من الدعوة إلى المؤتمر.. كيف سارت عملية السلام التي أطلقها القائد؟

مركز الأخبار

مرت عملية السلام التي بدأت بإطلاق القائد عبد الله أوجلان النداء التاريخي “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي” في ال27 من شباط الفائت بعدة مراحل تخللتها عقد العديد من الزيارات واللقاءات على مستوى تركيا وإقليم كردستان، إلى أن تكللت بعقد مؤتمر حزب العمال الكردستاني ال12 الذي من المنتظر الإعلان عن نتائجه قريبا.

عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره الثاني عشر في الفترة مابين الـ 5 و7  مايو/أيار الجاري في مناطق الدفاع المشروع و تم اتخاذ قرارات تاريخية في المؤتمر سيتم الإعلان عنها قريبا.

وتعود أساس هذه العملية التي عقد فيها حزب العمال الكردستاني مؤتمره إلى عدة أشهر.

واستمرت العملية التي بدأت بدعوة من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، بلقاءات مع قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وعلى الرغم من أن الاجتماعات بدأت في 23 تشرين الأول 2024 بزيارة عمر أوجلان، لكن العملية بدأ بشكل فعليا مع زيارة الشهيد سري سريا أوندر وبروين بولدان إلى إمرالي، نتيجة لهذه اللقاءات، أصدر السيد عبدلله أوجلان نداءً من أجل “السلام والمجتمع الديمقراطي” للشعوب والجمهورمن خلال  وفد حزب المساواة و ديمقراطية الشعوب الذي زار إمرالي، بعد النداء توجهت الأنظار لحزب العمال الكردستاني لمعرفة كيفية استجابته له.

انعقد مؤتمر حزب العمال الكردستاني الذي طال انتظاره، و في هذه العملية التي كانت يتوقع فيها”حل حزب العمال الكردستاني”، فإن انعقاد المؤتمر لا يعني أن قرار “حل” حزب العمال الكردستاني تم اتخاذه ، حيث أعلن مكتب مؤتمر حزب العمال الكردستاني الثاني عشر أن نتائج المؤتمر و معلومات ووثائق موسعة حول القرارات سيتم نشرها للرأي العام قريبًا.

إزاء هذه التطورات والتغيرات التي طرأت لا بد من التذكير مرة أخرى بالعملية التي استغرقت عدة أشهر لعقد هذا المؤتمر، كيف وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى؟

1 تشرين الأول 2024 اتخذ زعيم حزب الحركة القومية دولت بخجلي خطوة مهمة في افتتاح الفصل التشريعي الثالث للدورة الثامنة والعشرين للبرلمان التركي من خلال إلقاء التحية على نواب حزب المساواة و ديمقراطية الشعوب، واعتبرت هذه الخطوة بمثابة بداية لعملية الحوار، وبهذه الخطوة فتح بخجلي الباب أمام المحادثات بشأن “عملية السلام”.

12  تشرين الأول 2024: أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في بيان له، عن دعمه لهذه لخطوة بخجلي، وأثار أردوغان جدلاً جديداً بتركيزه على مصطلح “الجبهة الداخلية”، كما دعا إلى تعزيز أهداف الوحدة و التوحيد في تركيا.

15 تشرين الأول 2024: بخجلي يوجه دعوة تاريخية للسيد عبدلله أوجلان  لـ “حل” حزب العمال الكردستاني قائلا  “إن اليد التي مدتها يد مسؤولة و صادقة بحسن النية”.

23  تشرين الأول 2024: تم تنفيذ عملية فدائية تبناها حزب العمال الكردستاني في مركز توساش في أنقرة، في نفس اليوم زار عمر أوجلان جزيرة إمرالي واجتمع مع القائد.

24  تشرين الأول 2024: قدم بخجلي طلبًا آخر إلى القائد عبدلله أوجلان للتحدث في البرلمان التركي والدعوة إلى “حل حزب العمال الكردستاني” وتنفيذ حق الأمل.

25  تشرين الأول 2024: ردًا على عملية توساش، تحدث أردوغان عن “تعزيز الجبهة الداخلية” و”تركيا الموحدة” و أرسل رسالة مفادها بأن الحرب ستستمر.

30  تشرين الأول 2024: بينما طالب كبار المسؤولين في الدولة بحل سلمي، استولت السلطات التركية على بلدية في شمال كردستان وفرض وكلاء بعد اعتقال رئيس بلدية إسنيورت أحمد أوزر، الذي تم انتخابه في انتخابات 31 مارس 2024 بموجب “اتفاقية ” بين حزب الشعب الجمهوري وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، بتهمة “الانتماء إلى منظمة إرهابية” وتم فرض وكيل على البلدية من قبل السلطات التركية.

أواخر تشرين الأول: قال الرئيس المشترك للحزب المساواة و ديمقراطية الشعوب تونجر باكرهان ردا على دعوة بخجلي: “إذا كانوا يدعون للسلام فعليا، فليرفعوا الحظر عن اللقاءات مع السيد عبدلله أوجلان”، ثم تقدم الرئيسان المشتركان لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب تولاي حاتم أوغلاري وتونجر باكرهان بطلب رسمي إلى وزارة العدل لزيارة إمرالي.

28 كانون الأول 2024: التقى نواب حزب المساواة و ديمقراطية الشعوب سري سوريا أوندر وبروين بولدان، مع السيد عبدلله اوجالان في سجن إمرالي.

2 كانون الأول 2025: التقى وفد من حزب المساواة و ديمقراطية الشعوب بزعيم حزب الحركة القومية دولت بخجلي، وجرت المقابلة في أجواء إيجابية، وقال أوندر نيابة عن الوفد بعد الاجتماع “نحن متفائلون”، ووصف بخجلي الزيارة إلى إمرالي بأنها “جيدة” ودعا القائد عبدالله أوجلان إلى الدعوة إلى نزع السلاح على الفوروأضاف: “لا توجد عملية تُسمى حلاً سلميا إنما هي تهدف فقط إلى جعل تركيا خالية من مايسمى بالإرهاب”

1 كانون الأول 2025: أردوغان لم يعطي اسمًا رسميًا للعملية أثناء زيارته إلى مدينة آمد (دياربكر)، لكنه قال بأنه على حزب العمال الكردستاني أن يلقي السلاح ويحل نفسه دون قيد أو شرط،  وفي اليوم نفسه زار وفد من حزب المساواة و ديمقراطية الشعوب صلاح الدين دميرتاش في سجن أدرنة و أعرب دميرتاش عن دعمه لهذه العملية.

26 كانون الأول 2025: أصدرحزب الأقاليم الديمقراطية بيانا في مدينة آمد بمشاركة 419 نقابة ومنظمة ومؤسسة اجتماعية، وجاء في البيان أن شعوب المنطقة لم تعد ترغب بالعيش دون صفة قانونية، داعياً إلى الاعتراف بالإدارة الكردية في سوريا.

31 كانون الأول 2025: قال الرئيس المشترك لمؤتمر الشعب رمزي كارتال إن القائد عبدلله أوجلان أظهر موقفا واضحا تجاه بعض مطالب الدولة، وأضاف كارتال أن “القائد لن يصدر أي قرارات بشأن مطالب الدولة حتى يتم إرساء أساس قانوني لحل القضية الكردية”.

3 شباط 2025: زار وفد حزب المساواة و ديمقراطية الشعوب رئيس البرلمان نعمان قورتولموش ودولت بخجلي وجرى الاجتماع  في أجواء إيجابية،  وقال بخجلي “شهدنا الحملة الإجرامية التي شنتها الإمبريالية مع إخواننا وأخواتنا الكرد”.

4 شباط 2025: قال تونجر باكرهان، الرئيس المشترك لحزب المساواة و ديمقراطية الشعوب، إن “القائد يوجه نداءً تاريخيًا ندعو السلطات إلى التصرف وفقًا للنداء، فإن الكرة اصبحت بحوزة اردوغان”.

6 شباط 2025: قال مراد قريلان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، إنهم سيحددون الخطوات التي ستتخذها الدولة و فقًا لمحتوى دعوة القائد المتوقعة لإلقاء السلاح.

15 و18  شباط 2025: زار وفد حزب المساواة و ديمقراطية الشعوب حكومة إقليم كردستان، والتقى الوفد برئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس حكومة تصريف الأعمال نيجيرفان بارزاني وأعربا عن دعمهما للعملية، وبعد هولير توجه الوفد إلى السليمانية والتقى الوفد مع بافل و قوباد طالباني.

27 شباط 2025: دعا القائد عبدلله أوجلان حزب العمال الكردستاني إلى “إلقاء السلاح وحل نفسه”، وجاء في الرسالة التي أصدرها وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب كل من (أحمد ترك، بروين بولدان، سري سوريا أوندر، تولاي حاتم أوغلو، تونجر باكرهان، جنكيز جيجك، وفايق أوزغور إيرول) في إسطنبول أن البرلمان التركي يجب أن يشارك في العملية، وقال القائد عبدالله أوجلان في رسالته: “في هذه الأجواء التي خلقتها دعوة السيد بخجلي و إرادة  السيد الرئيس، أتحمل المسؤولية التاريخية المتمثلة في الدعوة إلى إلقاء السلاح”.

28 شباط 2025: قدم زعيم حزب الحركة القومية دولت بخجلي أول رد رسمي على نداء القائد و وصفه رسالته “بالمهمة “، وشدد على أن “حزب العمال الكردستاني يجب أن يلقي سلاحه على الفور ويحل نفسه” قائلا بأن العملية يجب أن تسير على أسس برلمانية قانونية.

1 آذار 2025: أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار من جانب واحد قائلا بانه سيتصرف وفقًا لدعوة القائد عبدلله أوجلان.

1 آذار 2025: اقترح زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، بعد اجتماعه مع زعيم حزب الرفاه الجديد فاتح أربكان، دراسة لحل القضية الكردية دون إقصاء أي حزب من البرلمان التركي وضرورة تمثيل المجتمع المدني، وأكد أوزيل أن العملية مستمرة منذ أكثر من عام والرئيس أردوغان على علم بكل التطورات، وأظهرت هذه التصريحات أن المعارضة تحاول تقديم نهج بناء تجاه هذه العملية.

3 آذار 2025: قال جميل بايك، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، “نحن ندعم إرادة القائد عبدالله أوجلان، لكن على الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة، وأن تقديم الضمانات القانونية والحرية الجسدية للقائد أمران مهمان لحل القضية الكردية”.

24 آذار 2025: قال تونجر باكرهان الرئيس المشترك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في مناسبة أقيمت في آمد: “إن دعوة القائد عبدلله أوجلان هي فرصة تاريخية، لكن سياسات الاستيلاء على البلديات في شمال كردستان و موقف الحكومة تجاه المعتقلين السياسيين تجعل العملية صعبة”. وانتقد باكرهان تعيين رئيس بلدية كاغزمان في 24 فبراير/شباط 2025، محذراً: “إذا لم تكن الحكومة مخلصة لعملية السلام فسوف تتعطل هذه العملية”.

25 آذار 2025: قالت بسي هوزات، الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني: “إن حزب العمال الكردستاني لن يلقي السلاح دون أساس قانوني”.

31 آذار 2025: التقى القائد عبدلله أوجلان والمعتقلين الآخرين في إمرالي بعائلاتهم بمناسبة عيد الفطر.

10 نيسان 2025: التقى أعضاء وفد السلام في إمرالي، سري سوريا أوندر و بروين بولدان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

15 نيسان 2025: أصيب سري سريا أوندر العضو الرئيسي في وفد إمرالي ونائب رئيس البرلمان التركي، بنوبة قلبية.

21 نيسان 2025: أجرت بروين بولدان، عضو وفد إمرالي و عضو مكتب العصر الحقوقي فايق أوزغور إيرول لقاء جديدا مع القائد،  و في اليوم نفسه أعلنت بروين بولدان رسالة من القائد عبدلله أوجلان إلى شهيد السلام والديمقراطية سري سريا أوندر.

3 أيار 2025: توفي سري سوريا أوندر في مستشفى بإسطنبول

4 أيار 2025: وري جثمان عضو وفد إمرالي وشهيد السلام والديمقراطية سري سريا أوندر الثرى بمشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص.

هذه العملية التي بدأت في الأول من تشرين الأول 2024 بتصريحات هامة وخطوات عملية، وصلت إلى مرحلة عقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، في الفترة من 5 إلى 7 أيار، وعلى الرغم من أنه لم تتضح نتائج المؤتمر بعد، إلا أننا نفهم الآن بشكل أوضح أن تاريخ كردستان والشرق الأوسط يتقدم إلى الأمام بعملية جديدة بقيادة القائد عبدالله أوجلان .

ويبقى أن نرى كيفية استجابة الدولة التركية للخطوات التي اتخذها الكرد من أجل الحل الديمقراطي، وما هي الخطوات التي ستتخذها لدفع هذه العملية إلى الأمام.