الانفال البعثية والفتح الاردوغانية والمشانق الايرانية عقود من الجرائم

تحل على الكرد اليوم الذكرى السنوية الـ32 لجرائم الانفال التي ارتكبها النظام البعثي بقيادة صدام حسين ضد الكرد، و راح فيها حوالي 180 الف مواطن بينهم اطفال و نساء، هذه الذكرى تعيد الى اذهان الكرد سلسلة من الجرائم التي طالته في اجزاء وطنه قبل الانفال و بعده على مدار عقود طويلة.


الانفال  هو اسم السورة السابعة في كتاب القرآن الكريم، وهي سورة تتحدث عن الاغتنام والغزو ،وأطلق نظام صدام حسين اسم هذه السورة على عمليته التي نفذها ضد الكرد في العراق، بهدف إضفاء شرعية دينية عليها.

جرت واقعة الأنفال هذه خلال سنة 1988 من قبل نظام البعث الذي كان يحكم العراق آنذاك ويرأسه صدام حسين، وهي مجازر جرت على مدار 7 أشهر وعبر 8 مراحل، قتل خلالها نحو 182 ألف كردي.

شنّ نظام صدام حسين حملته  هذه بشكل همجي على جغرافية جنوب كردستان ولم يفرق بين طفل أو كهل أو امرأة، وجرى في الكثير من الحالات دفنهم وهم أحياء، ناهيك عن نهب وإحراق الآلاف من القرى الكردية.

مراحل الأنفال هي كالتالي:

الأنفال الأولى: منطقة السليمانية، محاصرة منطقة (سركه لو) في 23 شباط لغاية 19 اذار/1988.

الأنفال الثانية: منطقة قرداغ، بازيان ودربنديخان في 22 اذار لغاية 1 نيسان.

الأنفال الثالثة: منطقة كرميان، كلار، باونور، كفري، دووز، سنكاو، قادر كرم، 7 نيسان –الى  20 نيسان من نفس العام.

الأنفال الرابعة: في حدود سهل (زيي بجوك) اي منطقة كويه وطق طق وآغجلر وناوشوان، في 3 ايار الى 8 ايار.

الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة: محيط شقلاوة وراوندز في 15 ايار ولغاية 26 آب.

الأنفال الثامنة: المرحلة الأخيرة، منطقة بادينان، آميدي، آكري، زاخو، شيخان، دهوك، في 25 آب ولغاية 6 ايلول من نفس العام.

قام نظام صدام الحسين بابادة 182 ألف كردي وهو معتمداً على سورة الأنفال في تشريع فعلته هذه.

لكن مثل هذه المجازر لم تكن حكراً على نظام صدام، فاتبعه نظام اردوغان التركي بذات الممارسات بحق الشعب الكردي حيث لجأ رجب طيب أردوغان التركي إلى سورة الفتح لتشريع احتلاله لمنطقة عفرين وقتل الآلاف من الكرد، واستمراره في تهديد باقي المناطق الكردية من سوريا والعراق.

وتعرضت مدن سور، جزير، نصيبين، سلوبي وشرنخ إلى هجمات عنيفة وواسعة من قبل جيش الاحتلال التركي في مناطق شمالي كردستان، تدمرت أجزاء كبيرة من هذه المدن، كما لقي المئات من المدنيين حتفهم خلال السنوات الثلاث الاخيرة.

وفي مطلع عام 2018، شنّ الجيش التركي عملية عسكرية على منطقة عفرين بغربي كردستان، تحت مسمى سورة الفتح، واحتل بعد شهرين من من مقاومة ابناء المدينة، أسفرت هذه العملية عن استشهاد المئات من المدنيين الكرد، ولا تزال الممارسات الشنيعة للجنود الأتراك ومن معهم من المرتزقة مستمرة في هذه المدينة.

واستمر النظام التركي بحملته ضد مناطق شمال و شرق سوريا ليهاجم  في خريف العام الفائت وعلى رأس جماعات مرتزقة تحمل فكر داعش، مدنيتي كري سبي و سري كاني، ويرتكب افضع الجرائم في المدينتين ، واستخدم في حملته هذه كل انواع الاسلحة بما فيها المحرمة دولياً.

ومدينة عفرين  و تل ابيض (كري سبي) و سري كاني ونوحيها لاتزال تعيش تحت وطأة الاحتلال الذي يمارس النهب وتغيير ديموغرافيتها، وتشهد بين اليوم و الاخر حوادث خطف تقوم بها عناصر الفصائل المرتزقة التابعة للجيش التركي المحتل، بحق سكان المقاطعة الاصليين،فضلاً عن مسلسل جرائم القتل والخطف وطلب الفدية مقابل تحرير المختطفين.

كما لم تسلم مدن ومناطق إقليم كردستان من هجمات جيش الاحتلال التركي، حيث هاجمت الطائرات الحربية التركية يوم 25 نيسان 2018 مناطق على ذرى جبال شنكال حيث ينتشر فيها نازحون إيزيدون كانوا قد احتموا بهذه الجبال من هجمات إرهابيي داعش.

وشنت الطائرات الحربية التركية هجوماً مماثلاً على قضائي شنكال ومخمور يوم 13 كانون الأول 2018 مما أسفر عن استشهاد 7 مدنيين بينهم 3 نساء وطفلة.

فيما تسبب آخر هجوم للطائرات الحربية خلال شهر كانون الثاني 2017 على بلدة ديرالوك في قضاء آميدية بمقتل 4 مدنيين.

ولاتزال هجماته مستمرة بين الفينة و الاخرى على مناطق شنكال تارة ً ومخيم مخمور للاجئين تارة اخرى، ناهيك عن الهجوم المدفعي و الجوي على طول الحدود الشمالية لمناطق اقليم كردستان مستهدفة المدنيين و املاك المواطنين.

ولا يقل النظام الايراني ضراوة عن النظامين البعثي و الاردوغاني، حيث سياسة التجويع والاعتقال المستمرة بحق ابناء مناطق شرق كردستان، بينما يقوم بلف المشانق حول رقاب المعتقلين السياسيين الكرد، اخرها كان يوم السبت الفائت 11 نيسان حين اعدم مصطفى سليمي الذي حاول الفرار من سجن سقز.