حصار واعتقالات.. العراق يزيد من ضغوطه على مخيم مخمور

مركز الأخبار

يشهد مخيم الشهيد رستم جودي “مخمور”، حصاراً غير مسبوق تفرضه السلطات العراقية منذ العاشر من نيسان الماضي/ ابريل، إذ تم منع دخول مواد البناء له، وتعطل حركة العمال بشكل يومي فضلاً عن رفض تجديد الهويات الرسمية لسكان المخيم وهو ما يعمّق معاناة اللاجئين فيه.

وفي تطور لافت، اعتقلت القوات الأمنية العراقية، يوم أمس الأربعاء، وفداً من مجلس شعب مخمور كان في طريقه إلى بغداد لمناقشة وحل القضايا العالقة مع الجهات الرسمية.

عزل عن المحيط الخارجي!

هذا الحصار الجديد الذي تفرضه الحكومة العراقية جاء بعد أعوام من القيود المفروضة من قبل حكومة إقليم كردستان الذي كان قد فرض في 17 تموز 2019.

ووفق هذا السياق – بحسب مراقبين- فإن الحكومة العراقية قد صعدت إجراءاتها الأمنية والتقييدية ضد المخيم، لتضاف إلى سلسلة من المحاولات السابقة للسيطرة عليه بالقوة أو عزله عن محيطه الجغرافي والإنساني.

وبسبب هذه القيود المزدوجة كل من بغداد و هولير، حرم العديد من المرضى ذوي الحالات الحرجة من الوصول إلى المستشفيات في هولير وهو ما فاقم الأوضاع الإنسانية بشكلٍ كبير.

وكان المخيم أي بعد يوم واحد من حصار السلطات الأمنية في هولير، قد تعرض للقصف التركي في 18 تموز/يوليو 2019 أدى إلى اصابة أثنين من سكانه، في حادثة أثارت استنكارات من قبل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.

ورغم تعاقب الحكومات العراقية، لاتزال الضغوط المفروضة مستمرة على ذلك المخيم وهو ما يهدف إلى كسر إرادة السكان والتضييق عليهم.

 

 قيود متكررة

ففي 27 كانون الثاني/يناير 2021، حاولت القوات العراقية فجأة دخول مخيم اللاجئين شهيد رستم جودي (مخمور) فجراً، وسعت إلى نصب أسلاك شائكة حوله. لكن سكان المخيم غير أن مقاومة السكان التي استمرت ستة عشر يوما  حالت دون تنفيذ الخطة.

وفي 10 نيسان/أبريل 2025  زادت الحكومة العراقية حملاتها المشددة حيث منعت دخول مواد البناء، وقيدت حركة العمال ومنعتهم من الوصول إلى مدن عراقية لأجل التسوق ورفضت تجديد هوياتهم.

وفي مسعى لحل هذه المشاكل، شكلت لجان ومجالس مخيم مخمور وفوداً للقاء المسؤولين العراقيين إلا أن طلباتهم قوبلت بالتجاهل.

احتجاجات ضد الحصار

ودفع الأمر، إلى تنظيم مسيرات حاشدة ضد الحصار والقيود المفروضة تبعها اعتصامات مفتوحة أمام نقطة تفتيش تابعة للقوات العراقية وأصدروا حينها بياناً للرأي العام. وبعد البيان عبروا فيه عن رفضهم لتلك السياسات المتبعة بحقهم.

وعقب تلك الاحتجاجات، قامت إدارة المخيم بإجراء محادثات قصيرة مع المسؤولين العراقيين، الذين وعدوا بإرسال وفد إلى المخيم في اليوم التالي.

وأخيراً، توجه وفد من مجلس شعب مخمور إلى بغداد أمس الأربعاء، في محاولة لحل أزمتي البطاقات الشخصية والحصار، لكنه اعتُقِل بعد لقائه بوزارة العدل.

اعتقالات جديدة

وأفادت فيليز بوداك، النائبة المشتركة لمجلس شعب مخمور، بأن المجلس طلب من وزارة العدل عقد اجتماع لحل أزمة الهوية والحصار، والوزارة ردت بأنها لن تكون هناك أي مشاكل.

وكشفت بوداك أن الوفد اعتُقِل بعد مغادرته بغداد، موضحة أن ثلاثة أشخاص تعرضوا للاعتقال، وهم: أحمد شهباز النائب المشترك لرئيس المجلس، وإيدبان يلماز الرئيس المشترك لبلدية للمخيم، وبوار أمين نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمخيم مخمور.

وكشفت بوداك أن الوفد اعتُقِل بعد مغادرته بغداد، موضحة أن ثلاثة أشخاص تعرضوا للاعتقال، وهم: أحمد شهباز النائب المشترك لرئيس المجلس، وإيدبان يلماز الرئيس المشترك لبلدية للمخيم، وبوار أمين نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمخيم مخمور.

توقيت مريب للحصار العراقي

يأتي هذا الحصار في وقت تستمر فيه الجهود لإيجاد حلول في تركيا والعراق وسوريا وإقليم كردستان، مما يثير تساؤلات حول دوافع الحكومة العراقية.

السلطات العراقية تعتقل وفداً من مجلس شعب مخمور أثناء عودته من بغداد