زيارة رئيس الجمهورية إلى الأردن.. “تقليدية” أم فيها “نوايا دفينة”

بغداد

في ظل التوترات الإقليمية والمحلية، والترقب السياسي لمخرجات زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لواشنطن، جاءت زيارة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد إلى الأردن لتقسم أراء المختصين بين كونها “تقليدية” أم فيها “نوايا دفينة”.

وكان رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، قد وصل الاثنين الماضي إلى المملكة الأردنية الهاشمية في زيارة رسمية على رأس وفد حكومي ضم كلا من وزير الصناعة والمعادن خالد بتال، وعضو مجلس النواب طالب خليل راهي، إضافة إلى عدد من المسؤولين والمستشارين.

ماهر جودة
ماهر جودة

ويقول المحلل السياسي ماهر علي الجودة، في تصريح لـ “روج نيوز“، إن “زيارة رئيس الجمهورية الى المملكة الاردنية زيارة تقليدية ولا تحمل الى اهداف خارج حدود صلاحيته”، مبينا أن “منصب رئاسة الجمهورية في العراق منصب تشريفي ليس الا بروتوكول، وزيارة رئيس الجمهورية الى الاردن لا تحمل بين طياتها مسؤولية الحكومة ولا عملية تشريعية في البرلمان ولا الجهات الاخرى، وانما وجهت اليه دعوة وقام بتلبيتها”.

ويضيف أن “شخص بثقل وبمنصب رئيس الجمهورية بالتأكيد يذهب معه وفد رفيع المستوى من الوزراء والصحفيين فهو لايقل عن السوداني والوفد الذي ذهب معه الى واشنطن”.

ويشير الجودة إلى إن “رئيس الجمهورية لا يستطيع ان يكون له دور دستوري ولا قانوني، سوى المنصب الذي يعرفه الجميع وهو مفرغ من كل جهة تنفيذية باستثناء مجرد بعض المهام الموجودة الشكلية التي لا تؤثر في المنهاج الوزاري”، مؤكدا ان “صاحب القرار الاول في الجهة التنفيذية هو رئيس الوزراء والجهة التي تصادق على الاتفاق وعلى القوانين المقترحة من الحكومة هي البرلمان”.

وارتفعت صادرات الصناعة الأردنية إلى العراق خلال الشهرين الماضين من العام الحالي لتصل إلى 151 مليون دولار، حيث أظهر تقرير صدر عن غرفة صناعة عمان الأردنية، أن صادرات الغرفة خلال الشهرين الماضيين من العام الحالي وصلت إلى 926 مليون دينار اردني، مقابل 1.272 مليار دينار للفترة نفسها من العام الماضي 2023″.

ودخل خط الربط الكهربائي الأردني – العراقي الخدمة في 30 آذار مارس الماضي، حسبما أعلن المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة.

يذكر أن الأردن يعتبر العراق ركيزة أساسية لاقتصاده، كونه معتمدا بشكل كبير على الاقتصاد العراقي، سواء من النفط أو لتصريف بضائعها بالإضافة إلى ميناء العقبة ورؤوس الأموال العراقية فيها.

والتقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الاثنين الماضي، الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بالبيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تعد هذه الزيارة الأولى التي يجريها السوداني لواشنطن منذ توليه المنصب في بغداد أواخر عام 2022.

الكاتب والمحلل السياسي مجاشع التميمي

إلى ذلك، رأى المحلل السياسي مجاشع التميمي، في تصريح لـ “روج نيوز“، أن “زيارة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد الى الاردن لا تخلو من اهداف دفينة في ظل الظروف الراهنة في المنطقة”.

وتابع أن “زيارة رئيس الجمهورية إلى المملكة الأردنية لا تخلوا من أهداف ‏خفية وأهداف أعلنت بشكل رسمي من خلال بيانات رسمية، لكن ما يهمنا في هذه الزيارة التي تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنها جاءت في وقت حساس تمر فيها المنطقة خاصة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل”.

ويشير إلى أن “هذه الزيارة تتخللها أهداف تتعلق بأمن المنطقة والتوتر الذي حصل بين إيران والأردن خصوصا بعد ان قامت المملكة الأردنية بالتصدي للكثير من المسيرات والصواريخ الإيرانية”، مبينا ان “هنالك تهديدات مبطنة من قبل فصائل عراقية وتصريحات إيرانية منددة بما قامت به المملكة الأردنية”.

ويستطرد أن “رئيس الجمهورية ربما قام به بهذه الزيارة الخاطفة من اجل نقل الرسائل أو محاولة لتقريب وجهات النظر بين طهران وعمان، بالإضافة إلى أن رئيس الجمهورية كان يحاول البحث عن آلية لتهدئة الأوضاع خصوصا التوتر الذي يحصل بين الحين والآخر بين جهات مرتبطة بإيران والمملكة الأردنية الهاشمية”.

وكانت طهران قد اعلنت، الأحد الماضي، انها تراقب عن كثب تحركات الأردن، وأنه إذا تعاون (الأردن) مع إسرائيل، فسيكون هدف إيران القادم، بحسب وكالة “مهر” الإيرانية.

وأقرت 4 دول على الأقل، بأنها ساهمت في صد هجوم إيران، يوم السبت الماضي، على إسرائيل من خلال إسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية ليلة السبت/ الأحد، بينها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، والأردن، الذي مرت عشرات الطائرات المسيرة عبر مجاله الجوي.