غروب شمس قائد شاب سني!!

بنار هيدايت

ادى اقتراب قائد شاب من الاقليم السني ومن تطبيع العلاقات مع اسرائيل والاقتراب من الصدريين والبارزانيين غروب شمسه وبالتالي طرده الى خارج اللعبة السياسية العراقية.

ليلة الانقلاب

هزت زلزال سياسي قوي الاسبوع المنصرم الساحة السياسية العراقية، كانت العيون السياسية والاعين الدولية على بغداد، ليلة جعلت من بغداد على اهبة الاستعداد لحدوث اية احتمالات حيث احتسبتها اكثرية السنة بانقلاب وسمتها الشيعة بالثأر، ادعتها رئيس الوزراء برئيس البرلمان ولكن المحكمة ادلت بقرارها الحاسم، في موكب من سياراته وصل الحلبوسي الى منزل محمد شياع السوداني وقال لرئيس الوزراء صراحة ان هذا بمثابة انقلاب ولا يمكن ان اسكت حياله، وفي اخر المطاف وتحت تأثير الضغوطات الدولية وافق على ترك منصبه الا انه لم يترك حركاته السياسية، الان هناك مطالبات بتسليمه الى المحاكمة والثأر منه من جراء اقلمة المنطقة السنية وتحت ذريعة الفساد.

الدليمي من صديق الى عدو

بعد خروجه من السجن وبقائه فيها مدة خمس سنوات بتهمة انتمائه الى مرتزقة داعش، الدليمي الصديق المقرب للحلبوسي، وكان عضوا نيابيا في قائمة رئيس البرلمان وبعد تفاقم الاوضاع معه استخرج الحلبوسي رسالة مزورة قديمة لفترة عضويته في الدورة الماضية للدليمي والقته على طاولة التصويت عليه وذلك بغرض سحب عضويته من البرلمان، منعت البرلمان من الدليمي باستمرار عمله، ولكن صديق الحلبوسي الدليمي اتى بموضوع المحاكمة الى داخل اللعبة وحركت العشرات من الادلة ضد رئيس البرلمان وفي النتيجة هدمت الدليمي هرم السلطة للحلبوسي والقت به الى اسفل السافلين ولم يقف الدليمي عند هذا الحد بل استمر بكشف المستور من الدلائل ومحاولات تطبيع علاقات العراق مع اسرائيل وهذا الاتهام لايقبله لا العراقيون ولا المكونات داخل البرلمان بهذا اغربت شمس القائد الشاب في الساحة السياسية العراقية ومن المحتمل بعد الان عدم بقاء شيء باسم الحلبوسي في الاوساط السياسية العراقية.

التقارب من البارزاني والصدر واسرائيل

بحسب تقارير اعلامية عراقية قام محمد الحلبوسي باللعب بعدة بطاقات سياسية، منها تشكيل اقليم سني وقد غيرت رأي البارزاني منه وجعله صديقا له لان بتشكيل اقليم سني من قبل محمد الحلبوسي ينتهي وصمة العار التي تطال البارزاني والمتمثلة في موضوع الاستفتاء الفاشلة الذي قامت به، بعيدا عن هذا الموضوع كان من المتوقع ان يلجأ الصدر الى اعلان اقليم شيعي في الجنوب العراقي وبذلك كانت العراق ينقسم على ثلاث اقاليم (كردي – سني – شيعي)، وهذا الحال يجعل من بلد موحد الى بلد منقسم الى ثلاثة اقاليم ومن جهة اخرى تطبيع العلاقات مع اسرائيل وكانت احد البطاقات المستخدمة ضد الحلبوسي وبهذا لم يبقى امام المحكمة الفدرالية اي مجال لعدم اصدار اقصى عقوبة للحلبوسي رئيس البرلمان العراقي السابق تبديل الاوراق الرسمية الى مزورة والحسابات المصرفية اقبحت الحلبوسي داخل الشارع العراقي وبطريقة هناك مطالبات الان بمعاقبته.

من الانبار الى البرلمان

محمد ريكان حديد الحلبوسي مواليد 1981 انبار، من عشيرة الكربولي تبدأ حياته السياسية بعد مرور شهرين على سقوط حزب البعث المجرم من بلدية الرمادي الى محافظة الانبار وكان المرشح الوحيد للسنة لتسلم منصب رئاسة البرلمان العراقي وهذا جعلت من نجمه السطوع والتوجه به الى الافق وبطريقة تربع على كرسي اكبر مؤسسة تشريعية في الدولة العراقية الا وهو البرلمان في دورتين متتاليتين وبسبب استهتاره وتكبره انزلت من القمة الى الهاوية.

الاستنتاجات ما بعد الحلبوسي

يوجد الان عدة اراء حيال الحلبوسي، قسم من الاراء يطالبون ابعاد الحلبوسي تماما من الشارع السياسي وبعض السنة يعتبرون الحدث انقلابا مذهبيا، الحلبوسي من جهته يطلب من مؤيدي حزبه التقدم وبحماس وحرارة المشاركة الفعالة والجدية في الانتخابات المصيرية، والسؤال المطروح الان هو هل في مقدور انتخابات مجالس المحافظات النهوض بالحلبوسي من جديد؟ ام سوف تغرب شمس رجل شاب راقي الملبس والمظهر من الساحة السياسية المكتظة بالمشاكل والمشاحنات؟