سعد القدو: العراق سيشهد تصعيدا أمنيا وسياسيا في الأشهر القادمة

نينوى

أكد القيادي الشبكي، سعد القدو، أن العراق سيشهد تصعيدا أمنيا وسياسيا في الأشهر القادم، مشيراً إلى رفض مكونات المنطقة وبشكل خاص الإيزيديين والشبك بعودة حزب الديمقراطي الكردستاني إلى المنطقة بعد أن كان سبب قتل وخطف الألاف من النساء الأطفال.

تحدث القيادي الشبكي، سعد القدو، في مقابلة خاصة مع وكالة (روج نيوز)، عن آخر الأوضاع والتطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها العراق من اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات ومحاولات أمريكية صهيونية بتغير خارطة الطريق.

وفي الجزء الأول تحدث سعد القدو في هذه المقابلة عن تغيرات جذرية ستجري في المنطقة مع قرب قدوم انتخابات مجالس المحافظات ومحاولة عودة الحزب الديمقراطي عسكرياً إلى كافة المناطق التي تركها خلفه بعد قدوم داعش، بالإضافة إلى محاولات أمريكيا بالعودة بشكل علني ولكن بخارطة جديدة.

العراق مستهدفة ببرنامج إستعماري

إن العراق بلد مهم وله مكانة استراتيجية إقليمية هامة، وله تأثير على عدة دول من الناحية السياسية والتاريخية والثروات الطبيعية، لذلك نرى أن العراق منطقة مستهدفة على مر التاريخ وهنالك صراعات واستهدافات خارجية من قبل دول استعمارية والتي تحاول الهيمنة على هذه المنطقة في الأرض.

دخول القوات الامريكية لوضع مشروع تقسيم العراق

لدى العراق دور مركزي في الشرق الأوسط بالرغم من كافة التأثيرات التي مرت على العراق عبرا الفترات السابقة ولكن يبقى العراق قوياً باقياً في محور الريادة والقيادة بموضوع المظلومين حتى في اختلافاتها بالانظمة، ولكن يتم استهداف العراق من قبل سياسات خارجية وكما نرى بعد عام 2003 اثناء دخول القوات الامريكية إلى العراق جرى استهدافات ووضعت مشاريع لتقسم العراق إلى عدة دوليات لسبب إضعاف الشعب والعراق تحت مسميات ومشاريع عدة.

دخول داعش إلى العراق خلفها أجندات صهيونية ودول أجنبية

لقد دخلت عصابات داعش إلى المنطقة والتي كانت خلفها أجندات صهيونية ودول أجنبية من أجل تمزيق وحدة الصف العراقي واستهداف المناطق الكثيرة فيها ومن ثم تقسيمها.

بعد ما تم تحرير العراق بفتوى السيد علي السيستاني كانت هنالك نقلة والوقوف أمام هذه القوة التأمرية الكبرى وتغيرات جديدة عبرا موازين في المنطقة، ولكن أصبح العراق أقوة من قبل باعتبار أن العراق كان مستهدف من قبل الإرهابيين خلال طيلة سنوات من 2003 حتى سنة 2014 وبشكل خاص في المناطق الرخوة التي كان يسكنها المكونات الصغيرة والتي ليست لها أي قوة عسكرية، حيث كانت تستهدف هذه المناطق ذو الأقليات بشكل يومي لمحاولة إقصاء المكونات وإخراجهم من مناطقهم وتنفيذ أجنداتهم.

الإيزيديين والشبك والتركمان يدفعون ثمن مخططات الديمقراطي الكردستاني

إن حزب الديمقراطي الكردستاني كان له دور كبير بالهيمنة على المكونات الصغيرة بالأخص بعد وجود القوات الامريكية إلى المنطقة حيث تم وضع مادة دخيلة إلى الدستور العراقي تسمى مادة 140 للسيطرة على منابع النفط والسيطرة على المناطق التي لها قيمة كبيرة وضمها إلى مناطق إقليم كردستان، لكن كانت هنالك تحديات واصوات كبيرة ترفض تقسيم العراق ومخططات الديمقراطي الكردستاني والذي دفع ثمنه أبناء المكونات الصغيرة (الإيزيدي، الشبكي، التركماني، وقسم من العرب).

طرد داعش من المنطقة أوقعا خسائر كبيرة بأمريكيا

بعد أن نجح العراق بصد العدوان وطرد عصابات داعش من المنطقة، نرى الآن محاولة آخرى لتمرير أجندات جديدة في المنطقة وواضح للعيان اليوم بعد دخول القوات الأمريكية وتوافدها إلى العراق بعد أن رأت مقاومة عراقية أمام احتلال أمريكية جديد حيث تعرض أمريكيا في العراق إلى خسائر كبيرة وخروج من المنطقة، ولكن اليوم يعودون بصورة آخرى.

نلاحظ أن في هذا التوقيت المهم بشكل خاص قدوم انتخابات مجالس المحافظات وبعد أن صنعت الدول الاستعمارية ثورة الربيع العربي والتي بدأت في تغير الكثير من الأنظمة في الشرق الأوسط كان الاستهداف لسوريا هذه المرة، حيث نرى بعد عودة سوريا بعلاقاتها الطبيعة مع بعض الدول العربية واحتضان الجامعة العربية سوريا من جديد يحدث تأثيرات كبيرة على مصالح أمريكيا في المنطقة.

إن الحرب الروسية الأوكرانية لها تأثير كبير على العراق

لقد رأينا التأثيرات والتداعيات الكبيرة التي حلت على العراق وسوريا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية بالإضافة إلى دول آخرى تتواجد في المنطقة فهي تأتي ضمن تاريخ واحد بعد دخول الامريكيان، نرى الأن الوضع في كركوك ومحاولة إعادة قوات البيشمركة إلى هذه المناطق من قبل حزب الديمقراطي الكردستاني، فكانت عمليات فتح المقرات من جديد لها تأثير على عودة القوات العسكرية (البيشمركة) ضمن أنظمة الاستحقاقات.

مكونات سهل نينوى ترفض عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني

نحن الآن نرى المكونات من الإيزيدي والشبكي والتركماني رفضهم القاطع على عودة قوات البيشمركة من جديد بعد مرورهم عبرا سنوات إلى ظلم وتهجير وتعاون سيئ، ولكي لا ننسى كيف انسحبت قوات البيشمركة من قضاء شنكال والمنطقة وقامت بتجريد أبناء سهل نينوى والإيزيدين في ذاك الوقت تحول هؤلاء الناس إلى أهداف لمرتزقة داعش من (سبايا، قتل، قطع الرؤوس، خطف، إبادة) والتي تعتبر كارثة إنسانية حدثت.

سنشهد تصعيد أمني وسياسي في الأشهر القادمة

إنني أتوقع أننا سنذهب في الأشهر القادمة إلى تصعيد أمني وسياسي من قبل جهات وحلفاء أمريكا والحزب الديمقراطي الكردستاني وذلك فقط من أجل زعزعة الاستقرار الأمني في المناطق بعد أن عاشت بعد فترة تحرير المنطقة من عصابات داعش إلى استقرار أمني واجتماعي وعمراني في المنطقة، ولكن هذه الاستقرار لا يخدم أمريكا لأنه سيضر أمريكا وحلفائه ايضاً، وسنشهد تعقد في الوضع السياسي.