ملفات امنية و اقتصادية.. هذا ما تبحث عنه انقرة في العراق

بوطان كرمياني

يتوقع مراقبون ان تتبنى كل من تركيا والعراق سياسة تصفير المشاكل بينهما ،وذلك على هامش المباحثات الاستراتيجية بين واشنطن و بغداد التي تم اطلاقها الشهر الفائت.

ومن المرجح ان تؤثر الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق و الولايات الامريكية التي تتعلق بقضايا امنية و تواجد القوات الامريكية،و السياسية العامة و الاقتصاد وما يتعلق بالجار الايراني، على العلاقة بين تركيا والعراق بنفس الوقت، اذ توجد عدد كبير من الملفات العالقة بين الدولتين،من ضمنها الملف الامني وما يتعلق بالتجاوزات التركية على الحدود الشمالية للبلاد، وملف التبادل التجاري و النفط وكذلك المياه.

وحل هذه الملفات قد يكون على حساب الكرد في اطار مخطط تركي عراقي مشترك،وفق ما اشار اليه باحث سياسي.

الباحث السياسي بهروز جعفر، قال في حديثه لوكالة rojnews، ان تركيا يهمها في العراق امرين رئيسيين “الامن و الاقتصاد”، مبيناً تركيا تريد الوصول مع العراق الى اتفاق امني لضرب العمال الكردستاني،وهذا الموضوع عادةً ما يكون من ابرز المواضيع التي يبحثها الوفود التركية مع نظارئها العراقية في كل زيارة اومحفلٍ كان.

وتريد تركيا ازالة اي عائق مستقبلي للتوغل، و تشريع هجماتها لتفادي اي رادع محلي او دولي، اما بالنسبة للملف الاقتصادي فيقول جعفر، ان تركيا تسعى لزيادة نسبة التبادل التجاري مع العراق.

باهرۆز جەعفەر
بهروز جعفر

وبلا شك اصبح العراق على مدار السنوات الماضية و خاصة محافظات اقليم كردستان مركزاً تجارياً كبيراً لتصريف المواد التركية وساحة لعمل الشركات التركية الكبرى التي ادرت بالاموال لصالح تركيا.

و اشار الباحث السياسي ان تركيا تختلق اوضاعاً في العراق لجر الاخير الى عقد اتفاقيات معها،محذراً من ان هذه الاتفاقيات التي قد تنعقد ستكون على حساب اضعاف الكيان الكردي.

واضاف ان تركيا لها تأثيرٌ في الشأن الاقتصادي العراقي، ولها شركات في الجنوب العراقي، وهي الان بصدد تعبيد طريق دولي من البصرة الى زاخو وصولاً الى معبر بصدد الاتفاق عليه بين العراق و تركيا (معبر آفوكوي) وهذا سيكون له تأثير كبير على معبر ابراهيم الخليل الذي يربط اقليم كردستان بتركيا، و الذي يعتبر مصدر ايرادات كبيرة للاقليم.

و اشار جعفر الى اطماع انقرة للحصول على الغاز الطبيعي المفقود لديها،لذا تتمدد الى ليبيا للحصول عليها، اويجب ان تحصل عليه في العراق.

وقال ان حقول الغاز التي عثرت عليها في الانبار العراقية، قد تتحول لصالح تركيا،حيث تجري مباحثات بين رئيس الجمهورية والبرلمان للوصول الى قرار ارسال هذا الغاز تركيا، او على الاقل سيكون العراق ممراً للغاز من قطر الى تركيا، وهذا ماتبحث عنه تركيا اليوم.