مؤمنو الأديان المختلفة يدعمون رسالة القائد آبو المئوية.. “دعوة تاريخية للسلام”

مركز الأخبار

تلقى مؤمنو الأديان المختلفة في كردستان رسالة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بمناسبة الذكرى المئوية، والتي حملت عنوان “دعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي”، بكثير من التقدير والدعم، معتبرين إياها فرصة تاريخية لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.

وجاء نشر رسالة أوجلان في 27 فبراير تزامنًا مع احتفالات عيد نوروز، حيث لاقت تأييدًا واسعًا في الأوساط السياسية والمجتمعية، واعتُبرت خطوة نحو الحل العادل للقضية الكردية. وفي هذا السياق، عبر ممثلو الأديان المختلفة في مدينة السليمانية عن آرائهم بشأن الرسالة، مؤكدين أن الكرة الآن في ملعب تركيا، وعليها اتخاذ خطوات إيجابية نحو الحل.

الزرادشتيون: رسالة أوجلان تاريخية ويجب أن تكون موضع دراسة

ئاسرەوان قادرۆکأكد أسروان قادرۆك، مسؤول معبد الزرادشتيين في إقليم كردستان، أن جميع المكونات الدينية في كردستان تتفق على ضرورة توحيد الصف الكردي والعمل المشترك من أجل الحرية.

وقال في حديثه لـ”روج نيوز“: نحن، بصفتنا المكونات الدينية الستة في كردستان، نعمل من أجل توحيد ووحدة الكرد. رسالة القائد أوجلان رسالة تاريخية، ونعمل على دراستها في اجتماعاتنا ولقاءاتنا لفهم السياسة التي يمكن أن تحقق لنا الخلاص من السياسات القمعية التي تمارسها كل من تركيا وإيران وسوريا والعراق ضد الشعب الكردي.”

وأضاف: لقد تعرض الكرد للخداع عدة مرات بوعود زائفة من القوى الإقليمية، لكن هذه المرة يجب أن تكون رسالة القائد أوجلان بداية لحل حقيقي، ونأمل أن تسهم في تحقيق السلام وخلاص كردستان.”

المسيحيون: الكرة الآن في ملعب تركيا

سالار جافبدوره، قال سالار جاف، المستشار الأول للكنيسة الإنجيلية البروتستانتية، إن رسالة أوجلان تحمل رؤية سياسية واضحة، وعلى تركيا أن تتجاوب معها بإيجابية: أي شخص لديه أدنى معرفة سياسية يجب أن يدعم هذا المشروع، لأن الشعب الكردي، وخاصة في شمال كردستان، كان دائمًا يسعى إلى السلام، لكن الحرب لم تكن خياره، بل كان مضطرًا للدفاع عن هويته وأرضه. والآن، بعد هذه الرسالة، أصبحت الكرة في ملعب تركيا، وعليها أن تتحرك إن كانت ترغب في تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.”

الكاكائيون: نوروز هذا العام يعكس وحدة كردستان

سەید سەرحەدمن جانبه، شدد سيد سرحد كاكائي على أهمية التعايش السلمي بين الأديان المختلفة في كردستان، مؤكدًا أن رسالة أوجلان تعزز هذه القيم: كردستان كانت دائمًا أرض التعددية الدينية والثقافية، ونريد أن يستمر هذا التعايش المشترك. نحن جميعًا كرد قبل أن نكون تابعين لأي دين، لذلك يجب أن نضع القومية الكردية فوق أي اعتبارات أخرى.”

وأشار إلى أن احتفالات نوروز هذا العام كانت مختلفة، حيث جسدت وحدة الصف الكردي في جميع أجزائه الأربعة، وأضاف: أثبتنا للعالم أنه لا يمكن القضاء على الكرد، ونوروز كان ولا يزال رمزًا لوحدتنا.”

النقشبنديون: يجب دعم رسالة القائد أوجلان دوليًا

أما الشيخ فاروق نوروشي النقشبندي، خادم خانقاه النقشبندية، فقد شدد على أن وحدة الشعب الكردي هي مفتاح الحل الحقيقي للقضية الكردية، وقال: يجب أن يختار الشعب الكردي طريق الأخوة والتكاتف، لأن وحدتنا الداخلية ستجعلنا أقوى أمام القوى الخارجية. إذا تقبلنا بعضنا البعض، فالعالم أيضًا سيتقبلنا، وستصبح رسالتنا أكثر تأثيرًا.”

كما طالب بدعم دولي لرسالة أوجلان، قائلاً: حان الوقت لكي تتلقى رسالة أوجلان تأييدًا دوليًا، ويجب على الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية أن تتبناها كجزء من جهود إحلال السلام. يكفي ما تعرض له الكرد من قتل ومعاناة، آن الأوان للعيش كغيرنا من الشعوب بحرية وكرامة.”

مستشار بافل طالباني.. علينا الحفاظ على وحدتنا الداخلية

مستەفا حەفیدمن جهته، أكد مصطفى حفيد، مستشار بافل طالباني للشؤون الاجتماعية، أن الكرد أمة تسعى للسلام، ولكنهم بحاجة إلى رص صفوفهم داخليًا من أجل تحقيق مكاسب سياسية أكبر، وقال: لقد عانينا في الماضي من الانقسامات بين الأحزاب والقوى السياسية، وهذا ما أضعف موقفنا أمام العالم. لا يمكننا تكرار هذه الأخطاء، بل يجب أن نمضي قدمًا نحو بناء كردستان قوية وسلمية.”

وأضاف حول احتفالات نوروز هذا العام: لقد شهدنا هذا العام احتفالات أقوى بعيد نوروز، حيث ظهر مدى الدعم الشعبي لمشروع السلام والوحدة، وخصوصًا في شمال كردستان. هذا مؤشر على أن الكرد يريدون حلاً سياسيًا عادلًا، وليس مزيدًا من الحروب والمعاناة.”