نينوى
شرع الفلاحون والمزارعون في قرية الفاضلية التابعة لناحية بعشيقة شمال الموصل، والتي تعد من أشهر المناطق إنتاجا للزيتون، بجني محصولهم الذي يعد مصدر رزقهم والمورد الأول لهم، حيث ينطلق موسم جني الزيتون في الغالب مع بداية الخريف إلى نهاية شهر كانون الثاني، أي مع هطول أولى قطرات أمطار الخريف.
تتسابق الأيادي في قرية الفاضلية إحدى قرى سهل نينوى، لجني محصول الزيتون، لتشكل ما يشبه التلال الخضراء الصغيرة ريثما يتم تحويلها إلى زيت، هذا ولا يزال المزارعون يعتمدون على وسائل بدائية لجني الزيتون، بالإضافة لعدم توفر معصرة لتحويل الزيتون إلى الزيت، واليوم ينتظر الفلاحون افتتاح معصرة من قبل شعبة زراعة بعشيقة ليخفف عنهم معاناتهم.
وفي هذا الصدر تحدث مدير زراعة ناحية بعشيقة، شاكر يحيى لروج نيوز عن بداية موسم جني الزيتون، وقال: “بدأت عملية جني الزيتون في ناحية بعشيقة خاصة في قرية الفاضلية، والذي يبدأ عادة في النصف الثاني من الشهر الثامن وينتهي في الشهر الأول تقريباً، بعد أن يتم جني الزيتون الأسود بعد وصولها لمرحلة النضوج النهائية والذي ينتهي في الشهر الثالث تقريباً.”
وتطرق يحيى حول كيفية جني الزيتون والسبل التي أمنتها المديرية لتسهيل عملية الجني وتخفيف الأعباء عن الفلاحين والعمال، وقال: “قمنا بتوزيع الجانيات (حصادة زيتون) على جميع الفلاحين أصحاب بساتين الزيتون في بعشيقة وعددها مايقارب 300 وحتى 350 جانية تستخدم عن طريق الظهر، ويتم التحكم بالطول وتشغيله عن طريق اليد والغاية من تشغيل الجانيات لتقليل الكلفة والحد من الجهد حيث كان الفلاح والعامل يتكبد ما يقارب 20 إلى 25 ألف دينار فيما قبل، وهذه الجانيات عملت على تقليل الكلفة والوقت والجهد.”
وأوضح يحيى أن عدد أشجار الزيتون المُسجلَة ضمن المديرية “يبلغ حوالي 170000 شجرة مسجلة ضمن قاعدة البيانات في المديرية والعدد ريما يصل إلى مليون شجرة في ناحية بعشيقة بشكل عام ولكن عدم وجود خدمات كالمبيدات والأسمدة لأصحاب البساتين أدى إلى عزوف الكثير من الفلاحين عن العمل، ونسعى جاهدين عن طريق مديرية الزراعة إلى تقديم ما هو أفضل من الناحية الإرشادية وزيادة المساحات الزراعية في ناحية بعشيقة”.
من جهته تحدث طارق جهاد، وهو أحد فلاحي ناحية بعشيقة، عن موسم الزيتون قائلاً: “زراعة الزيتون يتم على مدار السنة، إلا أن له تواقيت خاصة ومميزات خاصة، ويحتاج إلى أيدي عاملة. يوجد أشخاص يعتمد رزقهم على الزراعة وليس لهم مصدر رزق سواه.”
وأشار جهاد إلى العوائق التي تواجههم كفلاحين، وقال: “العوائق التي نواجهها، هي قلة وجود الكهرباء، صحيح أنهم أحضروا لنا الكهرباء وفق ساعات ذكية، وهذه نقطة مهمة لكن الأسعار خيالية، علماً لدي لوحات طاقة شمسية قد أحضرتها نتيجة غلاء أسعار الكهرباء التي تبلغ شهرياً من 450 إلى 500 ألف دينار ويزداد حتى 600 ألف حين نسقي الأرض.”
بدوره تحدث الفلاح ذنون يعقوب حول توقيت جني الزيتون، وقال: “نحن في قرية الفاضلية التابعة لناحية بعشيقة في محافظة نينوى، بدأ الآن موسم جني الزيتون الأخضر وهناك أشخاص حصدوا محصولهم قبل شهر من الآن تقريباً في 20 آب/أغسطس وهناك من بدأ بجني المحصول في الشهر التاسع ونحن أيضاً بدأنا في الشهر التاسع أيضاً خاصة تلك الأشجار التي تعرضت بشكل جيد للسقاية ونقوم بجني الزيتون الأخضر للمونة والأكل السريع لأنه لا يحتوي على كميات كبيرة من الزيت.”
وأضاف يعقوب: “تشتهر الفاضلية بزيتونها منذ القدم وعلى عهد آبائنا وأجدادنا، ويوجد أشجار هنا يصل عمرها حتى 200 سنة والبساتين الموجودة هنا في هذه الأرض هي حديثة العهد تقريباً تبلغ أعمارها حوالي 30 سنة ونحن قد بدأنا الآن بجني الزيتون ويوجد أشخاص في القرية وخارجها بدأوا أيضاً بجني الزيتون مع عائلاتهم صغاراً وكباراً.”
وتحدث أحمد حسن، وهو أحد عمال قرية الفاضلية، عن شهرة الفاضلية والقرى المحيطة بها بالزيتون، وقال: “تشتهر قرية الفاضلية والقرى المحيطة بها بزراعة الزيتون وهناك بعض الأشخاص يمتلكون أراضي الزيتون وبعضهم يعمل كعامل في قطف الزيتون وأنا عامل وأعمل هنا في قطف الزيتون والموسم وفير هذا العام”.