قمة بغداد… آمال بتحقيق نتائج تتجاوز “الحبر على الورق”

وسام الزهروني

مع بدء العد التنازلي لانعقاد القمة العربية في دورتها الـ34 ببغداد، تتجه الأنظار اليوم إلى مدى فاعلية هذه القمة في ظل أوضاع غير مستقرة تشهدها المنطقة لاسيما الاقتصادية.

وفي الوقت الذي طغت فيه الاجتماعات الجانبية لاسيما تصريحات المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي بشأن مستوى الحضور الإقليمي بشأن حجم المشاركة الإقليمية، قلل مراقبون سياسيون، من اهميتها ، قائلين أنها “لا تتجاوز الطابع الرمزي”.

وفي مؤتمر صحافي ثلاثي، بحث وزير الخارجية فؤاد حسين، مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي والمصري بدر عبد العاطي، آليات تفعيل التعاون الثلاثي بين العراق والأردن ومصر، قائلا ان “هناك انسجام واضح في رؤية الدول الثلاث وخاصة القضية الفلسطينية”، مبينا: “ناقشنا قضايا الطاقة والنفط، وبحثنا البيان الختامي للقمة الثلاثية”.

وبين تلك التصريحات الرسمية، تبقى التحديات ماثلة أمام قادة العرب في ظل تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية في أكثر من بلد عربي.

وفيما يترقب الشارع العراقي على وجه الخصوص والعربي عموماً، نتائج هذه القمة، يظل الرهان قائما على تحول تلك الخطابات إلى خطوات فعلية أم ستبقى في إطار شكلي لا يلامس جوهر الأزمات.

 ويقول الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، في تصريح لـ”روج نيوز”، إن “هذه المؤتمرات والاجتماعات العربية، غالبا ما يكون الغرض منها ايجاد عمل اقتصادي مشترك خاصة العراق، الذي يمتلك علاقات ايجابية مع دول الجوار، ومنها ما يتعلق بالربط الكهربائي مع الأردن والكويت والسعودية، بالإضافة إلى امكانية القيام ببعض بالأعمال المشتركة، لكن في الحقيقة لن يتحقق ذلك”.

ويوضح المرسومي، أن “هذه الاجتماعات شكلية وقليلة الجدوى، والسبب في ذلك هو طبيعة الاقتصادات العربية التي هي في الغالب تكون ريعية وتتجه للخارج للبحث عن الاستثمارات”، مبينا أن “هذه الاجتماعات تناقش قضايا هامشية ولا يصدر عنها قرارات اقتصادية مهمة ويكون لها طابع سياسي وشكلي أكثر مما هو اقتصادي”.

وشهدت العاصمة بغداد، اجتماع المجلس الاقتصادي العربي، تمهيدا للقمة العربية التنموية، وبحث مشاريع قرارات البنود المدرجة على جدول الأعمال، منها مشروع قرار يتعلق بمبادرة موريتانيا حول الاقتصاد الأزرق كوسيلة لمعالجة تحديات الغذاء والطاقة في العالم العربي، ومشروع قرار بإنشاء مجلس وزراء التجارة العرب، ومشروع الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي، ومشروع المبادرة العربية لتحقيق الأمن الغذائي في مجال الحبوب.

وتعقد يوم السبت المقبل، القمة العربية بدورتها الـ34 في بغداد، إلى جانب القمة العربية التنموية، وسط تضارب الأنباء بحضور بعض القادة العرب، وما تم تأكيد عدم حضوره رسميا حتى الان، هما الرئيس السوري احمد الشرع واللبناني جوزيف عون.

وتشهد المنطقة تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة، وخاصة الدول المحيطة بالعراق، إلى جانب النزاع في السودان، وحتى الان لم يتوحد الموقف العربي تجاه أي قضية، لاسيما في ظل الحرب التي اندلعت أواخر العام الماضي بين إسرائيل ولبنان، إلى جانب الحرب في غزة.

وعقدت أول قمة عربية، في عام 1946، وكانت في مصر، ومنذ ذلك الحين لم تنتظم دوراتها في الانعقاد سنويا، بل غابت عقودا قبل أن تعاود الانتظام.

من جانبه، يبين الخبير الاقتصادي، عبد الحسن الشمري، في تصريح لـ”روج نيوز”، أن “الجامعة العربية هي بالأساس موضوع بسيط جدا ولم يحقق اي نتائج للعرب سواء اقتصاديا او في المجالات الأخرى”.

ويؤكد أن “هذا التجمع لا عوائد اقتصادية فيه، لأنه لا يوجد بالاساس اي تعاون اقتصادي عربي حقيقي”، مبينا أن “دول الخليج هي صاحب (القاصة) المالية في المنطقة، لكنها معزولة بعيدا في مشاريعها واستثماراتها وغالبا ما تذهب نحو البيئة الاجنبية”.

ويلفت إلى أن “هذه الاجتماعات شكلية ولن تنفذ أي من مقرراتها، وهذا الأمر تكرر منذ عشرات السنين، حيث لم تعود هذه القمم بأي منفعة او مشاريع استثمارية كبرى لأي دولة من الدول المشاركة فيها”.

واستضافت بغداد، 4 قمم، خلال العقود الأخيرة، وكانت أولها في عام 1978، قبل أن ينزلق نحو الحروب، وفي تلك اللحظة، جمعت أول قمة عربية لها بدعوة من الرئيس أحمد حسن البكر، على رفض اتفاقيات كامب ديفيد، وتحديداً الخطوة المصرية المنفردة نحو السلام مع إسرائيل.

والثانية عام 1990، في ظل صعود صدام حسين إلى رأس السلطة، وكانت المنطقة لا تزال تتلمس تداعيات انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية، لكنّ العراق كان في حالة توتر اقتصادي خانق.

والأخرى في 201، بعد أكثر من عقدين من الغياب، وجرت بمشاركة الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، لكن البلاد لم تكن في وضع طبيعي، فالتفجيرات متواصلة، والانقسام السياسي عميق، والربيع العربي كان يغير ملامح الجغرافيا السياسية من تونس إلى سوريا.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،  قد قال اليوم الخميس، “نجتمع اليوم في وقت يشهد الإقليم والعالم اضطرابا كبيرا”، لافتا الى ان “قمة بغداد تنعقد عليها آمال كبيرة”.

وأضاف ان ” أبو الغيط: شهداء فلسطين هم شهداؤنا وقضيتهم هي قضية الأمة العربية ونتطلع لرسالة موحدة من هذه القمة لوقف حرب الإبادة فوراً”.