نواب عراقيون لـ “روج نيوز”: العمال الكردستاني يسعى للسلام وتركيا تتجاهل

بغداد

عدّ نواب عراقيّون، قرارات حزب العمال الكردستاني الأخيرة والتي تمثل الانتقال من مرحلة الكفاح العسكري إلى النضال السياسي “خطوة في الاتجاه الصحيح” في ظل التطورات المعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وأكدوا ان “مبادرات السلام التي يطلقها الحزب في هذا الوقت المهم تعد فرصة حقيقية نحو السلام،  لكن في الوقت ذاته أعربوا عن أسفهم لما وصفوه من “غياب النوايا الحسنة من قبل الجانب التركي”.

ومع ضوء إعلان حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار، عقب مبادرة السلام التي أطلقها القائد عبدالله أوجلان – والتي أشادت بها الحكومة العراقية، رأى عضو مجلس النواب العراقي، حسين السعبري  في تصريح لـ “روج نيوز” أن “مبادرة السلام التي أطلقها السيد عبدالله أوجلان جاءت في توقيتٍ مهم لأن المنطقة الآن بحاجة لمثل هكذا مبادرات تصب في مصلحة السلام والتعايش السلمي”.

ويشير إلى أن “إعلان مبادرة ترك السلاح والانتقال إلى العمل السياسي هو رسالة صريحة إلى الحكومة التركية لكن يبقى السؤال الأخير هل ستتجاوب أنقرة  مع هذه المبادرات وتفتح المجال للنضال السياسي أم ستتجاهلها ؟

ولفت السعبري إلى أن “موقف الحكومة العراقية ومجلس النواب كان ومازال واضحاً في التعاطي الإيجابي مع النوايا الطيبة لحزب العمال الكردستاني “، مذكرا بإن “مبادرة السلام حظيت بإشادات رسمية وبرلمانية وهو ما يؤكد موقف العراق لأي خطوة تدعم السلام”.

وأكمل حديثه، قائلاً إن “هناك تسويفاً واضحاً من قبل الحكومة التركية تجاه مبادرة القائد عبدالله أوجلان حيث لازالت تواصل قصف مناطق إقليم كردستان”، مبينا أن “تركيا تتعامل مع العراق بشكلٍ سلبي وتتنصل من مبادئ حسن الجوار رغم زيارات رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المتكررة إلى أنقرة”.

وتعليقاً على مؤتمر حزب العمال الكردستاني الـ “12” الذي عقد يوم أمس في مناطق الدفاع المشروع، قال رئيس لجنة والأمن والدفاع النيابية كريم المحمداوي إن “حزب العمال الكردستاني يسعى للتهدئة وفرض السلام خصوصا في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة”، مبينا لـ “روج نيوز” ان “هذه المبادرات السلمية وضعت تركيا في موقف محرج ونسفت كل الحجج التي كانت تستخدمها لتبرير قصفها للأراضي العراقية”.

ويؤكد المحمداوي أن “تركيا لم تحترم السيادة العراقية وتواصل عملياتها العسكرية”، لافتا إلى أن “لجنة الامن والدفاع بصدد قرارات تقضي بخروج القوات التركية المحتلة من شمال العراق”.

وكان حزب العمال الكردستاني قد عقد مؤتمر الـ 12 بنجاح في مناطق الدفاع المشروع في الفترة من 5 إلى 7 أيار الجاري، قائلا ان “نتائج المؤتمر الثاني عشر والوثائق والمعلومات المفصلة المتعلقة بالقرارات المتخذة سيتم الإعلان عنها قريبا”.

ويواصل حزب العمال الكردستاني لغاية الآن مدّ جسور السلام في وقت لا تزال فيه أنقرة غائبة عن التجاوب مع هذه المبادرات وسط استمرار عملياتها العسكرية في شمال العراق.