بازدياد ملحوظ… النساء يقتحمن سوق العمل في السليمانية

مركز الأخبار

نساء السليمانية يدخلن سوق العمل بشكل ملحوظ، ويبرزن بأعمالهن المتميزة في مختلف المجالات. من بينهن “جيمان رؤوف” التي تتفرد بتقديم الأطعمة التقليدية في شارع سالم، مما يجذب العديد من الزبائن والسياح.

يتجسد دور المرأة في المجتمع الكردي على نحو بارز من خلال الفكر والفلسفة التي نادى بها قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، والذي يعتبر أن تحرير المرأة هو شرط أساسي لتحرير المجتمع. يدعو أوجلان إلى تمكين النساء ودعمهن لتحقيق استقلاليتهن الاقتصادية والاجتماعية، مشدداً على أهمية مساهمتهن في الحياة العامة كمفتاح لإحداث تغيير جذري في المجتمع.

تتجسد هذه الأفكار بوضوح في قصة “جيمان رؤوف”، حيث تعكس تجربتها الشخصية وكيف تمكنت من كسر الحواجز التقليدية من خلال الاعتماد على نفسها وتقديم نموذج للمرأة المستقلة التي تسهم بفاعلية في اقتصاد الأسرة والمجتمع.

النساء يدخلن سوق العمل بنسبة ملحوظة، ويعتمدن على أنفسهن في تأمين لقمة العيش. من بين هؤلاء النساء “جيمان رؤوف”، التي تعمل في شارع سالم بمدينة السليمانية، حيث وضعت عربة صغيرة لتقديم الأطعمة التقليدية، تستقبل يومياً العديد من المواطنين.

چیمەن ڕەئوفمدينة السليمانية، وخاصة شارع سالم، ليس فقط مصدر رزق لكثير من الباعة، بل أصبح أيضاً وجهة سياحية لا يمكن زيارتها دون تجربة الطعام المحلي الذي يُقدم هناك. جيمان رؤوف، البالغة من العمر 43 عاماً، وأم لثلاثة أطفال، تعمل منذ أكثر من عامين في هذا الشارع، حيث وضعت عربة صغيرة تعتمد عليها في تأمين معيشتها، وتساعد العديد من الأشخاص الآخرين أيضاً.

في مطبخها الصغير، تُعد جيمان معظم الأطعمة بنفسها، حيث قالت: “لقد وضعت هذه العربة منذ عامين، وأعمل هنا يومياً مع زوجي وأطفالي من الساعة 6:00 صباحاً حتى الساعة 12:00 ليلاً.”

وعن نوعية الأطعمة التي تقدمها، قالت جيمان: “نُعد بشكل رئيسي الأطعمة الكردية التقليدية مثل كفتة سابونكران، ورق العنب “اليبرق”، البرغل والفريكة، الأرز الخشن والأرز الطويل، الشفتة، الكفتة، الكبة، الفلفل المحشو، الشوربة وغيرها من أطعمة.”

وأضافت أنها، بجانب تحضير الأطعمة لزبائن مطعمها، تقوم أيضاً بإعداد الأطعمة الجاهزة للتوصيل إلى المنازل والأماكن الأخرى.

وفي الختام، قالت: “أناشد النساء أن يعملن، بغض النظر عن نوع العمل طالما يرغبن فيه. أفضل شيء للنساء هو أن يعتمدن على أنفسهن.”

وفقاً لفلسفة أوجلان، فإن استقلالية المرأة وقدرتها على التأثير في المجال الاقتصادي والاجتماعي يعتبران عنصرين حاسمين في بناء مجتمع ديمقراطي ومتحرر. يعبر القائد أوجلان عن ذلك بقوله: “تحرر المرأة هو تحرر المجتمع”، وهذا ما تبرزه جيمان من خلال عملها اليومي في شارع سالم، حيث تقدم الأطعمة التقليدية وتجسد نموذجاً للمرأة المكافحة التي تسعى لتحقيق ذاتها وتقديم الدعم لأسرتها ومجتمعها.

تعتبر تجربة جيمان مثالاً عملياً لفلسفة أوجلان، حيث أن تمكين المرأة في مجال العمل يعزز من دورها في المجتمع، ويؤكد على قدرتها في تحقيق التغيير الإيجابي والمستدام. يشدد أوجلان على أن دعم المرأة وتمكينها ليس فقط من أجل تحقيق المساواة، بل هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة الحقيقية.