مخاصمة موائد العراقيين.. الفساد يصل لـ”صفقات” ادخال اللحوم ويرفع اسعارها

بغداد

منذ منتصف العام الماضي وحتى شهر حزيران الحالي، تشهد الاسواق العراقية تصاعداً كبيراً في أسعار اللحوم الحمراء، والتي من المتوقع أن ترتفع اكثر من 25 ألف دينار للكيلوغرام الواحد خلال الاشهر المقبلة.

عضو لجنة الزراعة النيابية النائب ثائر الجبوري، يكشف عن ثلاثة أسباب وراء ارتفاع أسعار اللحوم في العراق، فيما يؤكد  وجود جهود ربما ستساهم في انخفاضها خلال الفترة المقبلة.

ويقول الجبوري في تصريح صحفي تابعته “روج نيوز“، إن “أسعار اللحوم في العراق مرتفعة جدا وهناك شرائح واسعة ليس بمقدورها شراءه رغم جهود الحكومة في توسيع دائرة الاستيراد وتبسيط الإجراءات لدفع التجار والشركات لضخ اللحوم بكل أنواعها للأسواق”.

ويضيف، أن “هناك ثلاثة أسباب وراء ارتفاع أسعار اللحوم في العراق، ابرزها، أن عملية إدخالها يشوبها فساد في بعض المحاور وهذا الامر مهم وسيطرح في أولى جلسة لّلجنة الزراعة النيابية من اجل فتح تحقيق موسع وجمع الأدلة، يضاف الى ذلك بأن الأسعار ترتبط بمبدأ العرض والطلب ومستوى الاستهلاك العام وتأثير المنتج المحلي على بورصة الأسعار”.

ويشير الى أن “الاستهلاك في العراق لّلحوم مرتفع، لكنه لا يبرر الارتفاع العالي في الأسعار”، مؤكدا أنه “مع جهود خلق مرونة في الاستيراد ربما تنخفض في الفترة المقبلة”.

ومنذ شهر تموز 2023، أخذت أسعار اللحوم التصاعد في الارتفاع تدريجياً، مع انتقادات للسلطات بشأن عدم السيطرة على الأسعار، لكن الزيادة الأخيرة تجاوزت 5 دولارات على سعر الكيلوغرام الواحد، وهو ما يرفضه العراقيون بالرغم من قرار الحكومة فتح استيراد اللحوم لمنع صعود الأسعار التي تسببت بحرمان الكثير من العائلات من ذوي الدخل المحدود من شرائه.

ويشكو العراقيين من غلاء أسعار السلع الغذائية رغم توفر السيولة لدى خزينة الدولة، ووفق بيانات حكومية، فقد ارتفعت معدلات التضخم في العراق بنسبة 4.5% مع زيادة ملحوظة لمستوى الأسعار رسميا في الشهر الأخير من سنة 2023، على الرغم من رفع المركزي لسعر الفائدة وطرح السندات التي من شأنها أن تكبح جماح التضخم.

ووصلت شحنة من الأبقار المستوردة من البرازيل في 6 آذار الماضي، والتي أطلق عليها شحنة المواشي في “سفينة الموت”، والتي تحمل على متنها 19 ألف رأس من الماشية.

يشار إلى أن المجلس الوزاري للاقتصاد قرر في 26 فبراير شباط الماضي تخفيض الرسوم الكمركية على المواشي والأغنام المستوردة بنسبة 50 بالمئة ولمدة سنة واحدة.

ويرى مختصون، بأن ارتفاع الأسعار سببه الجفاف وغلاء العلف الحيواني، بالإضافة إلى الطلب المتزايد على اللحوم، كونها مادة أساسية ضمن المائدة العراقية.