مواطنو السليمانية مستاؤون من سائقي وسائل النقل بسبب عدم استخدام المكيفات في الحر الشديد

مركز الأخبار

أعرب مواطنو مدينة السليمانية عن استيائهم من سائقي وسائل النقل العمومية ممن لا يستخدمون مكيفات الهواء في ظل درجات الحرارة المرتفعة ، فيما يعزو السائقون السبب إلى سوء جودة الوقود وارتفاع أسعاره. من جانبها، شددت مديرية النقل والمواصلات على أنها لا تستطيع إجبار السائقين على استخدام المكيفات للركاب.

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات لا تطاق، يضطر المواطنون للخروج لقضاء حوائجهم اليومية، ويعتمدون في تنقلاتهم على وسائل النقل العمومية. لكن مع استمرار مشكلة عدم تشغيل المكيفات من قبل السائقين، يعاني الركاب من حر لا يحتمل، مما يسبب نزاعات وعدم ارتياح بين المواطنين والسائقين.

تأثيرات عدم استخدام المكيفات على صحة المواطنين

نڤار فەلاحأوضح نفار فلاح، وهو مواطن من السليمانية يستخدم الباصات يوميًا، لوكالة (روج نيوز)، “نحتاج إلى مكيفات في الباصات، لكن للأسف، بعض السائقين لا يشغلونها في فصل الصيف. وعندما نطلب منهم تشغيلها، يبررون ذلك بارتفاع أسعار البنزين والغاز، ويقولون إنهم لا يستطيعون تشغيلها”.

مشكلة الباصات القديمة وتأثيرها على البيئة

نزار محەمەدبالمثل، قال نزار محمد، وهو مواطن آخر: “سائقو الباصات لا يستخدمون المكيفات بأي حال، وهناك مواطنون مسنون ومرضى لا يتحملون هذا الحر ويشعرون بعدم الراحة. لكن من جهة أخرى، السائقون لهم حقهم في عدم تشغيل المكيفات بسبب سوء جودة الوقود وارتفاع أسعاره، بالإضافة إلى أن بعض الباصات قديمة ولا تحتوي على مكيفات”.

وأشار محمد إلى أن بعض الباصات في المدينة قديمة جدًا، حيث تعود صناعتها إلى الثمانينات، ومع ذلك لا تزال تستخدم في نقل المواطنين. هذه الباصات ليست غير مريحة فحسب، بل تتسبب أيضًا في تلوث الهواء بشكل كبير. وقد قررت الحكومة سابقًا سحب هذه الباصات من الخدمة مقابل تعويض أصحابها بأخرى جديدة، لكن القرار لم يُنفذ.

آراء السائقين حول المشكلة

عەتا ڕەفیقوقال عطاء رفيق، سائق باص في السليمانية، لوكالتنا (روج نيوز): “جودة البنزين ليست جيدة بما يكفي لتشغيل المكيفات. كما أن الأوضاع الاقتصادية ليست جيدة، في الماضي، كان سائق الباص يعيل ثلاث أو أربع عائلات، أما الآن فلا يستطيع إعالة نفسه. كما أن السائقين يدفعون تكاليف الوقود والضرائب، ونضطر أحيانًا لإنفاق الأموال التي نكسبها على الصيانة”.

وأضاف: “سبب عدم تشغيل المكيفات يعود إلى غلاء أسعار الوقود وسوء جودته، وأيضًا إلى قلة الركاب. وإذا خفضت الحكومة أسعار الوقود وحسنت جودته، سنستطيع تشغيل المكيفات مجددًا”.

ئاراس عومەریشوأكد أراس عمر، سائق باص آخر، أن السبب في عدم تشغيل المكيفات يعود إلى سوء جودة البنزين والغاز. وطالب الحكومة بتحسين الأوضاع قائلًا: “في الماضي، كنا نحصل على 500 لتر من الوقود شهريًا، لكن الآن يجب علينا شراءه بأنفسنا. نطالب الحكومة بتحسين الأوضاع”.

إحصاءات ودعوات لتحسين الأوضاع

وفقًا لإحصائية مديرية النقل والمواصلات في السليمانية، يوجد في المدينة حوالي 1600 باص تنقل المواطنين من وإلى مركز المدينة، منها حوالي 350 باص قديم لا يحتوي على أنظمة تكييف.

سدیق محەمەدأمام هذه المشاكل، دعا صديق محمد، مدير مديرية النقل والمواصلات في السليمانية، حكومة إقليم كردستان إلى اتخاذ إجراءات عملية في السليمانية، قائلاً: “يجب على حكومة الإقليم تنفيذ مشروع لسحب الباصات القديمة من الخدمة وتقديم تعويضات لأصحابها لشراء باصات جديدة”. وأكد أن تحسين جودة الوقود وتخفيض أسعاره يمكن أن يساعد السائقين في تشغيل المكيفات، وبالتالي تحسين ظروف النقل العام.

وقال محمد: “يجب على حكومة الإقليم ووزارة الموارد الطبيعية توفير البنزين والغاز بجودة عالية وبأسعار مناسبة للسائقين حتى نتمكن من إجبارهم على استخدام أنظمة التكييف”.

تظل مشكلة عدم تشغيل المكيفات في سيارات التاكسي والباصات مصدر قلق كبير للمواطنين في السليمانية، حيث تتسبب في معاناة يومية للمسافرين خاصة في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. ومع استمرار هذه المشكلة لعدة سنوات دون حلول جذرية، يبقى الأمل في تدخل حكومي فعال لتحسين جودة الوقود وتوفير الشروط الملائمة لتشغيل المكيفات، مما سيخفف من معاناة المواطنين ويحسن من جودة خدمات النقل العام في المدينة.