آنديرا وولف… قصة ثائرة أممية في جبال كردستان خلدها التاريخ

مركز الأخبار

اغتالت دولة الاحتلال التركي الثورية الألمانية آنديرا وولف- روناهي في عام 1996 بشكل وحشي، وأصبحت رمزاً للنضال الأممي، وقد ذكرت سبب انضمامها بالقول: “انضممت إلى حزب العمال الكردستاني لأجل حرية الإنسانية”

الثورية الألمانية وكريلا الـ PKK، آنديرا وولف، الاسم الحركي روناهي ألمان، هي إحدى النساء التي وضعت بصمتها في تاريخ حركة حرية المرأة الكردية، ومن خلالها اتجه العديد من الشباب الثوريين الألمان نحو كفاح حرية الكرد، وتعرف آنديرا وولف كـ”رمز الكفاح الأممي”.

من هي آنديرا وولف- روناهي؟

ولدت روناهي (آنديرا وولف) في الـ15 كانون الثاني 1965 في مدينة ميونخ في ألمانيا، وشهدت أكثر فترة تأزم وفوضى في ألمانيا (1970-1980)، تعرفت على السياسة في عمر الـ15 عاماً وتصبح عضوة جناح الشباب في حزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني (SPD)، وترعرعت آنديرا وولف في كنف عائلة اشتراكية.

شاركت أنديرا مع عائلتها منذ سن مبكرة في المسيرات المناهضة للسلطة الحاكمة، ثم أسست مع رفاقها تنظيم “عصر الحرية 81″، وهكذا بدأ اسمها تتصدر عناوين الصحف، ليتم استهدافها من قبل البوليس الألماني ويتم اعتقالها عشرات المرات، لكنها لم تترك النضال واستمرت في أعمالها الثورية حتى عام 1990.

الحياة الحرة مع PKK

أقامت آنديرا وولف علاقات وثيقة مع الحركات الثورية العالمية، وتعرفت إلى كفاح حرية كردستان، وفي عام 1996 عندما صدر قرار باعتقالها انضمت إلى حزب العمال الكردستاني، واتخذت اسم روناهي نسبة لاسم الثورية الكردية روناهي (بدرية تاش)، التي أضرمت النار بجسدها عندما منعت الدولة الألمانية الاحتفال بنوروز، ثم اتجهت بعدها إلى جبال كردستان.

“سأحارب كثورية ألمانية”

تعرف آنديرا وولف ضمن حزب العمال بروناهي ألمان، وتذكر في كتابة لها سبب انضمامها إلى الحركة بالقول: “لا أريد العيش في القذارة التي تعيشها الإنسانية الآن، تحرري من هذه القذارة هو محل فخر كبير لي، سأمشي على هذه الطريقة بمحاولة ودقة كبيرة، رغم أنني أتيت من ثقافة مختلفة جداً عن هنا إلا أنني لم أعش أية غربة هنا، المسؤولية التي أحملها على عاتقي هنا ستغيرني وتحييني، سأعيش كثورية ألمانية على هذه الأرض، وسأحمي أرضي بالقوة التي استمدها من هنا واستخدم كل قواي، أنا واثقة أنني سأنجح”.

“لم يتركوا لي طريقًا غير الجبال”

تكتب الشهيدة روناهي ألماني في 1 أيار1997 في جبال كردستان على مذكراتها اليومية: “كان يجب علينا إسكات آلات الحرب في المدن ولكن لم يتركوا لنا طريقاً آخر سوى الجبال”، وفي 23 تشرين الأول 1998 في منطقة شاخ في وان مع 23 من رفاقها خلال عملية ضد دولة الاحتلال التركي يتم أسرها وقتلها، ما أزم الوضع بين وألمانيا وتركيا حينها، وادعت أن لا معلومات لديها حول الحادثة، ولم يتم العثور على قبرها لسنوات طويلة، وتبين في عام 2011 أنها دفنت في قرية دوكمليتاش ضمن قبر جماعي.

“انضممت إلى PKK من أجل حرية جميع البشرية”

تم تأكيد خبر قتل روناهي من قبل أصدقائها الذين نجو من العملية ومن القرويين، ويتحدث رفاقها الناجون بالقول: “لقد نادوا بالكردية لنستسلم، حينها خرجت الرفيقة روناهي مع النساء، وحال خروجها نادت الجنود بالقول(أنا اشتراكية انضممت إلى PKK لأجل حرية جميع البشرية)، ثم كان الجنود يتحدثون عن الأغراض التي في حقيبتها، بعد نصف ساعة أتى صوت إطلاق رصاص، في اليوم التالي بقينا ننتظرها حتى الساعة 12، وبعد الظهر انسحب العدو من المنطقة، وخرجنا ليلتها ورأينا العدو قد جمع جثث غالبية الرفاق في مكان واحد، كانوا قد أحرقوا جثة الرفيق كاموران، وقطعوا رأس الرفيق آكري وجثة الرفيقة روناهي كانت تبعد عنهم بـ10 أمتار كانت عارية مقطوعة الثدي والرصاص منهال على رأسها وعضوها التناسلي.”

أصبحت روناهي رمز النضال الأممي

رداً على الوحشية الممارسة ضد آنديرا وولف (روناهي) ورفاقها، قام محامون عن حقوق الإنسان من بلدان مختلفة حول العالم بتشكيل لجنة البحث الدولية، إلا أن محاولات اللجنة للتحقيق تم عرقلتها، ولكن في 15 أيلول 2013 قام الشعب استذكاراً للشهيدة روناهي ورفاقها بفتح “مقبرة روناهي”.

قررت دولة الاحتلال التركي تدمير مقبرة روناهي، لكنه لاقى اعتراضاً شديداً من الشعب وتناوبت النساء لأيام في المقبرة، وفي عام 2015 تم قصف المقبرة من قبل الطائرات الحربية للجيش التركي ودمروه.

والآن يوجد ضمن حركة حرية كردستان PKK مئات الثوريين الأمميين الألمان والإنكليز ومن أمريكا اللاتينية ومن كل أمة يرون الشهيدة روناهي قائدة لهم.