الحرب الإسرائيلية – الإيرانية… تصعيد نحو حرب مفتوحة في المنطقة؟

مركز الأخبار

أكدت الباحثة والمتخصصة في العلاقات الدولية عبير الحيالي أنه مع دخول الضربات الإيرانية – الإسرائيلية يومها الثاني فأنه يمكن القول أننا أمام حرب وليست عملية عسكرية، من الممكن أن تمتد لفترة أطول وتكون وسيلة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإعادة تقسيمه.

يبدو أن الوضع هذه المرة مختلف عن سابقاته التي لم تتعدى ضربات محدودة أو عمليات اغتيال دقيقة من إسرائيل تعقبها تصريحات إيرانية تهدد وتتوعد ثم تترجم إلى هجمات خجولة قد لاتصل أهدفها حتى أو لا تتجاوز نتائجها سوى أضرار لا تذكر على الجانب الإسرائيلي في أفضل الأحوال.

في خضم المفاوضات الإيرانية الأمريكية وفي ظل الاستعداد لعقد جلسة محادثات جديدة لم تخلو من التهديدات الأمريكية بالتوجه نحو عمل عسكري لثني إيران عن مالم تتخلى عنه طيلة جولات المفاوضات الماضية المتمثل بمواصلة تخصيب اليورانيوم، شنت إسرائيل هجمات هي الأعنف منذ سنوات طالت منشآت نووية وعسكرية حساسة، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين إلى جانب تدمير عدد من المواقع الحيوية الحساسة.

هذه المرة لم تكتفي إيران بالمسرحيات القديمة التي عادة ما كانت تلجأ إليها كأسلوب لحفظ ماء وجهها، إذ جاء الرد مختلفا عن سابقاته لنقل – نوعا ما – إذ شنت هجوما بما يزيد عن 150 صاروخا باليستياً وأكثر من 100 طائرة مسيرة وعلى الرغم من اعتراض منظومة القبة الحديدية غالبيتها، فقد وصلت بعض الصواريخ لتل أبيب وتسببت بإصابات.

وفي ظل تواصل الضربات بين الطرفين تطفو العديد من الاسئلة إلى السطح لعل أبرزها ما الهدف الرئيسي لإسرائيل من هذه الضربات، السيناريوهات المحتملة، تأثيرها على المنطقة، واحتمالية تحولها لحرب حقيقية وانخراط أطراف أخرى فيها.

حول ذلك تحدثت  الباحثة والمتخصصة في العلاقات الدولية الدكتورة عبير الحيالي لوكالتنا “روج نيوز”.

نحن أمام حرب وليست عملية عسكرية

قالت الدكتورة عبير الحيالي إنه وبعد دخول اليوم الثاني للضربات المتبادلة وبناء على شدتها ودقة الأهداف المختارة نستطيع أن نقول أننا أمام حرب وليس عملية عسكرية، ومن الواضح من التصريحات المتبادلة أنه من الممكن جدا أن تمتد هذه الحرب لفترة أطول.

وأوضحت أن الهجمات الإسرائيلية على إيران تشير بوضوح  إلى أنها تطمح لتحقيق  مجموعة من الأهداف العسكرية والسياسية بالمرحلة الراهنة أبرزها:

‏١. تدمير أكبر عدد ممكن من القواعد الإيرانية ولاسيما تلك التي تضم منصات إطلاق الصواريخ البالستية، ولاسيما أن إيران استطاعت استخدام صواريخ تمكنت من الوصول الى العمق الإسرائيلي خلال ١١ دقيقة فقط وهذا سيعطي دافع لإسرائيل للذهاب أعمق في هذه الحرب.

٢-تقليل استخدام الطائرات المسيرة، والطائرات الحربية المقاتلة مما يفتح المجال الجوي لإسرائيل لتوسيع دائرة الاستهداف والاغتيال ضمن المؤسسات الاستخبارية والعملياتية في إيران.

طموح إسرائيلي لتغيير النظام الإيراني

٣-التمكن العسكري الإسرائيلي في إيران يفتح المجال للتدخل المستقبلي الأعمق في الداخل الايراني وهو ما تطمح إليه إسرائيل في محاولة لتغيير النظام في إيران ولاسيما بعد نجاحها في القضاء على جميع أذرع ايران في المنطقة.

وحول النتائج تقول ” نحن أمام سيناريوهات مختلفة لنتائج هذه الحرب ربما أبرزها دخول دول فاعلة ومأثرة على الجانبين كروسيا مثلا وبعض دول الخليج والعمل الحثيث لإقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات النووية مع الحصول على بعض المكتسبات وبالمقابل إقناع اسرائيل بأن استمرار هذه الحرب سينعكس سلبا عليها خارجيا وداخليا وانعكاساتها أكبر بكثير من مكاسبها”

أما السيناريو الاسوء والمستبعد هو توسع دائرة الحرب ودخول دول بشكل علني أو سري لمساندة أحد الأطراف وهو ما سيؤدي الى حرب عالمية وهو ما تسعى جميع الأطراف للسيطرة عليه

الحرب وسيلة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإعادة تقسيمه

كذلك أشارت إلى إنه لابد من تسليط الضوء على رغبة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإعادة تقسيمه، وربما تكون الحرب المدمرة هي الوسيلة الوحيدة لذلك.

استمرار الحرب سيؤثر على الاقتصاد العالمي

فيما يتعلق بتأثير هذه الحرب على المنطقة أكدت إنه هناك مخاطر كبيرة جدا ومن المحتمل أن تعوض اسرائيل خسائرها وإسكات الأصوات المتعالية في الداخل الاسرائيلي ضد حكومة نتنياهو بالتمدد في دول أخرى وتصديرها على أنها انتصارات.

وشددت على أن استمرار الحرب سيؤثر على الاقتصاد العالمي وهو ما لا تريده جميع الدول وهو الآن ما يدور في أروقة النقاش بين دول العالم لإيجاد حلول.