مركز الأخبار
يضطر الكاسبين في شرق كردستان لتحمل الكثير من المخاطر التي تهدد حياتهم لكسب قوت عيشهم وعوائلهم، حيث يفقد العشرات منهم سنويا حياتهم ويصاب المئات جراء استهدافهم من قبل قوات النظام الإيراني أو بسبب الكوارث الطبيعية .
منذ آلاف السنين والمواطنون الكرد في الحدود المصطنعة بين عموم مناطق كردستان في شرقه وجنوبه وشماله وغربه يعملون في أعمال صعبة لتأمين قوت يومهم ومنهم الكسبة ” في شرق كردستان.
يعيش الكاسبون الذين يتنقلون بين شرق وإقليم كردستان مخاوف دائمة، في كل مرة يقومون بنقل البضائع على ظهورهم ويعبرون الحدود، أن يصبحوا أهدافا لأسلحة القوات التابعة للنظام الإيراني أو تقع أقدامهم على أحد الألغام المزروعة على الحدود بين العراق وإيران أيام الحرب العراقية الإيرانية، إلى جانب خوفهم من البرد القارس أو الانهيارات الثلجية خلال الشتاء.
ففي كل عام يفقد العشرات من الكاسبين حياتهم جراء استهدافهم من قبل قوات حرس الحدود التابعة للنظام الإيراني، أو بسبب الانهيارات الثلجية والألغام والفيضانات فهم يضحون بحياتهم من أجل كسب لقمة عيش عوائلهم وأطفالهم.
وعمل الكاسب ليست بمهنة، بل هو عمل إجباري خلقه النظام الاستبدادي الإيراني بسبب ممارسة التهميش والتجويع ضد الكرد في شرق كردستان وإيران.
وبحسب إحصائيات المنظمات المعنية بحقوق الإنسان فقد قتل نحو 30 كاسباً وأصيب 181 آخرين منذ بداية العام الجاري، فيما بلغت حصيلة الضحايا العام الفائت 48 كاسبا كما أصيب نحو 427 آخرين غالبيتهم ضحايا عمليات الاستهداف التي تنفذها قوات النظام الإيراني.
ويعود سبب مزاولة هذا العمل للبطالة القاتلة الغير معلنة ، فحسب الإحصائيات الرسمية فأن نسبة البطالة في إيران بشكل عام بلغت 25% وترتفع النسبة في شرق كردستان إلى 35%، ولكن بحسب الإحصائيات غير الرسمية وتقارير منظمات حقوق الإنسان فأن نسبة البطالة في إيران فاقت 50%. لكن المسؤولين الإيرانيين يحاولون باستمرار إخفاء الإحصائيات وتضليل الرأي العام والمحلي ويقولون إن نسبة البطالة تبلغ 8%.
وبحسب الإحصائيات غير الرسمية فأن نسبة الأشخاص الذين يكسبون قوتهم من هذا العمل في المناطق الحدودية بلغت 400 ألف شخص، كما يقوم نحو 90 ألف شخص بالعمل كـ كاسب بشكل رسمي.
وفي الوقت الحالي، ترتبط معظم الأعمال وحركة الأسواق في المناطق الحدودية الكردستانية بعمل الكاسب، بحيث إذا توقف عملهم فإن آلاف الأشخاص يفقدون أعمالهم في شرق كردستان.
ويزداد وضع الكاسبين سوءاً يوماً بعد يوم، حيث كان النظام الإيراني يقوم بمنح تصاريح للكاسبين ممن يقطنون القرى التي تبعد 20 كيلومترا عن الحدود، لكن الحكومة الإيرانية قامت بإلغاء منح هذه التصاريح منذ عدة سنوات.
ولا تزال السلطات الإيرانية ترفض الاعتراف بمسؤوليتها عن مقتل الكاسبين، بل وتنكر وجود مزاولين لهذا العمل في إيران، في حين كانت السلطات السابقة تعترف بالأمر وتعمل على إيجاد حلول لها.