“على الحكومة تدويل قضية استخدام أجواء العراق في أي عمليات عدائية”

وسام الزهروني    

أكد المحلل السياسي علي البيدر، ان الحرب الإسرائيلية الإيرانية، لن تتوقف قريبا، وفيما أشار إلى ان العراق هو المتضرر الاكبر من هذه الحرب، خاصة استباحة أجوائه، اقترح أن يتم تدويل القضية لضمان حماية البلاد.

وقال البيدر في تصريح لـ”روج نيوز”، إن  “التصعيد العسكري الحالي لن يتوقف عند حدّه الراهن”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل عازمة على مواصلة الهجمات، في ظل خطابها السياسي المتشدد والدعم الغربي الواضح الذي تتلقاه”.

وأضاف “من المستبعد أن تتوقف الحرب في هذه المرحلة، فخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير يحمل مؤشرات واضحة على وجود دعم غربي مفتوح لمواصلة العمليات العسكرية، ما يعني أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد”.

وتابع أن “العراق يُعد من أكثر الدول تضررًا من هذا التصعيد، لكون أجوائه تُستخدم إما كممر جوي للهجمات، أو كمنطقة وصل بين أطراف النزاع”.

ولفت إلى أنه “هناك احتمالية لاستخدام أراضي العراق كذلك لتنفيذ هجمات عبر الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، ما يستدعي اتخاذ تدابير أمنية احترازية عاجلة”.

وشدد البيدر على “ضرورة أن تتحرك الحكومة العراقية دبلوماسيًا وأمنيًا لحماية سيادتها، وأن تعمل على تدويل قضية استخدام أجواء العراق في أي عمليات عدائية”، مبينا أنه “إمكانات العراق المحدودة لا تسمح له بالتصدي منفردًا لمثل هذه التحديات، ما يفرض على الولايات المتحدة مسؤولية الوقوف إلى جانبه، وتوفير الدعم اللازم لضمان حماية الأراضي العراقية، وخاصة في المناطق الشمالية”.

وختم البيدر تصريحه بالتحذير من أن أي تصعيد إضافي، داعيًا إلى “تحرك عاجل يوازن بين السيادة الوطنية ومتطلبات الأمن الإقليمي”.

وكانت الحكومة العراقية، هددت، بالتصدي لخرق الأجواء العراقية من قبل إسرائيل خلال قصفها إيران، فيما طالبت الولايات المتحدة بتحمل المسؤولية وحماية الأجواء.

وبحسب بيان للناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، فإن “الحكومة العراقية تجدد رفضها القاطع والتام لانتهاك الأجواء العراقية واستخدامها في الاعتداءات العسكرية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو ضد أي من دول الجوار الإقليمي، كون هذا الأمر يمثل التزاماً أساسياً ودستورياً من العراق بسياسة حسن الجوار، ومنع استعمال أراضيه ومياهه وسمائه لتكون منطلقاً لأي اعتداءات تطال دول الجوار، التي تربطنا معها أفضل العلاقات على مختلف المستويات”.

وأضاف أن “الحكومة العراقية تتابع مع الأطراف الدولية المعنية جميع هذه الأفعال غير القانونية، التي تعد انتهاكا صارخاً للسيادة العراقية ومبادئ القانون الدولي، بما لها من تأثيرات سلبية على الاستقرار والسلم في المنطقة”.

وبين “كما تطالب الحكومة العراقية الولايات المتحدة الأمريكية بتحمّل مسؤوليتها وفقاً للاتفاقيات المبرمة بين البلدين، والأعراف والمواثيق الدولية، بما يؤدي إلى منع طائرات الكيان الصهيونى من تكرار اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات”.

ولفت إلى أن “لقد التزم العراق بأعلى درجات ضبط النفس أملاً في فسح المجال للحلول الدبلوماسية والسياسية لنزع فتيل الأزمة بالطرق السلمية، وإنه لديه الحق وفقاً للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة في استخدام إمكانياته بالتصدي لأي خرق للسيادة الوطنية من أية جهة كانت”.