مجزرة هولير… صفحة سوداء في تاريخ الحزب الديمقراطي

مركز الأخبار

يمر اليوم 28 عاماً على أحد الصفحات  السوداء في تاريخ الحزب الديمقراطي حين نفذ مسلحوه مجزرة في مركز هولير بالتعاون مع الدولة التركية راح ضحيتها 83 صحفياً وسياسياً وفناناً وقتلوا الجرحى منهم.

كان إقليم كردستان يعاني أزمة كبيرة بسبب الحرب الداخلية وأحداث 31 آب 1996 عندما أدخل الحزب الديمقراطي جيش البعث العراقي إلى هولير للمشاركة في حربه ضد الاتحاد الوطني الكردستاني، مأثار سخط وقلق الشعب الذي لم يكن يثق بتلك القوات حينها، وعلى العكس كان حزب العمال ينشط في صفوف الشعب يوماً بعد يوم ويتسع تنظيمه داخل إقليم كردستان.

نكث العهد

في 14 أيار عام 1997 شارك أكثر من 200 ألف جندي وحراس القرى التابعين للاحتلال التركي فيما أسموه “عملية المطرقة”، التي هدفت إلى إنهاء حركة حرية كردستان في إقليم كردستان.

خلال اليومين الأولين قتل عشرات الجنود من الجيش التركي على يد مقاتلي حركة حرية كردستان (الكريلا) دون أن تحقق دولة الاحتلال التركي أيَّ تقدمٍ ملموس على الأرض؛ نتيجة المقاومة التي أبداها مقاتلو قوات الدفاع الشعبي.

وعقد حزب العمال مفاوضات سلمية مع الحزب الديمقراطي على مستوى قيادته منعاً لحرب كردية- كردية مرة أخرى ومنع الأخير من  نهج خط الخيانة والتحول أداة بيد الدولة التركية.

يقول جميل بايك، الرئيس المشترك للجنة القيادية لـ KCK:” جاء الرفاق وقالوا أن بيشمركة PDK هاجمونا يريدون احتلال تل بهار، استغربت كيف لهذا أن يحصل؟ بالأمس اجتمعنا معهم ووعدونا بعدم التعاون مع الدولة التركية والهجوم علينا”.

في تلك الفترة قطع مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وعداً مفاده بأن قواته لن تشارك إلى جانب الاحتلال في الهجوم على حركة حرية كردستان، إلّا أن البارزاني نكث بوعده وفضّل خدمة الدولة التركية على المصلحة الوطنية الكردستانية، إذ ارتكبت قواته مجزرة بحق العشرات من جرحى مقاتلي حركة حرية كردستان، الذين كانوا يتلقون العلاج في أحد مشافي مدينة هولير جنوب كردستان، حيث تم اغتيال أكثر من 80 مقاتلاً ووطنياً كردستانياً في واحدةٍ من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الكردي، ولا تزال مواقع جثامين الضحايا مجهولة.

هاجمت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في توقيتٍ واحد المشفى الذي كان يتلقى فيه مقاتلو حركة حرية كردستان (الكريلا) العلاج، وكذلك مركز الاتحاد الوطني الكردستاني، ومكتب المركز الثقافي ميزوبوتاميا في هولير، وجمعية الاتحاد النسائي الكردستاني الحر، كما وتعرّض مقر صحيفتي ” Welat û Welatê Roj ” للقصف بالأسلحة الثقيلة، وفقد على إثرها العديد من المدنيين والفنانين، بالإضافة إلى عمليات اعتقال طالت الموجودين في تلك المراكز.

ورغم ذلك، وتجنباً لإراقة الدم الكردي، لم توجه حركة التحرر الكردستانية أسلحتها باتجاه قوات الحزب الديمقراطي، بل كان التركيز الأكبر هو إيقاف الاحتلال ومنع تمدده لاحتلال إقليم كردستان.

ووفقاً للوثائق تم قتل 83 صحفياً وسياسياً وفناناً ومقاتلا للكريلا كانوا جرحى يتلقون العلاج في المشفى وتم إخفائهم.

وذكر تقرير صحفي لصحيفة جتر عام 2011 في العدد 56 منها، أنه تم دفن جثث بعض شهداء مجزرة هولير في مقبرة جماعية على طريق هولير- مخمور المعروف بمعمل قر ومعسكر رشكين كما وتوجد مقابر جماعية في أماكن أخرى عديدة من المحتمل أن تحتوي جثامين هؤلاء الشهداء .