دون محاسبة.. 14 عاماً على اغتيال شهيد القلم سردشت عثمان

مركز الأخبار

مضى 14 عاماً على اغتيال الصحفي سردشت عثمان، وتقول عائلته إنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم بأي شكل من الأشكال، في حين لا تزال مطالب العائلة بمحاكمة القتلة ومن خططوا لقتل سردشت أمام محكمة مستقلة أن تنفذ.

الصحفي سردشت عثمان الذي كان طالبا في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة صلاح الدين وعمل كصحفي، ولد في 25 كانون الأول 1987 في هولير، وقُتل عن عمر يناهز 23 عاما بسبب كتاباته.

بدأ سردشت عثمان الكتابة والعمل كصحفي في عام 2004، وشارك بأخبار ومقالات وتحقيقات حول الوضع في العراق وكردستان في عدة مجلات وصحف.

في ذلك الوقت، كتب سردشت عثمان مقالات على مواقع إلكترونية مثل كردستان برس، كردستان نت، ليفين برس، هيولاتي، أوين، أشتي برس.

هددوا بقتله

كان سردشت يبلغ من العمر 23 عاما، وكان لا يزال في ربيع عمره. بعد المقال الأخير له، هددوا بقتله، وقالوا “لم يتبق لك متسع من الوقت، لن يُسمح لك بالتنفس في هولير بعد الآن”. لكن هؤلاء الناس لا يعرفون أن سردشت دون أن يهاب من الموت، كان بانتظار الاجتماع الأخير له مع القتلة في هولير.

نشر سردشت عثمان مقالاً بعنوان ‘أنا عاشق لابنة بارزاني!’ في 13 سبتمبر 2009. ليتعرض للتهديدات بالموت، هدده الناس وطلبوا من سردشت نشر صورته، وفي 2 كانون الثاني (يناير) 2010 نشر عثمان مقالاً بعنوان “الزعيم ليس القائد وليس ابنته”، ومع تزايد التهديدات، كتب سرديشت عثمان مقالاً في 21 يناير 2010 بعنوان “أول تهديد بقتلي!” قال الصحفي عثمان قبل مقتله: “مهما حدث في هذه المدينة (هولير)، لن أذهب من هنا، سأنتظر لمقابلة القتلة”.

وعلى الرغم من مرور 14 عاما على مقتله، إلا أنه لم يتضح بعد من هم مرتكبو الجريمة، وكانت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان آنذاك قد حذرت بشدة إدارة إقليم كردستان بشأن هذه الحادثة، وطلبت منها إجراء تحقيقات جادة لتوضيح الحادث.

وبعد اغتيال سردشت عثمان، جلبت وكالة دفاع إقليم كردستان عدة متهمين أمام شاشة التلفاز وصرحت بأن هؤلاء هم قتلة سردشت، ولكن عائلة سردشت نفت ذلك وفندت السيناريو الذي أحاكته محكمة الحزب الديمقراطي الكردستاني.

قوبل مقتل سردشت عثمان بردود فعل قوية على الساحتين الدولية والداخلية، وفي الوقت نفسه، أقيمت أنشطة مكثفة في هولير في غضون أيام قليلة وشارك فيها طلابه وزملاؤه، محاولين إنهاء كم الأصوات الحرة.

وفي ذلك الوقت أيضا، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها، أن الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة في إقليم كردستان يواجهون العنف والتهديدات، كما أعلنت أن العديد من الصحفيين في هذه الأشهر هربوا أخيرا من إقليم كردستان بسبب التهديدات.

وبحسب التقارير، بعد عامين من الحادث، يحاول مسعود بارزاني إنهاء القضية من خلال المصالحة القبلية مع عائلة سردشت عثمان، لهذا السبب، أرسل محافظ هولير السابق، نوزات هادي، إلى منزل سردشت ونقل رسالة مسعود بارزاني إلى عائلته، لكن على الفور قام والد سردشت بطرده من منزله وقال إنه لن يوقف قضية ابنه الذي قُتل بطريقة شنيعة.