كيف تحققت تحذيرات وتوقعات القائد عبدالله أوجلان في الشرق الأوسط؟

مركز الأخبار

بدأت حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، وهي حرب تعدّ بمثابة بداية لتغييرات كبيرة في خريطة المنطقة، وهو ما سبق أن تحدث عنه القائد عبدالله أوجلان في تحذيراته.

إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط

في رسائله السابقة، أشار القائد عبدالله أوجلان إلى أن القوى المهيمنة في العالم تعيد كل مئة عام رسم خريطة الشرق الأوسط، وأكد أن عدم حل القضايا العالقة في المنطقة، وخاصة القضية الكردية، سيؤدي إلى تغييرات جديدة في هذه الخريطة، وهو ما يحصل اليوم انطلاقًا من إيران.

بسبب تعقيد الأزمات وعدم وجود حلول جذرية، وتزايد النزعة التوسعية لدى كل من إيران وتركيا في المنطقة وسعيهم الدائم لتهميش الكرد، دخلت المنطقة مرحلة إعادة تشكيل الخرائط، في ظل غياب أية حلول حقيقية في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية في الدولتين.

مرت مئة عام على اتفاقية “سايكس بيكو”، وها هي القوى العظمى تسعى مجددًا لإحداث تغييرات جذرية في خريطة الشرق الأوسط، إيران وتركيا حاولتا على مدى سنوات تعزيز نفوذهما العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة، لكن خططهما لم تلقَ القبول من جانب الدول الكبرى، وخاصة أمريكا وإسرائيل.

الصدام مع القوى الكبرى

توسعت إيران سياسيًا وعسكريًا ودينيًا في لبنان واليمن والعراق وفلسطين، فيما بدأت تركيا عملياتها التوسعية والاحتلالية في سوريا والعراق وليبيا. لكن القوى الكبرى، وخصوصًا أمريكا وإسرائيل، لم تقبل بذلك وبدأت تتحرك عسكريًا للحد من نفوذهما. وهكذا أصبح البلدان في مواجهة مباشرة مع تغييرات سياسية وعسكرية كبرى في المنطقة.

بداية التغييرات الجذرية

بدأت أولى التحركات الإسرائيلية بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة أنهت بها تقريبًا وجود حماس، وأضعفت حزب الله في لبنان، وقللت من نفوذ الحوثيين في اليمن، وأغلقت قواعد إيران في سوريا، وأضعفت الميليشيات الإيرانية في العراق.

يوم الجمعة الماضي، نفذت إسرائيل ضربات ضد مواقع استراتيجية إيرانية أدت إلى مقتل نحو 80 شخصًا وإصابة 330 آخرين، من بينهم قيادات عسكرية وخبراء في المجال النووي. وتشير التصريحات من الطرفين إلى أن المواجهة طويلة الأمد وقد تستمر لفترة طويلة.

اليوم يقترب الخطر من بوابة تركيا أيضًا. وحسب الاستراتيجية الإسرائيلية، لا توجد نية بوقف التوسع طالما أن تركيا مستمرة في طموحاتها. وأكد رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي أن الهدف النهائي من هذا التصعيد قد يكون إسقاط النفوذ الإسرائيلي، وأشار في الوقت نفسه إلى أن تركيا مهددة بشكل مباشر.

هذا بالضبط ما حذر منه القائد عبدالله أوجلان في رسائله الأخيرة، حين أكد أن إيران وتركيا إن لم تقوما بإصلاح ديمقراطي داخلي، فإن مستقبلهما في خطر كبير وستكونان في قلب التغييرات القادمة في المنطقة

نهاية الهيمنة الإيرانية والتركية

الولايات المتحدة وإسرائيل لم تخفيا رفضهما لصعود إيران وتركيا كقوى مهيمنة في الشرق الأوسط، ولهذا تعمل منذ سنوات عبر خطط متعددة لإضعاف نفوذهما. واليوم، اندلعت مواجهة جديدة في المنطقة تقترب تدريجيًا من شكل حرب عالمية ثالثة بصيغة اقتصادية وعسكرية.

الكرد والتغييرات المقبلة

العراق ككل، وكردستان بشكل خاص، سيكونان ميدانًا أساسيًا لهذه التغييرات، لأن جزءًا من الصراع الطويل بين إيران وتركيا يدور في أراضيه. وهذا يضع الشعب الكردي أمام مخاطر مباشرة تستدعي توحيد الرؤية والصفوف في عموم مناطق كردستان ، من خلال وضع استراتيجية وطنية موحدة.

في رسائله، يقول القائد عبدالله أوجلان: الخطر يهدد الكرد، وإذا اتحد الكرد، فإن العصر القادم سيكون عصرهم، لكن إن بقوا منقسمين ومجزئين، فلن يحققوا أي إنجاز وسيظلون أداة بيد الآخرين.

لهذا السبب، طالب القائد عبدالله أوجلان مؤخرًا بعقد لقاء مع كل من: مسعود بارزاني، بافل طالباني، مظلوم عبدي، نجيرفان بارزاني، وقباد طالباني، من أجل مناقشة الفرص والمخاطر القادمة أمام الشعب الكردي في هذه المرحلة الحساسة