الشهيد ريدور.. شعلة مضية على درب النضال

مركز الأخبار

يزخر تاريخ النضال الكردي برموز وأسماء المئات من أبطاله الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل حرية شعبهم، حيث روت دمائهم الطاهرة أرض وجبال وأشجار كردستان، وباتوا اليوم منارات تنير درب النضال، وكان الشهيد ريدور إبراهيم أحد هؤلاء الأبطال الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور على صفحات التاريخ الكردي.

الشهيد عباس إبراهيم، المعروف بـ “ريدور”، وُلد في كنف عائلة وطنية ومحبة للكرد وكردستان في إقليم كردستان، وهي عائلة قدمت تضحيات كثيرة في سبيل حرية هذه الأرض وشعبها، وكانت آخر تضحياتها دماء ريدور الطاهرة التي قدمها من أجل حرية شعب كردستان.

قبل أربع سنوات، في 13 حزيران 2021، استشهد ريدوور إبراهيم كفدائي في صفوف قوات الكريلا بيد العملاء، حيث توقفت أنفاسه المنادية بالحرية وسال دمه الأحمر ليغذي عزيمة وإرادة مقاتلي الحرية وأبناء الوطن المدافعين عن كردستان.

في ريعان شبابه كان الشهيد ريدور وطنيا صادقا وغيورا، تعرّف على أيديولوجية وفكر القائد عالله أوجلان وتثقّف بها، وتوطدت علاقه بالكريلا.

كان يردد دائماً في حياته هذا التساؤل:

هل يمكن أن يتحرر الشعب الكردي إذا بقينا جميعاً جالسين ولم يقدم أحد التضحيات؟

وهل يمكن نيل حياة حرة على أرض محتلة وتحت سلطة الغاصب؟

هذه الأسئلة وغيرها مئات من الأسئلة الأخرى كانت تشغل فكر وروح الشهيد ريدور، ولهذا كان يبحث دوماً في أفكار وفلسفة القائد عبدالله أوجلان ليصل إلى قناعة بأن عليه حمل السلاح والمضي كمقاتل في جبال كردستان الحرة.

قضى فترة من الزمن في أوروبا، وهناك أيضاً ظل يحمل في ذهنه فكر الكردايتي وحب شعبه، وشارك باستمرار في نشاطات الوطنيين والمناضلين من أجل الحرية، ولم يتوانَ عن أداء أي دور في هذه النشاطات، لكنه كان مؤمناً دوماً أن ذلك غير كافٍ، لذا عاد لاحقاً إلى إقليم كردستان وارتدى زي الكريلا وحمل سلاح البطولة.

وقف على جبال كردستان الشامخة في مواجهة الاحتلال وأحلام إنهاء الشعب الكردي، وسطر في سنوات نضاله تاريخاً مليئاً بالكفاح والحرية، وأصبح واحداً من أبطال الحرية.

في يوم 13 حزيران 2021، وفي يوم مثل هذا اليوم، استشهد بيد العملاء وبطائرة تركية في منطقة پشدر قرب لانكاى كردايتی مع ثلاثة مواطنين آخرين. ثم نُقل جثمانه إلى السليمانية، ووسط مراسم مهيبة وري الثرى في مقبرة بكرجو القديمة وسط ترديد الشعارات التي تمجد الشهداء والشهادة.

وخلال مراسم التشييع ، قرر أحد الشبان الذي كان يحمل في قلبه حب الحرية أن يحمل سلاح الشهيد ريدور ويواصل دربه، إيمانا منه بضرورة إكمال مسيرة الشهيد وتحقيق آماله وتطلعاته في كردستان حرة .