بعد التوتر بين بغداد وواشنطن.. هل باتت مراجعة اتفاقية الإطار الإستراتيجي ضرورة؟

مركز الأخبار  

يتجه الملف الأمني بين واشنطن وبغداد، نحو التعقيد يوما بعد آخر، عبر دخول القوات الأمريكية بحرب غير معلنة مع الفصائل المسلحة، حيث يجري تبادل الاستهداف بشكل مستمر، خاصة بعد الانتقال لمرحلة الاغتيالات، ما يضع الطرفين (واشنطن والفصائل) بموضع مخالفة القوانين المحلية والدولية.

هذا الأمر، أوجد ضرورة لإجراء مراجعة شاملة من قبل الحكومة للعلاقة مع الولايات المتحدة واتفاقية الإطار الإستراتيجي، فضلا عن محاولة منع الدخول بصراع صريح وعلني مع واشنطن، كما يرى مراقب للشأن السياسي.

إذ يقول المحلل السياسي عقيل الرديني، في تصريح لـ”روج نيوز”، إن “أحداث غزة أثارت المشكلة بين الولايات المتحدة وبين فصائل المقاومة في العراق، لكن من ناحية قانونية فأنه يجب أن لا يصدر من الفصائل ما يخالف توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، من استهداف للقواعد والمقار الدبلوماسية”.

ويضيف الرديني: “لكن تمادي الولايات المتحدة في دعم الكيان الصهيوني، أثار غضب الشارع العربي والعراقي، وأيضا أثار حفيظة الفصائل ما دفعها إلى استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا”.

ويبين “نحن لا نريد توسعة الصراع الإسرائيلي العربي أو لا نريد صراعا مع الولايات المتحدة، لكن في نفس الوقت لا نريد للولايات المتحدة ان تستهداف مقار الحشد في العراق، فهذا يعقد المشهد السياسي والعسكري بالعراق”، مؤكدا “نحن بحاجة إلى نظرة واقعية لما يحديث ومراجعة لاتفاقية الإطار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن”.

ويلفت إلى أن “ما موجود على الارض من المفترض أنهم مجموعة منالمستشارين، لكن ما يحدث من قصف أمريكي واخرها استهداف مقر قرب وزارة الداخلية العراقية، يؤكد عكس ذلك، فهذا مخالف للقوانين الدولية والقوانين العراقية واتفاقية الإطار”.

والأسبوع الماضي، شهد اغتيال القيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء ابو تقوى السعيدي، من قبل واشنطن، عبر استهداف عجلاته عند دخولها مقر الحركة في شارع فلسطين ببغداد.

جدير بالذكر، أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، أفاد في مؤتمر صحفي أن أبو تقوى السعيدي، كان متورطاً بشكل نشط في تخطيط وتنفيذ هجمات ضد أفراد أميركيين، وكما قلنا منذ فترة طويلة نحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الأفراد.

لكن خلية الإعلام الأمني، نفت مزاعم رايدر، وأكدت “عدم وجود تعاون مع الجانب العراقي في الاعتداء الذي استهدف مقراً لهيئة الحشد الشعبي، والاعتداء نفذ بشكل مباشر من دون علم أي جهة عسكرية أو أمنية عراقية”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه يوم أمس الجمعة، رسالة إلى الكونغرس قال فيها: العمل العسكري الأخير في العراق إجراء ضروري يتوافق مع القانون الدولي وحقنا في الدفاع عن النفس.. وأن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ المزيد الضرورة من أجل التصدي للتهديدات أو الهجمات.

يذكر أن الفصائل المسلحة لم تتوقف عن استهداف القواعد الأمريكية في العراق، وخاصة قاعدة حرير في أربيل، بل استهدفت أيضا بعض مواقع قوات البيشمركة بطائرات مسيرة، ما دفع سلطات إقليم كردستان إلى طلب الحماية من واشنطن، وذلك قبل أسبوع من الآن.