دور الثقافة واللغة الكردية في مواجهة محاولات الطمس والدمج

مركز الأخبار

تشكل اللغة والثقافة الكردية هدفًا رئيسيًا للحرب الخاصة التي تشنها الدول المحتلة، والتي تسعى دائمًا إلى طمسها وإزالتها. وفي هذا السياق، تقول شيرين عدنان: “أساس كل ثقافة وحضارة هو لغتها. وبواسطة التعليم والتربية، يمكننا أن نعلم أطفالنا كيفية الحفاظ على ثقافتنا”.

تعتبر اللغة، الثقافة، والحضارة من الأسس الرئيسية التي تحدد هوية الشعوب في العالم. ولكي نتعرف على عادات وتقاليد شعوب المنطقة، نجد أن الكرد يمتلكون ثقافة فريدة في اللباس والفنون واللغة. لكن بسبب تأثير الثقافات الأجنبية ومحاولات الدول المحتلة، تواجه هذه الثقافة خطر الاندثار.

فيما يخص الحفاظ على اللغة والثقافة والحضارة والعادات الكردية، تحدثت شيرين عدنان، ناشطة وطالبة في قسم اللغة الكردية بجامعة السليمانية، لوكالة الأخبار “روج نيوز“.

قالت شيرين: “أساس كل ثقافة وحضارة هو لغتها. اللغة تعبر عن الأفكار والمعتقدات والفهم واللباس والعادات التي تربط الشعب بثقافته”.

وأضافت: “تلعب النساء دورًا هامًا في تربية الأطفال وتعريفهم بثقافتهم وحضارتهم الكردية. حيث أنهن أمهات ومسؤولات عن التربية، وبالتالي يلعبن دورًا كبيرًا في تربية أطفالهن وتعريفهم بثقافة وحضارة أمتهم وتربيتهم بأسلوب كردي وتعليمهم التحدث بالكردية”.

وتابعت: “تلعب النساء دورًا في الحفاظ على صورة الثقافة والحضارة والهوية الكردية الخاصة بنا، بما في ذلك اللباس الكردي. في الوقت الحالي، هناك العديد من النساء اللواتي يحافظن على الملابس التقليدية الكردية ويعكسن صورة الثقافة الكردية في حياتهن اليومية”.

وأكدت شيرين على أهمية التعليم والتربية في الحفاظ على الثقافة الكردية، قائلة: “يمتلك الشعب الكردي ثقافة وحضارة غنية باللغة الكردية. كما يمتلك العديد من الكلمات والعبارات والأساليب الخاصة به. لذلك يجب ألا نسمح لهذه الأمور أن تُنسى. ويمكننا من خلال التعليم والتربية أن نعلم أطفالنا كيفية الحفاظ على هذه الثقافة الغنية والتقاليد الجميلة للكرد”.

وأضافت: “تلعب النساء دورًا كبيرًا وهامًا في الحفاظ على ثقافتنا وحضارتنا. فعندما نصبح أمهات، إذا لم نتعلم لغتنا وثقافتنا وحضارتنا، فلن نتمكن من تعليمها لأطفالنا”.

وتطرقت شيرين أيضًا إلى مسؤولية المؤسسات التربوية الحكومية في الحفاظ على الثقافة والحضارة الوطنية، مؤكدة: “يجب على المؤسسات التربوية الحكومية أن تعمل على حماية وصيانة ثقافتنا وحضارتنا الوطنية وألا تسمح باندثارها. يمكن تحقيق ذلك من خلال المؤسسات التعليمية الحكومية وغير الحكومية المتخصصة في تعليم الأطفال والشباب، بحيث يتعرف الجيل الجديد على اللغة والثقافة والحضارة الكردية من رياض الأطفال. وكذلك تعريف الجيل القادم بالكلمات الكردية والتقاليد والثقافة الكردية”.

واختتمت شيرين حديثها بالقول: “للأسف، يرسل العديد من الآباء والأمهات أطفالهم إلى المدارس الأهلية لتعلم لغة أخرى، وهذا يضعف اللغة الكردية لدى الأطفال. يجب أن يتعلم كل طفل لغته الأم أولاً وأن تكون لغته عزيزة عليه. لغتنا الأم هي الكردية. لاحقًا، يمكننا تعليم أطفالنا لغة ثانية. لأن اللغة الأم هي جزء من هويتنا وبطاقتنا الشخصية وتلعب دورًا هامًا في تعريفنا بهوية أمتنا”.