تأجيل بعد فوضى.. ما مصير كرسي رئاسة البرلمان؟

بغداد

بعد أن شهدت جلسة الجولة الثانية لانتخاب رئيس البرلمان السبت الماضي، حالة فوضى قادها أعضاء حزب تقدم الذين اعترفوا بالعمل على “تخريب” محاولة عقد جلسة الجولة الثالثة بعد ان تقدم المرشح سالم العيساوي بعدد الأصوات، تخلو جلسة البرلمان يوم الاربعاء المقبل من فقرة التصويت على الرئيس، الأمر الذي يصفه مراقبون بـ “التأخير المتعمد” لحسم المنصب من قبل حزب تقدم ونواب من داخل الإطار.

الكاتب والمحلل السياسي مجاشع التميمي

الباحث بالشأن السياسي مجاشع التميمي يؤكد في حديث لـ”روج نيوز“، أن “قضية عدم إدراج فقرة انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب في جلسة يوم غد الأربعاء هو بسبب غياب التوافق والقلق من حصول أزمة كما حصل في الجولة الثالثة التي جرت يوم السبت الماضي والتي تسببت بحصول اشتباكات بالأيادي بين تقدم ومعارضيهم في مجلس النواب”.

واضاف، أن ” القضية هي بيد الكتلة الأكبر المتمثلة بقوى الإطار التنسيقي التي تمتلك نحو 186 نائباً، ويبدو أن قوى الإطار غير مستعجلة في اختيار البديل كون رئيس مجلس النواب بالإنابة الحالي محسن المندلاوي هو عضو الإطار لذلك ترغب هذه القوى بإبقاء المندلاوي برئاسة المجلس فضلا عن الإختلافات الكبيرة وتشظي الإطار بين محمود المشهداني وسالم العيساوي وهذا ما قد يتسبب بأزمة كبيرة داخل إطار نفسه”.

‏أما بشأن رفض حزب تقدم للمرشح سالم العيساوي مرشح العزم فهو يعود إلى “وجود أزمة ثقة وقلق داخل حزب تقدم الذي يتزعمه محمد الحلبوسي الذي ينتمي لمحافظة الأنبار تجاه سالم العيساوي من المحافظة ذاتها وهو اعتقاد بأن بانتخاب العيساوي سيضطر الحلبوسي الى خسارة نفوذ داخل المحافظات السنية وخاصة في المحافظة الأكبر الأنبار لذلك القضية تتعلق بفقدان الثقة والقلق من خسارة امتيازات ونفوذ داخل المكون”.

وفشل مجلس النواب، السبت، للمرة الخامسة في اختيار رئيس جديد له، بعد أن أخفق في عقد جولة ثالثة “حاسمة” لترجيح كفة أحد المرشحين النائب سالم العيساوي عن حزب السيادة، ومحمود المشهداني المدعوم من حزب تقدم.

إذ شهدت جلسة السبت، شجار واشتباكات بالأيدي وإصابة أحد النواب، مما دفع رئيس المجلس بالإنابة محسن المندلاوي إلى رفع الجلسة.

وأجرى البرلمان جولتين لاختيار رئيس للمجلس لكن عدم حصول أي من المرشحين على اغلبية النصف زائد واحد ما دفع المجلس إلى إعلان وجود جولة ثلاثة لحسم المنصب.

كما شهدت الجولة الثانية منافسة محتدمة بين النائبين سالم العيساوي، ومحمود المشهداني، حيث حصل الأول على 158 صوتاً في حين حصل الثاني على 137 صوتاً، كما حصل النائب عامر عبد الجبار 3 أصوات، بينما بلغت الأصوات الباطلة 13 صوتاً.

ماهر جودة
ماهر جودة

أما المحلل السياسي ماهر عبد الجودة فيشير في حديث لـ”روج نيوز“، الى أن “ما جرى قبل يومين تحت قبة البرلمان القى بظلاله على العملية الديمقراطية، وارسل رسائل سلبية عن العملية السياسية بالعراق بأنها غير سلسة وغير إيجابية والجميع متزمت برأيه”.

وأضاف الجودة، أنه “كان الاولى ان ينسحب الخصم بعد علمه بخسارته امام المرشح الآخر وجعل الأمور تمضي بهدوء وتسلم العيساوي المنصب بالتصويت، حتى ينقل العراق صورة ايجابية عن التبادل السلمي للسلطة”.

ويشير إلى أن “حزب تقدم متجه نحو التفكك والانقسامات الداخلية في حال استمرار اختلاف اراء النواب من داخل الحزب نفسه، مؤكدا أن “اعتراض الحزب على المرشح سالم العيساوي غير منطقي ويجب أن تتم عملية حسم المنصب”.

وبشأن جلسة يوم غد الأربعاء، يوضح الجوده، أن “هذه الجلسة  لا تزال الأوراق  فيها مرتبكة ولهذا لم تدرج فقرة انتخاب الرئيس لحين تهدئة الوضع بين المكونات المعترضة خصوصا انه لا يزال هناك اتفاق كبير على شخصية العيساوي لتولي المنصب”.

‎وبعد ذلك، أذن رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي أعضاء المجلس بـ”أخذ استراحة”، وبعدها يتخذ القرار بالذهاب إلى جولة ثالثة أو رفع الجلسة إلى إشعار آخر.

وأدلى 311 نائباً (من إجمالي 329) بأصواتهم في الجولة الأولى التي انطلقت في الساعة الرابعة عصراً بتوقيت بغداد.

وكانت الدائرة الإعلامية للبرلمان قالت إن “إجراءات انتخاب رئيس البرلمان بدأت بمشاركة 258 نائباً”.

واتهم حزب تقدم، الحكومة بالتدخل في انتخاب رئيس البرلمان، خلافاً للدستور العراقي، على حد تعبير النائب يحيى المحمدي.

وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد قررت في تشرين الثاني نوفمبر 2023 إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على خلفية قضية رفعها ضده النائب ليث الدليمي اتهمها فيها بتزوير استقالته، لينتهي الحكم بإنهاء عضوية الاثنين.

ويعدّ منصب رئيس مجلس النواب من حصة السنة وفقا للعرف السياسي الدارج في العراق منذ تشكيل النظام السياسي بعد العام 2003، في حين يذهب منصبا رئيس الوزراء للشيعة، ورئيس الجمهورية للكرد.