فاجعة جديدة بالبصرة.. متى تتوقف طرق العراق عن حصد الأرواح؟

مركز الأخبار

باتت الحوادث المرورية، تشكل تهديدا لحياة العراقيين، ربما أخطر من التهديدات الأمنية والإرهابية، وهذا الأمر تشترك فيه عوامل كثيرة، لعل أبرزها رداءة الطرق وعدم تطبيق القوانين المرورية لاسيما تحديد السرعة.

أرقام صادمة وكبيرة لعدد ضحايا حوادث السير، ولعل أحدثها هو ما تعرض له كادر مدرسة الإبراهيمي في سفوان بمحافظة البصرة، حيث توفي 10 مدرسين مع ثلاثة أطفال، لتضاف هذه الفاجعة التي جرت صباح اليوم، إلى سابقاتها، ورغم المواقف الرسمية الداعمة لذوي الضحايا، لكن لا يوجد تحرك حقيقي لوقف هذه المأساة.

وزير التربية ابراهيم نامس الجبوري، قدم تعازيه بالحادث، ووصف ما حصل بـ”اللحظة الحزينة التي لا تكفيها الكلمات”، كما أعلن محافظ البصرة أسعد العيداني، من جانبه الحداد ثلاثة أيام على إثر الحادث، بدءا من اليوم الثلاثاء.

ومن أبرز الذين فقدوا حياتهم بسبب الحوادث المرورية، هو الشاعر الشعبي المعروف سمير صبيح، وذلك على طريق الكوت – بغداد، الذي يعد من أخطر الطرق، وصاحب أعلى معدل حوادث.

يذكر أن الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط العراقية، أعلن تسجيل 11 ألفاً و523 حادثاً مرورياً خلال 2022، بارتفاع بلغ 8 بالمئة مقارنة بعام 2021، مشيرا إلى أنها أودت بحياة 3021 شخصاً، ويشير الإحصاء إلى أن ما معدله 8 ضحايا في العراق يوميا بسبب الحوادث المرورية ونحو 250 يقتلون شهريا خلال العام الواحد، وهو رقم يفوق بكثير أرقام ضحايا العنف والإرهاب في العراق وبعدة أضعاف.

ومنذ عام 2014 وحتى نهاية عام 2019، توقفت غالبية مشاريع الطرق والجسور في العراق لأسباب تتعلق بالحرب ضد تنظيم داعش حينها، والأزمة الاقتصادية التي مرت بها البلاد خلال عام 2020، إلا أنها عادت مطلع عام 2021 بشكل جدّي لتطلق سلسلة مشاريع، منها من تخصيصات الموازنة العراقية وأخرى بتمويل من قروض البنك الدولي لإعمار المناطق المحررة.

وتضم أغلب المحافظات العراقية طرقا غير صالحة للسير، وسميت بـ”طرق الموت” بسبب الحوادث الكثيرة فيها والتي غالبا ما تؤدي الى وفاة الكثير من الاشخاص، وذلك نتيجة للتخسفات وعدم وجود تخطيط او حواجز فيها، وخاصة الطرق الدولية الرابطة بين المحافظة أو الأقضية.

يشار إلى مديرية المرور العامة، رمت مسؤولية وقوع الحوادث المرورية، على ما أسمته مثلث الحوادث المرورية: السائق الذي بإمكانه أن يقضي على معظم المشكلة بالتزامه بقواعد سير المرور، إلى جانب كل من المركبة والطرق، وفسرت بأنه عدم التزام السائق بالنظام المروري وقواعد السير، السرعة المُفرطة والاجتياز الخاطئ من جهة اليمين، بالإضافة لاستخدام الهاتف النقال، عدم وضع حزام الأمان، عدم الامتثال للإشارات المرورية، كلها أسباب رئيسية للحوادث، إلى جانب صناعة السيارات، فهي ليست بالمستوى المطلوب من حيث المتانة، وأغلبها تتميّز بالخفة والسرعة.