مركز الاخبار
يمر اليوم عام على رحيل المناضلة والناشطة روناك فرج، التي كرست حياتها لقضايا النساء والأطفال، وكان هدفها الأسمى هو توعية النساء وتحريرهن من القيود التقليدية والأعراف السائدة في المجتمع
من هي روناك فرج؟
ولدت روناك فرج رحيم عام 1964 في حي جوارباغ بمدينة السليمانية. أنهت المراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في السليمانية، وتخرجت في كلية الآداب بجامعة بغداد، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في التاريخ خلال العام الدراسي 1989 – 1990
منذ طفولتها كانت تشعر بالمسؤولية وتحمل في داخلها حساً وطنياً عالياً، إذ شاركت في سن الثانية عشرة بشجاعة في نشاطات الطلبة، واعتقلت مع والدها عام 1987 من قبل النظام البعثي وبقيت داخل معتقلاته، وبعد عام 1991 بدأت نشاطها الإنساني خاصة في مجال قضايا النساء والأطفال.
في 17 حزيران 2024، توفيت في مدينة السليمانية بسبب المرض، ودفنت في مقبرة سيوان
رؤيتها لقضية المرأة
واصلت روناك فرج عملها كناشطة نسوية لأربعة عقود دون كلل أو خوف في خدمة النساء وتوعيتهن داخل المجتمع، وكانت مدافعة عن الوطن والقضية الكردية.
أنقذت العديد من النساء والشابات من الموت ووفرت لهن الحماية من تهديدات القتل، كما بذلت جهوداً كبيرة لتعزيز مكانة المرأة وحماية الأسرة ونشر قيم المحبة والسلام داخل الأسر.
كان روناك فرج مستعدة دوماً لدعم النساء من صديقاتها وزميلاتها في العمل، ولم تكن تتأخر في تقديم الدعم والمساندة لأي امرأة كانت بحاجة إلى المساعدة.
نشاطاتها وأعمالها
كرست جهودها في البداية لقضايا النساء والأطفال تحديداً، لذلك توجهت إلى مخيمات رانيا في إقليم كردستان ، حيث كانت نساء كثيرات يعانين من الأمية والجهل وسلطة التقاليد من مثل ختان الفتيات وقتل النساء تحت ذريعة الشرف، مما دفعها عام 1991 إلى تنظيم أول اجتماع خاص بالنساء لمناقشة هذه القضايا.
كما عملت على توعية النساء عبر وسائل الإعلام، وأطلقت عام 1994 أول برنامج إذاعي تحت اسم “صوت المرأة”.
وفي عام 2002، وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، نشرت عبر صحيفة “ريوان” قضية 17 ألف طفلة تعرضت للختان في سن الطفولة، ومن خلال مركز إعلامي توعوي للنساء، وجهت العديد من النساء إلى برلمان إقليم كردستان، مطالبة رجال الدين والبرلمان باتخاذ خطوات جدية لمعالجة هذه القضية وإنقاذ هؤلاء الأطفال.
وخلال عملها وبالتعاون مع منظمتها، تمكنت من إنقاذ 50 فتاة من خطر القتل، كما ساهمت في تسليم طفلين لعائلات بديلة، وتأمين مأوى ورعاية لعشرة أطفال يتامى.
نشاطها في مجال المنظمات
في عام 1991 أسست أول فرع لمنظمة نسائية في مخيم حاجي آوا برانية. بين عامي 1994 و1996 تولت مسؤولية إعلام اتحاد نساء رانية وكانت معدة ومقدمة لبرنامج “صوت المرأة”.
ركزت على توعية النساء، فأسست عام 1997 مركز الإعلام والتوعية النسوية، المختص بقضايا المرأة والنقاش حول مشكلاتها، وعبر صحيفتي “جيان” و”ريوانا” سعت لإيصال صوت المرأة داخل المجتمع الذكوري.
تقلدت عدة مناصب في هذا المركز، منها نائبة رئيس تحرير “جيان”، نائبة رئيس تحرير “ريوانا”، نائبة مدير المركز، ورئيسة منظمة الإعلام والتوعية النسوية
وفي عام 1999 أصبحت مستشارة ملجأ “نوى” لقضايا النساء في السليمانية. عام 2000 شاركت بتأسيس منظمة “آسودا”.
شاركت في عدة مؤتمرات دولية في كل من فرنسا، أمريكا، بريطانيا، السويد، ألمانيا، وإيران، تركزت حول العنف ضد النساء.
لها أربعة منشورات خاصة حول جرائم القتل تحت ذريعة الشرف، وعدة مقالات وبحوث نُشرت في الصحف والمجلات.
موقعها في الحكومة
بدأت العمل التربوي عام 1991 في مخيم حاجي آوا كمعلمة، ثم أصبحت مديرة مدرسة عام 1992، وعضوة في اللجنة العليا لاتحاد معلمي كردستان في رانية عام 199.
في عام 1996 انتقلت إلى السليمانية حيث عملت كمعلمة في معهد البنات ومركز الإرشاد الأسري. في عام 2011 أصبحت عضوة في اللجنة العليا لشؤون المرأة، وتولت مسؤولية أقسام الملاجئ والسجون والأوضاع الاجتماعية عموماً وخاصة شؤون المرأة.
عامي 2012 و2013 اختيرت كخبيرة في قضايا المصالحة الأسرية ضمن لجنة المصالحة في محكمة هولير، وفي عام 2024
أصبحت مسؤولة قسم التدريب والتطوير التربوي في مديرية تربية السليمانية.