهن في أوروبا.

أصبحت العلاقات بين البيت الإيزيدي في غرب كردستان والمؤسسات والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان أكثر متانة منذ تأسيس شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية حيث كان دورها ومهمتها استقبال النساء الناجيات ومراقبة حالتهن بعد وصولهن إلى منازلهن وتقديم المساعدة اللازمة لهن.

تحاول شبكة مساعدة المرأة الإيزيدية مساعدة النساء الأسيرات لتحريرهن ومساعدة النساء المحررات في شنكال على مواصلة حياتهن والتغلب على صدماتهن. وبعكس الحزب الديمقراطي الكردستاني، فإن القوات الأجنبية تجد أن اختطاف النساء المحررات على الفور إلى دول أجنبية باسم تحريرهن، خطأً كبير وتعتقد أن كل امرأة أسيرة، مهما كانت قصتها مؤلمة وصعبة فإنها قادرة على تخطيها في مجتمعها وعلى أرضها وبين معتقداتها وقيمها والتغلب عليها.

وعلى الرغم من أن سبب مأساة المرأة الإيزيدية هو هروب وخيانة بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلا أنهم اليوم يعلنون أنفسهم منقذين لكل امرأة يتم تحريرها عن طريق نشر أخبار كاذبة.

وبفضل المؤسسة النسائية وقوات سوريا الديمقراطية QSD ووحدات المرأة- شنكال YJŞ، كشفت إحصائيات النساء اللواتي تم تحريرهن.

ومما لا شك فيه أن مؤسسة نساء شنكال تقوم بتسجيل وتوثيق كل أسيرة يتم تحريرها وبالتفصيل، وعلى الرغم من أنه لا يمكن منع أكاذيب الحزب الديمقراطي الكردستاني إلا أن الحقيقة ستظهر حتماُ في ضمير الإنسانية وأرشيف شنكال يوماً ما، وأولئك الذين يصمتون عن أكاذيب الحزب الديمقراطي الكردستاني سوف يخجلون من دعمهم للخونة ذات يوم.