الفياض وفيدان.. زيارة “خاطئة” أم توجيه “إنذار”؟ 

بغداد 

بشكل مفاجئ، أعلن وزير خارجية الدولة التركية هاكان فيدان، عن زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إلى أنقرة، ولقائه به، دون أي توضيح حول سبب الزيارة وما سينتج عنها، ما ترك الباب مفتوحا حول التكهنات.

مراقبون للشأن الأمني والسياسي، انقسموا في وجهات النظر حول هذه الزيارة، ففيما اعتبرت أولا أنها “خاطئة”، خاصة وأن العلاقة بين العراق وتركيا تشوبها علامات استفهام، عدت من جانب آخر بأن هدفها إيصال “إنذار” لتركيا بسبب عملياتها العسكرية داخل العراق، لاسيما وأن الزيارة جاءت بعد “تهديد” تركي صريح لبغداد.

ويقول الخبير الأمني عدنان الكناني، في تصريح لـ “روج نيوز”، إن “توقيت زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض على تركيا غير صحيح في ظل القصف التركي المستمر على العراق”.

ويضيف الكناني، أن “العلاقة مع تركيا تشوبها علامات استفهام كثيرة، وهذه الزيارة غير صحيح لاسباب عديدة، أهمها أن تركيا تدعم الكيان الصهيوني بمواد غذائية ومساعدات متنوعة، أي تقوم بدعم لوجستي كامل للكيان وهذا الأمر يتنافى مع مبادئنا في الوقوف مع القضية الفلسطينية”.

ويتابع أن “زيارة الفياض مبهمة وفي حال كانت للتفاوض مع تركيا، فيجب ان يكون معه وفد رسمي حكومي”، لافتا الى أنه “يجب على الحكومة العراقية أن تقوم بتقديم شكاوى رسمية الى مجلس الامن الدولي ضد تركيا لانتهاكها السيادة العراقية”.

ويكمل حديثه “تركيا منذ 6 سنوات تتجاوز على حدود العراق وعلى مياهه وارضه وسمائه، بالاضافة الى أنها عملت على ان تكون دار استراحه الى تنظيم داعش الارهابي واستقبالها من مختلف دول العالم ومن ثم إرسالهم الى سوريا والعراق”.

وكان وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، أعلن يوم أمس الأحد، عبر منشور له بموقع إكس، عن لقائه رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في العاصمة أنقرة، دون أي تفاصيل أخرى.

وكان وزير الخارجية فؤاد حسين، وصل إلى أنقرة مؤخرا، على رأس وفد ضم مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ووزير الدفاع ثابت العباسي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، وبحث هناك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد وأنقرة، وآفاق التعاون بين البلدين خاصة تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي من أجل مواجهة التحديات المشتركة بالشكل الذي يؤمن المصالح المشتركة للبلدين الجارين.

وقد كشف مصدر مطلع لـ “روج نيوز”، في حينها، أن وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، توجه إلى أنقرة بعد وصول وفد وزير الخارجية بطائرة خاصة، مضيفا أن أحمد، وبعد وصوله أنقرة حضر اجتماعات الوفد الحكومي الاتحادي مع الخارجية التركية.

وتأتي هذه الزيارات في ظل تواصل تركيا بقصف الأراضي العراقية، واستهداف القرى والمدنيين، بمعاونة الحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن لم يطرح هذا الأمر حتى الآن على طاولة المفاوضات بين بغداد وأنقرة ولم يوضع له حد.

من جانب، لمح المحلل السياسي غازي فيصل، في تصريح لـ “روج نيوز”، إلى أن “إمكانية تقديم الحكومة العراقية انذاراً الى تركيا بسبب الخروقات المستمرة على الاراضي العراقية”.

ويؤكد أن “المعطيات الأولية تشير الى أن زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض الى تركيا ستكون لتقديم انذار للحد من الخروقات على الاراضي العراقية”، مبينا أن “زيارة الفياض الى تركيا من الممكن ان تضع النقاط على الحروف والوصول الى اتفاق مع الحكومة التركية لانهاء الخروقات على الاراضي العراقية”.

ويوضح أنه “في حال لم يتم الوصول الى اتفاق مشترك سيتم تصعيد حجم الخلافات بين البلدين وسيسوء الامر عن سابقه”، مؤكدا أن “وزير خارجية تركيا، صرح قبل أيام بأنه على العراق أن يلتزم بإخراج حزب العمال الكردستاني، تمهيدا لإكمال الطريق الاستراتيجي للتنمية الذي يربط العراق بتركيا واوروبا، وهذا التصريح يعتبر تهديد مباشر الى العراق”.

يشار إلى أن رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، سبق وأن منح رئيس الدولة التركية رجب طيب أردوغان، الضوء الأخضر للدخول إلى الأراضي العراقية والتوغل والقصف، وما زال هذا القرار سار حتى الآن ولم تلغيه الحكومة الجديدة، حيث استمرت أنقرة بعملياتها البرية والجوية داخل العراق.

وكشفت “روج نيوز” في تقرير لها نشر مؤخرا، أن تركيا تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة الكردية الممتدة من العراق إلى سوريا، مهما كان الثمن وتحت أي ذريعة.

يذكر أن البرلمان، كشف مؤخرا عزمه على إصدار قرار ملزم للحكومة، باستخدام الورقة الاقتصادية ضد تركيا، بهدف وقف عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية وإطلاق حصة العراق المائية