محمد جهادي
هُنا نتحدث عن الوضع الكارثي في قطاع غزة حيث الجوع يتفشى وسوء التغذية يلاحق الأطفال، أقل ما وصفت ذلك المشهد أمام العالم، الناطقة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إيناس حمدان، قائلة لـ “روج نيوز” إن “أكثر من مليون شخص مهددون بالمجاعة أن لم يتم معالجة الصورة الكارثية بشكل منطقي وعاجل”.
وتضيف حمدان أنه “منذ ثلاثة اشهر تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بسبب الضربات الجوية التي تشنها إسرائيل في حين لم يتبق لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أي مخزون من المواد الغذائية كما أنه ثمة قيوداً مفروضة على باقي المنظمات الإنسانية مما يزيد من حدة المعاناة”، مشيرة إلى أن “(أونروا) وحدها لديها (3) الآف شاحنة لاتزال عالقة عند المعابر البرية وبانتظار الموافقة على دخولها، حتى الآن لم يتم منح أي تصريح بذلك وما يدخل إلى القطاع نقطة في بحر وهنا نتحدث عن كارثة حقيقية في مكان منكوب”.
وأشارت إلى الدعم الكبير الذي يُقدم من دول شقيقة وصديقة، مثل العراق، السعودية، قطر، والإمارات، إلا أن حمدان أكدت أن الأزمات التي تعيق عمل أونروا لا تقتصر على الأمور المالية فقط، بل تشمل أيضًا الحصار المشدد الذي فرضته إسرائيل، مما أدى إلى تضييق الحركة وعرقلة وصول المساعدات”، متمنية أن “تترجم الردود العربية والدولية المنددة بما يحدث في غزة إلى أفعال حقيقية على الأرض.”
أما فيما يتعلق بالأطفال، فكانت كلماتها أكثر صدمة: “لغة الأرقام الخاصة بضحايا الأطفال تتجاوز مئات الآلاف، ولا يمكن وصفها، الحرب في غزة هي حرب على الأطفال، الكثير منهم يعانون من سوء التغذية والإصابات البالغة، والقصف لا يزال مستمرًا. كل يوم نسمع عن سقوط المزيد من الأطفال، فضلاً عن الأثر النفسي المدمر الذي تخلفه هذه الحرب على حياتهم.”
وأكدت حمدان أن “حتى مع السماح الجزئي من قبل إسرائيل بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية عبر منظمة (غزة الإنسانية) التي تشرف عليها أميركا، فإن المساعدات كانت قليلة جدًا، وعادةً ما يحدث خلال عملية التوزيع فوضى، بل وأحيانًا إطلاق رصاص حي، وهو ما تلقى انتقادات شديدة”.