مركز الأخبار
تواصل فعاليات مؤتمر تحالف النساء الديمقراطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ندى)، حيث انعقدت الجلسة الأولى التي تناولت محاور متعددة أبرزها دعوة القائد آبو إلى “السلام والمجتمع الديمقراطي”، إلى جانب العقبات التي يفرضها النظام الرأسمالي والدولة القومية في وجه النساء، والنضال المستمر للنساء من أجل السلام، والتعايش والمساواة.
المؤتمر الذي انطلق في مدينة السليمانية، شهد جلسة أولى حملت عنوان “الحرب العالمية الثالثة: إبادة مُستترة ضد النساء”، حيث تم التركيز على أبعاد هذه الحرب وتأثيرها على المرأة في المنطقة.
وتحدثت في الجلسة عدد من الشخصيات النسائية حول قضايا متعددة:
هاجر أوزدمير تناولت “مراحل الحرب العالمية الثالثة في المنطقة”.
سما بكداش ناقشت “نموذج الدولة القومية وغياب الديمقراطية: أداة هيمنة أبوية ضد النساء”.
أسماء كفتارو سلطت الضوء على “الإسلام السياسي المهيمن: أداة حرب على أجساد النساء”.
بشرى عبد الإله تحدثت حول “تأهيل النظام الأبوي لإبادة النساء من خلال الحرب القانونية”.
عفاف غطاسه عرضت “تأثيرات التدمير البيئي الناتج عن النظام الرأسمالي العالمي على النساء والمجتمعات”.
في كلمتها، قدّمت هاجر أوزدمير ورقة بحثية أوضحت فيها أن “العالم يشهد حربًا مستمرة كل عام، حيث تسعى القوى الإمبريالية إلى استمرار الصراع في الشرق الأوسط، والحرب العالمية الثالثة مستمرة اليوم بشكل خفي، مستهدفة النساء بشكل خاص، ما يعيق تقدمهن وينتهك حقوقهن”.
وأكدت أن “القائد عبد الله أوجلان كان أول من أشار إلى أن هذه الحرب تُدار بشكل خفي، وأن هناك محاولات لإبقاء النزاع مستمرًا بدلًا من إيجاد حلول جذرية”، مشددة على ضرورة “نضال شامل لمواجهتها”.
كما تطرقت إلى دعوة القائد آبو لـ “السلام والمجتمع الديمقراطي”، وقالت:
“الدعوة تقدم حلا جذريا لمشاكل المنطقة وتؤكد إمكانية العيش المشترك وحل النزاعات ضمن إطار ديمقراطي تقوده النساء”.
بدورها، أوضحت سما بكداش أن “الدولة القومية نشأت كمشروع عنيف قائم على التدمير وهيمنة النظام الأبوي”، مضيفة:
“في هذا النظام، تم تهميش النساء بالكامل، مقارنة بمجتمعات سابقة كنّ يتمتعن فيها ببعض الأدوار، وإن كانت محدودة. الدولة القومية تُقصي المرأة بشكل ممنهج. القائد آبو ينتقد هذا المشروع لأنه يقوم على عقلية ذكورية. الدولة القومية تسير على أسس عنصرية وطبقية، والنساء هن أكبر ضحاياه”.
أما أسماء كفتارو، فتحدثت عن أهمية تعزيز وحدة النساء، قائلة:
“تم تهميش إرادة النساء وإقصاؤهن من الحياة المجتمعية، رغم أن التاريخ الإسلامي حافل بنساء ناضلن ضد الظلم. رسالة النبي حملت الحرية والمساواة، لكن مع مرور الزمن، تم إقصاء النساء الناشطات. نحن نؤمن بقدرة النساء على استعادة حريتهن”.
من جهتها، ركّزت بشرى عبد الإله على القوانين التي تُسنّ بحجة حماية النساء، لكنها في الواقع تحمي الجناة، وقالت:
“هناك قوانين تزعم حماية النساء، لكنها فعليًا تبرر قتل النساء باسم ‘الشرف’. في بعض الحالات، لا يُعاقب القاتل لأنه يُعتبر من ‘طهّر شرفه’. حتى الأبناء قد يقتلون أمهاتهم تحت هذا الغطاء. هذا الواقع يفرض علينا النضال لتغيير القوانين بشكل جذري”.
واختتمت الجلسة بكلمة عفاف غطاسه، الناشطة الفلسطينية، التي تناولت قضية التدمير البيئي، مؤكدة:
“منذ السبعينات والنظام الرأسمالي يتسبب في أزمات بيئية عالمية. الطبيعة تم تحويلها إلى سلعة تجارية، والقوانين البيئية موجودة فقط على الورق. ما يقوله هذا النظام لا يعكس الواقع لأنه هو من يصنع الأزمة”.
كما أشارت إلى الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وقالت:
“منذ أكثر من 65 عامًا، يتعرض الفلسطينيون لإبادة إنسانية. هذا العنف لا يستهدف الإنسان فقط، بل الطبيعة أيضًا. الاحتلال لا يكترث بالبيئة، بل يدمرها، وهذا شكل آخر من أشكال الحرب على النساء. تدمير فلسطين يعني إغلاق طرق العودة”.
وختمت حديثها قائلة:
“نحن بحاجة إلى وعي بيئي وتنظيم مشترك. نمتلك الإرادة لنقول ‘كفى’. يجب دعم النساء لحماية النظام البيئي وتحقيق التوازن في الطبيعة”.
من المقرر أن تُستأنف أعمال المؤتمر بعد استراحة قصيرة، بعقد الجلسة الثانية.