عودة الصدر.. هل اقترب موعدها؟

بغداد/ وسام الزهروني  

يشهد التيار الصدري، تطورات سريعة وخطوات من قبل زعيمه مقتدى الصدر، أثارت التساؤلات بداية، قبل أن تتضح الصورة بشكل بسيط، وهي أنه يعتزم العودة للمشهد السياسي وإنهاء المقاطعة التي بدأها قبل أكثر من عام.

تغريدات “دينية” وزيارة لمنزل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في النجف، فضلا عن رسائل “سرية” بينه وبين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إلى جانب خطاب صريح من المالكي بشأن عدم الممانعة بعودة الصدر.

المحلل السياسي غازي فيصلويقول رئيس المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية غازي فيصل، في تصريح لـ “روج نيوز“، إنه “بكل تأكيد اعتزال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لن يدوم طويلا، والكل يعلم بذلك، واكيد هناك عودة قريبة للصدريين وبقوة للمشهد السياسي، واكيد باب العودة سيكون عبر انتخابات مجلس النواب المقبلة”.

ويضيف فيصل، أن “تحركات الصدر الحالية سواء الشعبية أو الدينية وغيرها، هي كلها من اجل تحفيز القاعدة الشعبية الصدرية، حتى تكون هذه القاعدة على تواصل روحاني معه، وحتى تكون على أهبة الاستعداد لاي طلب يريده منها خلال المرحلة المقبلة”.

ويتابع أن “عودة الصدر للمشهد السياسي، يعني عودة تبني مشروع حكومة الأغلبية، ولا نعتقد ان الصدر سوف يترك هذا المشروع”.

ومنذ أسابيع، كثف الصدر من تغريداته الدينية، التي لم تخلو من الجانب السياسي “المبطن”، وهي موجهة إلى أنصاره، وقد وصفت هذه التغريدات بأنها تمهيد لأنصاره بإنهاء المقاطعة.

نوري المالكيوكان المالكي، قال مؤخرا، أنه مستعد للتفاهم مع الصدر بشأن الانتخابات النيابية المقبلة، وأكد أنه على يقين بإن الصدر سيشارك في الانتخابات النيابية، وذلك بحسب ما كشفت مصادر عن لقاء جمعه مع وسطاء.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وجه أنصاره بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك بأنه سيقلل من شرعيتها خارجيا وداخليا، حيث أكد أن “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً.. ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيض العدا.. ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”.

المحلل السياسي محمد علي الحكيم
المحلل السياسي محمد علي الحكيم

من جهته، يبين الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، في تصريح لـ “روج نيوز“، أن “التيار الصدري، خلال المرحلة المقبلة سيعود وبقوة للمشهد السياسي، وتحركات الصدر الأخيرة على مختلف الأصعدة، هي تأتي من باب الترتيب والتجهيز لهذه العودة، وحتى يرسل رسالة جس نبض لكل الأطراف”.

ويلفت إلى أن “تغريدات الصدر الدينية، بعضها يحمل رسالة سياسية واضحة، وبعضها حتى يبقى في المشهد بصورة غير سياسية، وهذا كله تمهيد للعودة السياسية، خصوصاً ان قاعدة الصدر بحسب كل المعطيات ارتفعت بعد رفض مشاركته ضمن حكومة الاطار التنسيقي، وهذا دافع لعودته بقوة خلال المرحلة المقبلة”.

ويؤكد: “نتوقع عودة الصدريين إلى المشهد السياسي ستكون قبل انتخابات مجلس النواب المقبلة، وستكون له عودة قريبة من اجل وضع لمساته وبصماته على قانون الانتخابات، خصوصاً في ظل وجود نية لبعض اطراف الاطار التنسيقي لتعديله من جديد، بهدف ضمان حصولهم على اعلى المقاعد”.

يذكر أن الصدر، أمر بانسحاب الكتلة الصدرية التابعة له والابتعاد عن العملية السياسية في حزيران يونيو 2022، ومن ثم أعلن عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة، وذلك خلال أزمة الانسداد السياسي التي استمرت قرابة عام.

ويعود الخلاف بين الصدر والمالكي إلى 2007 عندما انسحب وزراء التيار الصدري احتجاجا على رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، الأمر الذي قلل المالكي من تأثيره.