النجاح والانتكاس بين نظام التربية ما بين شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان

مركز الأخبار

أقدمت وكالة “روج نيوز” بالاستناد الى جمعها لعدد من الاحصائيات الدقيقة والرسمية بإلقاء الضوء على الفوارق في نظام التربية والتعليم، ضمن 31 سنة من الحكم في اقليم كردستان و11 سنة من ثورة غرب كردستان، هناك 31 سنة من الانتكاسات والفساد، و11 سنة من الازدهار والتطور في مجال التربية والتعليم.

مع تشكيل حكومة اقليم كردستان سنة 1991 دشن معها وزارة التربية والتعليم وبدأ التعليم باللغة الكردية وجنبا الى جنب التعليم الحكومي فتحت ولأول مرة وفي سنة 1994 التعليم الغير حكومي في اقليم كردستان تحت اسم (كلية إشق)، وفي السليمانية تم فتح اول مدرسة للتعليم الغير حكومي سنة 1997 باسم كلية صلاح الدين، وكلتاهما مربوطتان بالدولة التركية المحتلة وكلاهما مستمرة في التعليم والتدريس حتى يومنا هذا وفيها من مرحلة حضانة الاطفال الى الدراسة الجامعية.

وبحسب احصائية وزارة التربية فإن عدد الطلاب في كلتا الدراستين الحكومية والغير حكومية لسنة 2023 – 2024 تبلغ مليون و921 الف و931 طالب.

كما جاء في احصائية وزارة التربية وجود 262 الف مدرس وموظف في المدارس الحكومية والمجموع الكلي للمدرسين والموظفين العاملين في القطاع التربوي الغير حكومي يبلغ 13 الف و 223 شخص.

المدارس الغير حكومية، مركز الذوبان والتجارة والطبقية

وراء الكثير من الأوساط التعليمية الغير حكومية والمسولون والجهات الحزبية وذات نفوس، لذلك السبب تم اجراء كافة التسهيلات لهم، وصرفت النظر عنهم في حال انتهاكهم قوانين وتعليمات وزارة التربية والتعليم.

فبعضهم من أطلق على نظامه التدريسي بالدولي، دون ان ينتهج اية صفات دولية لا في المحتوى الداخلي ولا في المظهر الخارجي كما ان قسم من تلك الاوساط غير مهتمين ومعنيين بالدراسة الكردية والتي جاء في التعليمات المرقمة 3 لسنة 2020 والخاصة بالمدارس والمعاهد الغير حكومية والزموا بها.

وعوضا من وجود العديد من المدرسين الاجانب الذين يقومون بالتدريس بشتى اللغات الاجنبية قاموا ايضا بإنتهاج الفكر وثقافة بلدانهم في تدريسهم ويسكبونه مثل السم في اذهان وعقول الأطفال الكرد، وبذلك تبدأ عملية الإنحلال والإبادة الثقافية والفكرية للشعب الكردي، حالها حال ذلك الاب الذي يتحدث الى طفله فيجاوبه بكلمة (What) بالانكليزية بمعنى (ماذا) أو الام التي تبعث طفلها الى المدارس الغير حكومية واصبحت لا تفهم اي شيء من اللغة التي تتحدث بها.

تربية مريضة وفاشلة

وفي هذه اللحظة التي نتحدث فيها عن نظام التربية والتعليم في اقليم كردستان، اصبحت قرابة 70 يوما والدراسة في كل من محافظات السليمانية وحلبجة ومناطق كرميان ورابرين وبلدة كويا التابعة لمحافظة هولير متوقفة تماماً، المعلمون والمدرسون وبسبب عدم صرف رواتبهم لثلاث اشهر ماضية وعدم تعيينهم كملاكات رسمية وعدم دفع مستحقاتهم المالية من قبل حكومة اقليم كردستان اعتصموا وتظاهروا تنديداً واستنكاراً للسلطات، وهناك الالاف من الطلبة دون دراسة حتى الان وحكومة اقليم كردستان لم تبالي ولم تهتم اصلا بالموضوع.

لنعرف الى اين اوصلت السلطات في اقليم كردستان الوضع الدراسي في العشر العقود من حكمهم؟

بسبب انتهاج السياسة الخاطئة من قبل حكومة الاقليم والانتكاسات المتعاقبة في نظام الحكم لإقليم كردستان، تم ترك نحو 100 الف طالب الدراسة من فصول 1 – 9 من مرحلة الاساس ومعها تضائلت محاولات القضاء على الامية لذلك السبب نسبة الامية بلغت حتى الان 15%.

هناك اكثر من 6 الاف و 700 مدرسة وحتى الان لدى قطاع التربية النقص في البنايات الدراسية كما تحتاج اكثر من 5 الاف بناية دراسية اخرى لأعمال الصيانة، ويقطن 189 مدرسة بنايات مؤجرة، والف و524 مدرسة اخرى موجودة في بنايات حكومية غير مختصة للدراسة يقطنونها بصفة الضيوف، اكثر من 2 الف بناية مدرسية نظام الدوام فيها ثنائي و200 بناية دوامها ثلاثي.

النتيجة وبعد مرور 31 سنة من استمرار التربية والتعليم في اقليم كردستان وبدلا من الازدهار وتطور مراحل التدريس والتعليم ولكن رأينا العكس، فبحسب الاحصائيات الرسمية ادت كل تلك الحالات الى انتكاسات وفشل ذريع وكلها بسبب السياسات الممنهجة الخاطئة في كبينات عائلة البرزاني وفي كل الاحتمالات وبسبب عدم اهتمام حكومة الاقليم في هذا الصدد سوف تفشل مشروع دراسة هذا العام كليا.

غرب كردستان مكان الازدهار وتطور الدراسة والتعليم

بعكس حكومة الاقليم النظام التربوي والتعليمي في غرب كردستان في 11 سنة تطورت وازدهر بالنجاحات وهذا في اجواء من الحروب والحصار، اليوم تسير مرحلة التربية والتعليم في غرب كردستان بلون ديمقراطي بحت، لكل طالب الحق في التمسك بفكره ولغته الاصليتين محفوظة وجنبا الى جنب تعلمه الدراسات الاخرى.

التطورات والنجاحات السريعة في غرب كردستان

لقد تم فتح 4 الاف و130 مدرسة خلال 11 سنة من حكم الادارة الذاتية في ظروف الهجمات ومحاولات الاحتلال المستمرة من قبل العدو في شمال وشرق سوريا، حيث يدرس حوالي 860 الف طالب، كما يبلغ عدد المدرسين حوالي 43 الف مدرس ومدرسة، وذلك من الصف 1 الى صف 12 الاعدادي بعد ذلك يستمرون في دراساتهم العليا في الجامعات.

الجامعة الرئيسية لغرب كردستان تقع في قامشلو، الا ان لها فروع في رميلان والحسكة ايضا مع جامعات كوباني والجزيرة، كلياتها عبارة عن: الهندسة الزراعية، الفنون الجميلة، الادبيات الكردية، المرأة، هندسة النفط، هندسة البتروكيمياويات، التربية.

كما يتضمن سبعة اقسام وهم: التاريخ، الجغرافية، معلم صف والمنهاج، الرياضيات، الفيزياء والكيمياء، علم الطبيعة، الادارة والمالية، وبعد اكمال الدراسة الجامعية يعينون الخريجين في الادارة الذاتية.

يوم 10 من شهر ايلول هذا العام بدء اول يوم دراسة لسنة 2023 – 2024 فتحت ابوب المدارس امام الطلاب في مدارس شمال وشرق سوريا وقد التحقت نحو 863 الف و388 طالب بالدراسة في 4 الاف 130 مدرسة في القرى والبلدات والمدن المختلفة.

هذا عوضا عن الهجمات المستمرة من قبل الدولة التركية المحتلة والتي تطال في بعض الاحيان المدارس، في غرب كردستان ويوميا تسمه اصوات الالاف من الطلبة في ساحات المدارس حيث ينشدون نشيد (اي رقيب).